بيان كتائب القسام.. اخرس الاصوات المضللة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/chaheed1812x2.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

لم يكن ليصدر بيان القسام بتلك التفاصيل وتلك السرعة، لولا ان الة الكذب والدعاية الرخيصة والتشويه انطلقت مباشرة على الخط؛ كتائب القسام في العادة ردودها شحيحة ومقتضبة، لان الردود الحقيقية تات مزلزلة في الميدان ولا تفصح عن نفسها قبل موعدها، وتباغت العدو في مضجعه وتتركه يبحث عن اي كلمة قبل ذلك ليستشف منها شيئا "ينير"، ولذلك عادة ما تذبحه بصمتها لان صمتها يعني الرد المزلزل العاصف الوشيك.





الكتائب العسكرية لحماس حز في نفسها ان تترك احد قياداتها العظام وحيدا، تنهشه الضباع من عديد الاحداب والاصواب، من اعلام ساقط (في جزء نافذ) لا ضوابط ولا مرجعية يحملها في المهنية ولا المبادىء والقيم، انطلق من اللحظة الاولى على خط النعوت المهينة المصغّرة للبطل العظيم، فكانت مصطلحات "ميكانيكي" و"القتل" و"جريمة حق عام" وغيرها من المصطلحات المسمومة، التي لا تبحث الا في الازدراء والحط من الاعتبار.

حتى ان زوجة الشهيد البطل خالت كما صرحت ان زوجها ربما ارتكب خطأً ما كلفه حياته، في نفس الوقت الذي تركت فيه الحكومة الجميع في الظلام، وفتحت الباب للتأويلات العبثية، ولذلك جاء البيان التفصيلي ليبين ويحسم ويخرس كل الالسن الدنيئة، ولكن اساسا ليقول القول الفصل ويرفع تونس الى اعلى المراتب بما حققه ابنها من منجز عظيم.

لم يتأخر البيان كثيرا فالزوجة احتارت في امرها، والشعب وجب ان يعرف حقيقة الامر ولا يتأخر، وكانت بالفعل الفرحة صارخة والانتشاء عظيما والاعتزاز كبيرا من اغلب افراد الشعب، فقد اعلن البيان الصادر بعد يومين على عملية الاغتيال الجبانة الغادرة، ان كتائب القسام تزف شهيدها شهيد فلسطين وشهيد تونس وشهيد الامة العربية والاسلامية، معتبرة ان تونس "طليعة الربيع العربي" و"حاضنة الثورة والمقاومة الفلسطينية"، مقدمة محمد الزواري بانه "قائد قسامي" و"مهندس" و"طيار"، وليس كما وصفه من افتقدوا الضوابط القوم بـ"الميكانيكي" للحط من اعتباره.

وبوأته (كتائب القسام) بذلك اعلى الرتب القيادية والخبراتية، مفيدة في البيان العسكري المرصّع بشعارها بانه احد القادة، الذين "اشرفوا على مشروع طائرات ابابيل"، التي كان لها دور الحسم في معركة العصف المأكول عام 2014، في اختراق معجزة القبة الحديدية الصهيونية، وجعلها محل اشادة في كل الاوساط، وما افصحت عنه ان الشهيد البطل التحق بالمقاومة منذ قرابة العشر سنوات، وابلى البلاء الحسن مجاهدا في صفوف القسام نيابة عن الامة، وكان أمر مساهمة المهندس الطيار التونسي النابغة في تطوير القدرات القتالية لطيران المقاومة حدثا فارقا في التاريخ الوطني في نفس مرتبة ثورة الحرية والكرامة او اعلى.

ان بيانا بهذه الكلمات المرصعة بالعزة والفخر والاباء، لا يمكن الا ان يرفع تونس وشهيدها الى اعلى درجات الشرف، ويعلي اعتبار شعبها الذي انجب القائد البطل اسمى المراتب، ولا يمكن الا ان يكون شوكة في حلق كل عتاة التهكم والحط من قيم الرموز التاريخية، ويقطع الطريق على من يريد ان يعزل تونس عن التحامها بالقضية المصيرية، وقد وضع شعبها على الدوام واقفا مع فلسطين وشعبها ومقاومتها.

لم يألمنا الاغتيال الغادر للمهندس الطيار محمد الزواري، فقد ارتقى الى عليين شهيدا مسجلا في تاريخ وطنه انصع الصفحات، وهو النابغة والاكاديمي الذي سخر طاقاته من اجل تحرير فلسطين الغالية، وانتقم في حرب العصف المأكول من العدوان الاسرائيلي في 1984 على حمام الشط، والاغتيالات الصهيونية التي طالت الزعامات الفلسطينية على ارضنا، وترك لنا مئات الطلبة والشباب الذين تتلمذوا في مدرسته الريادية، وبيان القسام وعد بالرد على العدو ونعرف ان وعود المقاومة لا تخلف، لكن المؤلم هو بقاء الحكومة في وضع المتفرج ولم تتفاعل مع البيان، ولم تكرم شهيدها ولم تكشف عن الاخلالات الامنية والاستخباراتية المسجلة، خاصة وان الاختراق ظهر كبيرا وبيان القسام دق ناقوس الخطر، في خصوص بقاء ايادي عملاء العدو الذين يلعبون في المنطقة ويمارسون ادوارا قذرة دون ان تقطع، وبطعم المذلة تلقينا تصريح المعلق العسكري للقناة العاشرة الصهيونية، بان تونس "بلغة الاستخبارات دولة الهدف اللين"، كما نقلت اليوم بعض التقارير الاخبارية.

لم تقدر الاصوات المشككة في بطولة شهيد العروبة والاسلام، في طمس انجازه البطولي وسلبه شهادته، وتجريد تونس من نصرها المظفر والتحام دماء خيرة ابنائها بدماء اخوتنا الفلسطينيين، واليوم بات لزاما على الحكومة تكريم شهيد القضية الفلسطينية، وكشف ملابسات الجريمة النكراء ومعاقبة الجناة وابراز واوجه الاخلالات، وفي الحد الادنى اطلاق الاجراءات القضائية والقانونية في المحاكم والمنظمات الدولية من اجل ملاحقة الاجرام الصهيوني، والتسريع بتبني مشروع القانون الداعي لتجريم التطبيع، الذي نتمنى على الاحزاب التي ترفع اليوم اسم الشهيد، ان تصادق عليه حتى نضع حدا للاختراقات الصهيونية المنتشرة داخل اراضينا، والتي اخرها بعد تنفيذ عملية الاغتيال النكراء، فيديو يظهر مراسل القناة العاشرة الاسرائيلية في صفاقس يتحدث من امام منزل الشهيد!!؟؟

(*) قانوني وناشط حقوقي


Comments


11 de 11 commentaires pour l'article 135612

Fethi Mnasri  (Tunisia)  |Lundi 19 Decembre 2016 à 14:34           
انا لو كنت مكان محمد بوغلاب لشنقت نفسي على عامود المنقالة في ساحة الشهداء بالعاصمة ...لكن زايد...كثيرون من الصحفيين ذكور انعدمت فيهم الرجولية و الحياء و لا يختلفون عن المومسات في شي ...و الطرح لمن يدفع اكثر ...

Amis2012  (Tunisia)  |Lundi 19 Decembre 2016 à 10:52           
بيان كتائب القسام.. اخرس اصوات الكلاب المضللة

Amis2012  (Tunisia)  |Lundi 19 Decembre 2016 à 10:29           
بيان كتائب القسام.. اخرس الاصوات الكلاب المضللة

Mnasbad  (Tunisia)  |Lundi 19 Decembre 2016 à 09:46           
الحكومة مسكينة خجولة من بطلنا ورافع لواء العزة في ارض العزة سحقا لكل الخونة الماجورين

Abouhamza  (Tunisia)  |Lundi 19 Decembre 2016 à 09:44           
يقول الله تعالى .ياأيها الذين أمنوا لما تقولون ما لا تفعلون.
فالشهيد البطل المهندس الطيار محمد الزواري فعل بدون كلام و نفذ بدون استشارة و جاهد بدون أجر اما الذين في قلوبهم مرض ينعقون و لا يفعلون فالجبن أقرب اليهم و النفاق سيمات ألسنهم و القضية الفلسطينية سلعة بين أيديهم و لافتة اشهارية في منابرهم فلم يسلم منهم الوطن و لا شهيد الوطن .رحم الله الشهداء الاوفياء و الخزي و العار لابواق النفاق و حماة الطغاة و تجار الاوطان .

Selsebil  (France)  |Lundi 19 Decembre 2016 à 09:22           
Article sans entaches. très beau et surtout très juste discours. pour ma part, je maudis les lâches et les renégats tunisiens qui ont fomenté une campagne de désinformation comme ils ont appris à le faire dans des casernes américaines.
Et ceux là s'appellent des journalistes?
Un homme est mort pour une cause et voilà que des chiens qui surtout viennent de son propre pays, en réalité des collaborateurs et des vassaux, qui déchiquètent sa chair noble. Il est martyre bien malgré eux. Ils sont traitres bien malgré tout.

Nouri  (Switzerland)  |Lundi 19 Decembre 2016 à 09:09           
يريدون من تونس ان تكن كالحديقة الحيوانية مجعولة فقد للزائرين بمعنى بلد سياحي يعيش تحت رحمة الزائر لبلدان معروفة وليس لهم الحق فالعلم والمعرفة وان يصعد بين البلدان الصناعية والبلدان التي تعول عن نفسها.
الشهيد الزواري رحمه الله من اجل علمه وقتل الدكتور منصف بن سالم رحمه الله الذي سجن اكثر وقت حياته وتوفي من آثار التعذيب ثم عالم تونسي آخر البشير التونسي وهو اول عالم نووي تونسي رحمه الله عذب وحاولوا اغتياله في عهد بورقيبة ففر الى مصر.
يريدون ان التونسي يعيش في المقاهي وشرب الشيشى مسجون بين المنزل والملاهي

Elghazali  (France)  |Lundi 19 Decembre 2016 à 08:59           
Allah yarhamou , pour une fois un islamiste combat le vrai ennemi , l'état d’Israël.contrairement aux autres islamistes qui ne font que foutre le désordre dans leurs pays par tous les moyens.

Almokh  (Tunisia)  |Lundi 19 Decembre 2016 à 07:21           
فلا عاش في تونس من خانها ولا عاش من ليس من جندها

Almokh  (Tunisia)  |Lundi 19 Decembre 2016 à 07:06           
لا خير في أمة لم تحترم علمائها

Mandhouj  (France)  |Lundi 19 Decembre 2016 à 05:10           
المقاومة بشهدائها تحقق الانتصارات .. و سحقا لكلاب الصهيونية في بقاع الأرض ..


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female