الّذي تخلّفه الجدود تفنيه القرود

أبو مـــــازن
ان كان من باب الاستنجاد بالتاريخ فهو افتراء على الجدود الذين قاوموا الاستعمار وعمّروا الديار وساهموا في بناء دولة تونسية خالصة بعيدة عن القبلية والطائفية وان كان من باب الدعابة فهو سخافة و هراء لا يليق بالعامة فما بالك بالخاصة اذ يحترم في بلادنا الصغير الكبير و يدعو بالرحمة للأحياء والميتين فقد أفنوا عمرا يعانون ويلات الحروب و غطرسة الاستعمار و استقواء الألمان و هرج الطليان ومن بعد ذلك الاستبداد الذي خرّب البلاد فأنتج كوارث الثقافة الواهية.
ان كان من باب الاستنجاد بالتاريخ فهو افتراء على الجدود الذين قاوموا الاستعمار وعمّروا الديار وساهموا في بناء دولة تونسية خالصة بعيدة عن القبلية والطائفية وان كان من باب الدعابة فهو سخافة و هراء لا يليق بالعامة فما بالك بالخاصة اذ يحترم في بلادنا الصغير الكبير و يدعو بالرحمة للأحياء والميتين فقد أفنوا عمرا يعانون ويلات الحروب و غطرسة الاستعمار و استقواء الألمان و هرج الطليان ومن بعد ذلك الاستبداد الذي خرّب البلاد فأنتج كوارث الثقافة الواهية.

قال "سعادة" المستسار في دفاعه عن قانون الزطلة المزمع تمريره الى مجلس النواب بعد أن فقد أسلحة المنطق والاقناع و تجرد من الحجج الدامغة و المبررات المفحمة أنّ جدودنا رحمهم الله وأسكنهم فراديس الجنان كانوا حشاشين بطبعهم بل و يستعملون "زطلتهم" في رمضان بعد ساعات الصوم للترويح عن النفس. كذبتين متكاملتين ان صدقت الأولى فلن تصدق الثانية اذ اشتهر الناس في ذلك الزمان بالخروج الى المسجد لصلاة التراويح فهي المتنفس الوحيد لملاقاة الناس بعضهم بعضا اذ لم تكن المدن تشهد هذا العدد الخيالي من المقاهي.
أمّا اذا افترضنا صدق المقولة فلم يقتطع "المستسار" هذا العمل دون غيره فلا يتّبع الأجداد و أعمالهم الأخرى. هنا ننطلق من الجانب الأخلاقي للمجتمع التونسي الذي كان جد محافظ لا تشوبه خزعبلات المثلية و "توري نوري" و لا يطالب بالمساواة الزائفة في الميراث و لا يعرف "العنصر الاجتماعي" و غيرها من المصطلحات التي دوّخت الشعب التونسي فلم يعد يعلم كنه هويته وخصوصياته الاجتماعية و تقاليده و بنيته المجتمعية.
هل يصح المثل القائل اذن؟ هل نعيش فترة سيطرة القرود فيعود الانسان الى أصله المزعوم و يحقق النظرية العكسية لداروين. كيف تتقدم الدولة الناشئة نحو غد أفضل بتعلات تاريخية واهية لا يمارسها الى بعض الشواذ الذين يحتفظ بهم التاريخدوما فلا يغادرونه عبر العصور و يحفظون ولا يقاس عليهم. ليعلم "المستسار" انّ من بين جدودنا الثائرون كعلي بن غذاهم والمصلحون كخير الدين و المقاومون كالدغباجي والنقابيون كحشاد و الوطنيون كــشاكر و الأئمة العلماء كالطاهر بن عاشور و العلماء كالتركي و الأدباء كحسن حسني عبد الوهاب و المناضلون و الفلاحون والصناعيون و محبو هذا الوطن و المتيمون به والمؤمنون بحريته و استقلاله و هم كثيرون.
قد خاب من استشار في هذا المضمار اذ تقتضي الاستشارة العلم بالشيء و تنزيه النفس عن غرائزها واعمال العقل الذي يسكنها حتى تكون الفائدة فيما يقرر والحكمة فيما يقال. اما اذا اشتغل المستشارون برذائل الامور و نزوات الشوارع و حشيشة المزطولين فبماذا يشتغل العوامّ اذن؟ سيحنون الى الاستشارة وينازعونك فيها اذن لا يتطلب الأمر غير النظر في أركان الخرابة و انصاف سكانها والشعور بألمهم بل وتوفير الكمّية يوما ما اذا افتقدت من السوق او دعمها اقتصاديا، لم لا؟
Comments
7 de 7 commentaires pour l'article 138882