انتقام اوباما الوداعي الذي هزّ اسرائيل وحلفاءها العرب..

<img src=http://www.babnet.net/images/8/abariatwan400.jpg width=100 align=left border=0>


عبد الباري عطوان
رأي اليوم



بدأ باراك اوباما فترته الرئاسية الاولى بجعل الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي العربية المتحدة الاولوية المطلقة لسياسته الخارجية، وذهب الى جامعة القاهرة لاطلاق دعوته باعتباره غير شرعي وعقبة في طريق العملية السياسية للوصول الى حل الدولتين، واختتم ولايته الثانية والاخيرة باستصدار قرار عن مجلس الامن الدولي يدينه، اي الاستيطان، ويطالب بوقفه فورا، عندما اعطى الضوء الاخضر لمندوبته في الامم المتحدة سامنثا باور بالامتناع عن التصويت ضاربا عرض الحائط بالضغوط اليهودية باستخدام “الفيتو” لعرقلة صدور القرار.



فاذا كان دونالد ترامب الرئيس الجديد القادم الى البيت الابيض فشل في اقناع سلفه اوباما بعرقلة القرار خدمة لاسرائيل، وتجاوبا مع مطالب بنيامين نتنياهو رئيس وزرائها، فانه نجح في دفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى التراجع عن طرح مشروع القرار الذي صاغته وتبنته دولته، على التصويت في موعده يوم امس الجمعة، وتأجيل التوصيت الى موعد آخر، ربما بعد تولي ترامب السلطة رسميا، ربما يؤهله لاستخدام “الفيتو” لاجهاضه.

لا نعتقد ان الدول الاربع فنزويلا وماليزيا والسنغال ونيوزيلاندا، قررت النزول الى ساحة التحدي، وتبني طرح مشروع القرار على مجلس الامن الدولي للتصويت عليه في الموعد المقرر دون تشجيع من البيت الابيض، وبإيعاز من الرئيس اوباما شخصيا، ومباركة المؤسسة الامريكية الحاكمة، ولتوجيه رسالة قوية الى اسرائيل وقيادتها وشعبها بأنها تجاوزت بغطرستها وعنصريتها كل الخطوط الحمراء، وباتت سياساتها الاستيطانية تشكل خطرا، ليس عليها، وانما على المعسكر الغربي برمته، في ظل عودة الحرب الباردة، واستعادة العملاق الروسي قوته ونفوذه.
نتنياهو استدعى سفراء في نيوزيلاندا والسنغال فورا للعودة في اجتماع الحد الادنى على خطوة البلدين في تنبني القرار، بعد تراجع مصر عنه، ولو كان يملك سفراء في ماليزيا وفنزويلا لفعل الشيء نفسه، ولكن الاول (ماليزيا) ليس لها علاقات دبلوماسية مع دولة الاحتلال في الاساس، ورفضت استضافة مؤتمر رياضي لتجنب منح تأشيرة لوفد اسرائيلي (استضافته الاردن لاحقا)، اما الثانية فنزويلا فسحبت سفيرها احتجاجا على العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع تل ابيب.
ترامب هدد، وهو يلعق مرارة الفشل، بأن الامم المتحدة يوم 20 كانون الثاني (يناير)، اي يوم توليه الرئاسة رسميا، لن تكون عما كان عليه حالها قبلها، ولكن ماذا يستطيع ان يفعل، ينفذ وعوده بنقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة؟ ام يقدم لدولة الاحتلال المزيد من صفقات الاسلحة.
ما لا يدركه ترامب ان القوة الامريكية العظمى تترنح في منطقة الشرق الاوسط برمتها، فاذا كانت مغامرتها الامريكية التي تمثلت في غزوها للعراق كلفتها، وستكلفها اكثر من خمسة ترليونات دولار، فان اي مغامرة اخرى ستكون اكثر من ضعف هذا الرقم، ولا بد انه كرجل اعمال مخضرم، يزن الامور بميزان الربح والخسارة على درجة عالية من الوعي بهذه المسألة.
*

الغطرسة الاسرائيلية التي شجعها الهوان العربي، وزادها تبجحا وصلفا، عمليات التطبيع التي تزايدت تحت الطاولة وفوقها من عدة حكومات عربية، وفي السعودية ومنطقة الخليج خاصة، بدأ العد التنازلي لنهايتها، فالشرق الاوسط يقف حاليا على اعتبار مرحلة تغيير جذرية معاكسة، بدأت ارهاصاتها تتبلور في ازدياد التحالف الذي يقف في الخندق المقابل لامريكا صلابة وتماسكا على ارضية ما حدث في مدينة حلب.
الدول الاربع التي تبنت مشروع القرار الامني، وجميعها غير عربية، وان كانت اثنتان منها اسلامية، وجهت “طعنة كرامة” قوية، ليس الى اسرائيل، وانما الى الحكومات العربية ايضا، والحكومة المصرية بالذات، عندما تحلت بالشجاعة والجرأة، والانجياز الى القضية العربية العادلة، ولم ترهبها التهديدات الاسرائيلية، مع العلم ان جميعها دول صغيرة، غير غنية، وغير قوية عسكريا.
هذه الدول التي تنحني الشعوب العربية الشريفة امامها احتراما واعجابا وتقديرا، بعد الله عز وعلا، مزقت ما تبقى من اقنعة على وجه حكام عرب تحولوا الى مطايا وادوات لامريكا واسرائيل والغرب عموما، ونكرر الشكر والعرفان بالجميل لها، في هذا الحيز مرة اخرى.


Comments


16 de 16 commentaires pour l'article 135913

Radhiradhouan  (Tunisia)  |Dimanche 25 Decembre 2016 à 19:07           
بدأ العد التنازلي لسيطرة الولايات المتحدة وإسرائيل على الشرق الأوسط
تحالف تركيا وإيران وسوريا والعراق سيخلق فضاءا إقتصاديا يقلب الموازنات ويغيرالأوضاع الجيو سياسية

Radhiradhouan  (Tunisia)  |Dimanche 25 Decembre 2016 à 18:32           
إغتيال الشهيد محمد الزواري سيكون منطلقا لجيل جديد من الباحثين يعمل للخروج بالأمة من تخلفها العلمي وينهي تبعيتها الإقتصادية

Elmejri  (Switzerland)  |Dimanche 25 Decembre 2016 à 17:26           
الحكام العرب مستعدون لبيع أوطانهم و بيع أعراضهم مقابل المحافظة على كراسيهم...

.....واذكر فضيلة صنع الله اذا جعلت إليك لا لك عند الناس الناس حاجات ، فكان قوم وما ماتت فضائلهم و عاش قوم وهم في الناس اموات....


Kamelwww  (France)  |Dimanche 25 Decembre 2016 à 14:47           
كالعادة، تحليل ممتاز ومحترف من الأستاذ عبد الباري عطوان.
المهم في هذا القرار هو أنه أكد لنا مدى العفن الذي ينخر ادمغة الحكام العرب الذين هم مستعدون لبيع فلسطين وحتى لبيع أعراضهم مقابل المحافظة على كراسيهم.

Sami Jarrar  (Tunisia)  |Dimanche 25 Decembre 2016 à 13:45           
Thank you President Obama for instructing your representative to the United Nation not to vetoes the draft resolution on Israeli settlements in the occupied Palestine. We would prefer that this action from your part came longtime befor you leave your office but thank you anyway for giving another chance to the Palestinian rights to be confirmed again by the Security Council. And thank you for demonstrating to the Arab countries who sold for a
very cheap price the Palestinian cause that some other countries will stand with Palestinians against that aggressive state of Israel. Thank you for telling Arabs that they should not relay on Egypt and never count on its support. Thank you for telling us that the Arab league is useless.

Cartaginois2011  (Tunisia)  |Dimanche 25 Decembre 2016 à 11:08 | Par           
Il est devenu clair et sans aucune ambiguïté que le régime égyptien de SISSI défend l'ennemi plus qu'il défend son propre pays et encore moins les Palestiniens!Son peuple va t il le garder pour longtemps?

Nader Malaykos  (Netherlands)  |Dimanche 25 Decembre 2016 à 10:49           
@mshbn / صالح اليزاوي

" إن استقام ترامب و كان من الراشدين فسلام عليه يوم ولد و يوم يموت و يوم يبعث حيا" ...

تقتبس من القرآن المجيد لتبرز رأيك في صهيوني مسعور؟؟



Sami Jarrar  (Tunisia)  |Dimanche 25 Decembre 2016 à 10:43           
La Tunisie doit saisir le Conseil de Sécurité de l'ONU contre l'agression israélienne et la liquidation du chahid Zouari. Attendre qu'il y ait des preuves sur cette agression est un non sens et une manière de trouver des prétexte pour noyer cette affaire au profit de certaines parties qui se plient aux pressions etrangeres et qui plaident en faveur de la normalisation avec l'Etat sioniste. Le désistement de l'Egypte de mettre le projet de
résolution condamnant les colonies israéliennes et la prises en charge de ce projet de résolution par d'autres pays qui l'ont mis au vite du conseil et son adoption doit donner un signal fort à la Tunisie qui doit exploiter cette situation de faiblesse d'Israël au conseil de sécurité et l'embarrasser encore une fois en présentant cet état agresseur comme un pays-voyou qui défie les lois internationales et défie également l'ONU ET LE CONSEIL
DE SÉCURITÉ en indiquant qu'il ne respectera pas et n'appliquera pas les dispositions de la résolution sur les colonies. La Tunisie doit saisir de suite le conseil et ne l'as attendre d'autres preuves de son agression car l'affaire est claire et une condamnation politique d'Israël est possible. Il faut pour ce faire travailler avec la Malaisie pour présenter notre projet de résolution au conseil car la Malaisie est un pays membre
non permanent du Conseil et ne rien demander à l'Égypte car c'est un pays qui a mis tous ses œufs dans ke couffins des pressions extérieures.


Sami Jarrar  (Tunisia)  |Dimanche 25 Decembre 2016 à 10:26           
على مصر وبعض الدول العربية الاخرى ان تستحي امام اقدام السنغال و نيوزيلندا و ماليزيا و فنلندا على تبني مشروع القرار الذي تخلت عنه مصر التي خضعت للضغوط والتي أظهرت مرة اخرى انها دولة متسولة و مستعدة للتخلي عن كرامة الشعب المصري الابي الذي لا يقبل قطعا بهذا التصرف المخزي و المهين. على الول العربية الاخرى ومن بينها تونس ان تعي انه من العبث ان تعول عن مصر ومن ثم على الجامعة العربية التي لم تعد تصلح لشيء سوى تشغيل المصريين تحت الأمين العام ابو الغيط
المعروف بانحيازه المفضوح لاسراءيل ضد المصالح العربية

Saleh Yezzaoui  (Tunisia)  |Dimanche 25 Decembre 2016 à 07:53           
اولا ان اوباما احمق و الحكام الاعراب اش كفرا هم حمقى مثله و غبيين . هل اوباما يحب فلسطين و العرب ليقوم بهذا مشروع لا يرفع الفيتو فيه ؟ و ان كان يحبها و يحب العرب فلماذا لم يكن هذا منذ سنة او سنتين او ثلاثة او اربع قبل الخروج من الحكم . فعلا انه لئيم . و لربما ان هناك صفقة لتبييص وجههه و لحصوله على منافع استثمارية كبرى من المغفلين . اما ترامب فأتت به قوة عزم الامور الربانية لترى كيف يتصرف في العالمين و لترى كيف يكونون معه الآخرون الاعراب اشد كفرا
المنافقون . انها حلقة مشوقة فيها تنكشف دروس كبرى من سنن الحياة و الدين و فيها ينكشف الحاكم الجديد و فيها الاعراب المنافقين و الكذابين ينكشون . ان استقام ترامب و كان من الراشدين فسلام عليه يوم ولد و يوم يموت و يوم يبعث حيا و ان خرج عن السبيل فأن قوة عزم الامور الربانية ستدكه من جديد . انا العالمي Mshben1.

Incuore  (Tunisia)  |Dimanche 25 Decembre 2016 à 02:41 | Par           
عن اي حكام عرب يتحدث القذر ؟ السيسي مثله يساعد الاحتلالي الصهيوني و الروسي و الإيراني

Hassine Hamza  (Tunisia)  |Dimanche 25 Decembre 2016 à 02:13           


مجلس الأمن يدين بناء المستوطنات
...
جاءت الموافقة على القرار بعد أن تبنته كل من نيوزلندا وماليزيا وفنلندا والسنغال،
وامتنعت أمريكا عن التصويت،
فيما جاءت مبادرة الدول الأربعة المشار لها بتبني مشروع القرار
:::: بعد أن قامت مصر بسحبه وأحبطت التصويت :::: الذي كان مقررا عليه بعد ظهر الخميس في نيويورك.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ::: نتنياهو والســــــيــــــسي :::،
طالبا الولايات المتحدة باستخدام حق النقض :::(الفيــــــتو) ::: ضــــدْ مشروع القرار.

………..

قالها واضحة ، البكاي الشكاي ، أبو الفلاتر

وإعْتَبَرَها ((أصحاب النوايا الحسنة)) زلَّة لِسانْ ، ولم تَكُنْ كذلك ::

وأكّد نَوَايَاه فَقَال :: ماتسْمعــــــــووووشْ كَلامْ حَدْ غِيري

::::::::::

::اللي مايَرْضيشْ رَبِّنَا ، إِحْنا مَعـــــــــاهْ ::
::اللي مايَرْضيشْ رَبِّنَا ، إِحْنا مَعـــــــــاهْ ::
::اللي مايَرْضيشْ رَبِّنَا ، إِحْنا مَعـــــــــاهْ ::

Hassine Hamza  (Tunisia)  |Dimanche 25 Decembre 2016 à 01:52           
هكذا يتصرّف رؤساء أمريكا الذين مازالوا يتمتّعون بِقَدْر من اﻹنسانية ،
عندما يُفلِتون من قبْضة "اﻵيْبَاك" اﻷمريكية الصهيونية

Cartaginois2011  (Tunisia)  |Samedi 24 Decembre 2016 à 23:31 | Par           
Il faut franchement demander à notre gouvernement de se retirer de la ligue arabe,tant que cette institution soit sous le joug de l'Égypte.

Mandhouj  (France)  |Samedi 24 Decembre 2016 à 23:04           
فعلا انها وصمة عار لحكام العرب .. القبائل العربية أيام الجاهلية كانت احرص على اراضيها من الغزو ... شكرا للدول التي حملت القرار أمام مجلس الأمن .. و تحية للمقاولة المسلحة و الشعبية التي حملة القضية الفلسطنية لأبعد من الأراضي القومية ...

Elmejri  (Switzerland)  |Samedi 24 Decembre 2016 à 22:54 | Par           
أحسن جملة مقارنة بين الماضي والحاضر مستقبل السياسات العربية اما فورة او طورة الغطرسة الاسرائيلية التي شجعها الهوان العربي، وزادها تبجحا وصلفا، عمليات التطبيع التي تزايدت تحت الطاولة وفوقها من عدة حكومات عربية، وفي السعودية ومنطقة الخليج خاصة، بدأ العد التنازلي لنهايتها، فالشرق الاوسط يقف حاليا على اعتبار مرحلة تغيير جذرية.....


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female