بعثة العار في نسختها الثانية ..جريمة في حق الثورة والوطن ..

نصرالدين السويلمي
قبل مغادرته ارض الوطن باتجاه سوريا أرفق النائب الرحالة عبد العزيز القطي على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي تدوينة هي عبارة عن حديث الرويبضة " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة" قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ .. قال: "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة" .
قبل مغادرته ارض الوطن باتجاه سوريا أرفق النائب الرحالة عبد العزيز القطي على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي تدوينة هي عبارة عن حديث الرويبضة " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة" قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ .. قال: "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة" .
لقد وُفق القطي الى حد بعيد في الاستنجاد بهذا الحديث وفي هذه المرحلة بالذات ، فلا يمكن ان نجد في تاريخ تونس المعلوم رويضة يتكلمون في امر العامة ويحتكرون المنابر والفضاءات مثلما نحن عليه اليوم ، فنحن بصدد مرحلة تسلق افضح بكثير من حقبات الدكتاتورية القاتمة ، ذلك ان الانظمة السابقة كانت تعتمد على الكفاءات ذات الطموح السياسي الجاف او المحدود ، اما اليوم فإننا نعيش حالة مرعبة من صعود نجم الرويبضة واحتلالهم لمنابع القرار تنظيرا وتنزيلا ، يدور ذلك ضمن محاصة سياسية ثقافية مالية مخزية ومهينة ، وان كان القطي اصاب كبد الصواب حين استشهد بالحديث الشريف الا ان سياسي"الميركاتوات" لم يكن يعلم انه وحين ارفق الحديث انما كان يثلب نفسه والزمرة التي رافقته الى دمشق لملاقات السفاح ، تلك هي الرويبضة التي ذهبت تتكلم في امر العامة ، واي تفاهة اكبر واحقر من قوافل الذل التي ارتقت بها ثورة سبعطاش اربعطاش من رتبة ما تحت العبودية الى ذروة العزة ، ثم حتى اذا حررتها ثورة الاحرار ونفضت عنها غبار العار ذهبت الزمرة الى ترقية السفاح وادواته ، وهي تمضي نحو قصور الشعب المحتلة مرت بمئات الآلاف من الجماجم ولاقت في طريقها ملايين من المهجرين ، تلك هي مستنقعات الرويبضة ودرجاتها الآسنة .

مرة اخرى يتم استقبال زمرة الرويبضة من قبل نائب وزير خارجية السفاح ومرة اخرى تصر مجموعة من المختبلين حزبيا على تشويه ثورة الشعب التونسي التي نزعت اغلالهم وانتشلتهم من زريبة القطيع لتلحقهم برحاب المجتمعات الحرة ، ثم ها هي وللمرة الثانية في ظرف وجيز تطل علينا الصورة الوافدة من دمشق لنواب شعب تونس الثورة وهم بصدد الجلوس كالتلاميذ النجباء امام نائب وزير خارجية السفاح ، يسفه لهم ثورتهم ويطعن في مكسب الحرية ويتهكم على الانجاز الذي اشادت به المعمورة ، هاهي وسائل اعلام نظام البراميل المتفجرة تتحدث عن ثورات الربيع "العبري"حين تعرج على زيارة وفد العار الى دمشق ، ها يخرج من اصلاب الدغباجي والجربوعي والحشاد وبن صالح من يقاتل الى جانب مجرم العصر ليحتفظ بكرسييه ويكرس هيمن الطائفة على سوريا الحضارة والمجد ، ها تجتهد الزمرة في تثبيت اركان الديكتاتور بدل الاجتهاد في تثبيت اركان الشعوب ، هاهم يبحثون على اعادة الرقعة العربية الى ما قبل حادثة العربة ، يتغنون ببشار وينادون القذافي من قبره ويناشدون السيسي ويتحرقون شوقا الى البيان رقم واحد ، وان صدر عن بول بوت او كيم جونغ او حتى هتلر وبشار ، المهم ان يأتي البيان ليخلصهم من "ربقة" الحرية ويعيدهم الى "رحاب" العبودية .
لقد كبر على هذه الزمرة ان تنادي صراحة بعودة المخلوع الى الحكم ، وان كان سبق لبعض اعضاء وفد العار ان تحصّر على ايام بن علي واكد ان تونس ما قبل 17 ديسمبر افضل بكثير من تونس ما بعد تاريخ الشرف ، ولا شك ان من تجرا على ثورة الحرية والكرامة وذهب الى تثبيت اركان الجريمة وتدعيم حكم الدكتاتور وتخذيل الشعوب عن ابسط حقوقها ، لا شك سينخرط عما قريب في ترقية شمولية تونسية دامية واقتراحها بدل الحرية والديمقراطية والتداول السلمي على السلطة ، ولا شك ايضا ان الشعب التونسي لهم بالمرصاد وان العقلية التي انتجت ثورة سبعطاش لا يمكن ان تسلم مقاليدها الى شخصيات واحزاب وجبهات الاجرام التي ما فتئت تشد الرحال نحو الشام ليس لدعم الثورة والوقوف في وجه الإرهاب الذي يحشد للمشروع الداعشي والارهاب الذي يحشد للمشروع الفارسي ، وانما لإبطال مفعول الحرية واعادة الشعوب الى أغمادها .
الغريب في هذه الزمرة انها تنحاز الى كل من يقف ضد حركات الشعوب ومطالبها ، السيسي ، حفتر ، بوتين ، خامنئي ..كل من يطعن في الثورات ويشكك في نشأة الثورة الام التي بزغت من بوزيد هو بالنسبة لهم الملهم والمخلص والفزاعة التي يلجؤون اليها ويحتمون بها من هاجس الشعوب ، والاغرب انهم وبعد انحيازهم الى كل اعداء الثورة ، تجدهم يتحدثون عن ثورة سبعطاش بأشكال مبهمة متعثرة ومتلعثمة ، كبر عليهم ان يطعنوا فيها بشكل جماعي في مقابل ذلك ينحازون ويناصرون كل من يسفهها ويشكك في فعالياتها ، يتحالفون مع من يسعى الى اجتثاثها ويقهقهون طويلا مع من يطلق على موقعة المجد عبارة "ثورة البرويطة" ، لقد اشربوا حب العبودبة وحب النفاق ، ويستحيل على اكثرهم ثقافة واوسعهم تجربة وافقههم في علوم السياسة ان يقنع حين يتحدث عن سبل التوجيه السليم للثورات المتعثرة في سوريا وفي مصر ، يستحيل على احدهم ان يتحدث عن الحسم في كل مكونات الازمة السورية والدعوة الى تضافر الجهود من اجل تسليم المشعل الى الشعب السوري ، في نظرهم الشعب السوري وسوريا والامة والحرية والحاضر والمستقبل كلها عوامل معقودة بناصية السفاح ، والثورة في تعريفهم ان ييقى بشار الى الابد ولتذهب رغبة الشعوب الى الجحيم ولينتهي حلم التغير ولتغرب دعوة التداول السلمي على السلطة الى الابد ، ذلك هو الكفر البواح بإرادة الشعوب مقابل الايمان الاعمى بسفاح يدغدغ افلاسهم الحضاري بأيديولوجيا مزورة آسنة ومنتهية الصلاحية .
اذا كان القطي والرحوي وقسيلة وعواينية وبن فرج والمرابطي ، أدلاء قوم ، مروا بهم على جيف الكلاب .
Comments
16 de 16 commentaires pour l'article 140210