فشل الانقلاب على تركيا الاسلامية: اعادة توزيع الادوار في النظام الاقليمي الشرق اوسطي

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/istanbul1_2.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم محمد يوسف
، كاتب واعلامي



تركيا دولة اطلسية شبه اروبية وعماد ذلك جيش مبني على هذا المقاس .



فان تتحول هذه القوة العسكرية الكبيرة في المنطقة الى دولة اسلامية تعاضد الربيع العربي وتساوم في ولائها الاطلسي فهذا امر متعد للاسس التي بنيت عليها الدولة العلمانية العسكرية المتنكرة لاسلامها .
ان تركيا ما قبل الانقلاب الفاشل لن تكون هي نفسها بعده فسيصبح نموها الاقلتصادي وتطورها في جميع المناحي مستهدف امريكيا واروبيا لكي لا تتجاوز حدودها .

ان الجيش التركي ' المطهر ' من قادته المخلصين لهيمنة العسكر على السياسة بروح علمانية ومسار ديمقراطي موجه ضد ' الدولة الدينية ' اصبح يبتعد عن مخلفات اتاتورك ،
ان امريكا واوروبا يدركون ان هناك خطوط حمراء لا ينبغي ان لا تتجاوزها تركيا وانه من الضروري التعجيل بمكابح تتذرع بحقوق الانسان وتسرع في وضع حد للنمو الاقتصادي السريع وتوغل في الاختراق الاستخباراتي المعدّل على مقاس الشرق الاوسط الجديد الذي يقوم على تمدد فعلي لاسرائيل عبر نظام اقتصادي جهوي يدمج دول الخليج والشرق الاوسط في منظومة سوق قوامها اسرائيل وتدمج الموارد الخليجية .
فلا مجال لنفس اخواني في دولة اروبية شرق اوسطية علمانية ، وقد تم غض الطرف سابقا على منهج اخواني تركي معدل فكريا ومقيد بضمان الجيش ،

غدا سيكون في تركيا مؤسسة عسكرية جديدة تحتاج الى اعادة بناء لن يتم في غياب استقرار اصبح مستهدفا من قبل حلفاء الامس،
وهذا ما يجعلنا نتوقع اضطرابات وهزات اجتماعية وسياسية وداعشية وكردية في المستقبل القريب ،
وتحسب لمصير محتوم لانجندة تقزيم تركيا الاسلامية التي تحلم بامجاد الامبراطورية العثمانية واستعادة خلافة عصرية معدلة ،


تركيا شرعت منذ مدة في سياسة الهروب الى الامام فاعادت اتفاقها مع الكيان الصهيوني وسارعت لمأسسة التطبيع وتنازلت لموسكو،
اني اقدرانا تركيا ستمضي بعيدا في هروبها الى الامام بدعم علاقاتها مع روسيا والضغط على امريكا لتنزل من برجها العاجي كما ان تركيا ستبحث عن حلحلة القطيعة مع النظام السوري ،
امريكا تكاد تصرح بتورطها في الانقلاب الاخير ولو بشكل ضمني وهي غير مستعدة للقطيعة مع تركيا لان ذلك سيدعم الاسلام السني على محور اخواني الذي يحتاج الى لملمة صفوفه لمواجهة المد الشيعي المتوافق مع الاجندة الامريكية وان عكس الظاهر خلاف ذلك ،
هروب تركيا في هذا المستوى ربما يشكل مفاجأة كبيرة بعودة التقارب مع النظام السوري ،
ان اروبا غير قادرة على الضغط على تركيا لان حدوهدها مع الاتراك مندمجة ولديها بيوت زجاجية لا حصر لها كما ان المانيا لها علاقات تاريخية كبيرة وعدد الاتراك بها كبير وسياستها تركز على الابعاد الاستراتيجية ،
تركيا ستواجه ضغوطا من الجهات الستة ، وما عليها الا مراجعة التوافقات والابقاء على الحذر،
ولا مفر من تقديم تنازلا ت جدية للامريكان ولكن بعد احراجها اكثز في تورطها في محاولة الانقلاب ،
ان سينريوهات العراق وافغانستان ولبنان وسوريا غير واردة لمواجهة تركيا ، بقي ان الاضعاف الاقتصادي والتدعيش تبقى امورا مفتوحة للاحتمال على المدى القريب فيكفي ان تتراجع معدلات النمو ويطل شبح التضخم والبطالة حتى يتتبرم الصندوق ،
انه من البديهي التأكيد على ضرورة وحدةالصف الداخلي بمزيد ارضاء المعارضة وتشريكها بجدية في ادارة هذه المرحلة الدقيقة




Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 128518

BenMoussa  (Tunisia)  |Mercredi 20 Juillet 2016 à 18:21           
مقال ممتاز جدا يقدم فيه الدكتور منصف المرزوقي معلومات مهمة عن محاولات الانقلاب ومن يقف وراءها
http://www.atouf.net/المرزوقي-يكتب-عن-الانقلاب-الناجح-والا

BenMoussa  (Tunisia)  |Mardi 19 Juillet 2016 à 12:42           
تركيا لم تهرب لا للأمام ولا للورى ولكن قادتها يتصرفون بحنكة ومهنية كبيرة حسب المعطيات الآنية وطبقا للمبادئ والقيم السامية ومن جراء ذلك يتعرضون لحملات تشويه واسعة من طرف عدة جهات ووسائل اعلام موجهة، ولكم على ذلك مثالين :
1. اعادة التطبيع مع اسرائيل كان من شروطه تأمين دخول المواد التي تستخدم لأغراض مدنية إلى قطاع غزة، ومن ضمنها المساعدات الإنسانية، والاستثمار في البنية التحتية وحل أزمة المياه والكهرباء. ووصلت منذ الثالث من الشهر الجاري السفينة التركية “ليدي ليلى” وعلى متنها 11 ألف طن من المساعدات الإنسانية، تشمل موادًا إغاثية من طحين وسكر وأرز وزيت طعام، إضافة إلى ملابس وأحذية وألعاب وحفاضات للأطفال. المرحلة الأولى من توزيع المساعدات تشمل حوالي (11) ألف أسرة
فقيرة، ممن يزيد عدد أفرادها عن (9 أفراد) إضافة إلى العائلات التي يوجد فيها “حالات خاصة” (مرضى أو ذوي إعاقة). فمن من الدول العربية فعل مثل هذا ؟ ثم أليس هذا الاتفاق أفضل من مواصلة مقاطعة اسرائيل ونرك سكان غزة في محنتهم المتواصلة
2. الاعتذار لروسيا جاء بعد التأكد من أن اسقاط الطائرة الروسية كان داخل الاجواء السورية، أفليس الاعتراف بالحق فضيلة ؟ مع العلم أن العملية قام بها الجيش التركي لتوريط اردوغان واضعافه وربما تدخل في نطاق التحضير لمحاولة الانقلاب الفاشلة

حقائق صادمة تتعارض تماما مع ما يروج له عن تركيا واردوغان والاهداف واضحة

ـ

Jaber  (Tunisia)  |Mardi 19 Juillet 2016 à 09:27           
مقال استراتيجي مهم جدا تبقى الإشارة إلى أن المعطيات الجيوبولوتيكية في المنطقة ككل متحركة جدا و لعل عديد المتغيرات في أوروبا و في فرنسا على وجه التحديد التي كشفت عن وجهها القبيح و يمكن أن تفضح عديد النوايا الخفية في الاتحاد الأوروبي و خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يمكن أن يخول لتركيا كقوة اقتصادية جديدة أن االمرحلة المقبلة تجعل المتغيرات أكثر دقة و السياسة و التحالفات هي من ستلعب الدور الصحيح في و أرجوا أن يكون العديد من القادة عسكريين و
مدنيين فهموا الدرس جيد

Mandhouj  (France)  |Lundi 18 Juillet 2016 à 22:41           
عملية التطهير لا يمكن أن تكون 100% .. هذا عقليا غير ممكن ، الأهم معاقبة المساهمين في الإنقلاب (دون أحكام إعدام )، تسريح بعض الجبناء من الأمن أو مؤسسات أخرى .. ثم ، خاصة بناء جهاز مخابراتي قومي وطني يكون على مستوى عال من الحرفية ، يعاصر زمانه التكنلوجي ، ... يكون تحت مراقبة ديمقراطية من طرف البرلمان ، مهماته تتقاسمها كل الأحزاب الوطنية و تتفق عليها حتى لا تكون عونا لشخص أو لي حزب ، و انما في خدمة الوطن و السيادة الوطنية، في خدمة الجمهورية و
الديمقراطية ... ثم بناء الجندي الجديد ، الأمني الجديد ، عون الديوانة الجديد ، الاداري الجديد ، الذي يخدم دولته ، المصلحة العامة ، النظام الجمهوري ، الديمقراطية .

يجب أن نشيد بعقيدة الجيش و الأمن التركيين .. الجيش في جملته أبى الإنقلاب ، الأمن في جملته لبى النداء للدفاع عن الديمقراطية ، عن الخيار الشابي الحر .. يجب أن نكبر هذا الموقف الوطني العظيم .. حدث إختراق ، و هذا طبيعي.. و في كل المؤسسات هناك إختراقات ، لكن قوة الدولة الديمقراطية لما تستطيع أن تفسد اللعبة عن الخونة ، و تقوي و تدعم نظافة منظوماتها الحالمة للسلاح ، كما المنظومات المدنية من الفساد، من الخيانة ..
حزب الاصلاح و التنمية يجب أن يدعم التشاركية الديمقراطية مع الأحزاب الأخرى ،لأنها حمت الديمقراطية و النظام الجمهوري ، وقفت في ساعة الغصرة، في ساعة العسرة ، في ساعات المحنة، مع الخيار الشعبي ..
هذا ما نتمنى لتركيا ، لتونس ، ولكل شعوب العالم ، أن تعيش حرة ، متعاونة ضد الأخطار الكونية و الدواعش من كل صوب و حدب ...

Mandhouj  (France)  |Lundi 18 Juillet 2016 à 22:17           
العنوان، أحسن أن يكون حسب رأي :
فشل الإنقلاب في تركيا الديمقراطية : اعادة توزيع الادوار في النظام الاقليمي الشرق اوسطي.

لأن كبار النظام العالمي الامبريالي ، لا يمكن لهم الإعتماد على ديمقراطيات خارجة عن صنعهم لتحقيق المآرب الاستعمارية ... (تركيا الاسلامية ) ليس لها معنى ، مصر إسلامية ، السعودية إسلامية ، الامارات .... و هكذا كل الدول.. وتركيا لما يحكمها العسكر ، تبقى إسلامية ... الدين لا يخيف الامبريالية العالمية ... الذي يخيف الامبريالية هي الحكومات القوية التي تبعث بها الشعوب لسدة الحكم .... لما يحكم الشعب عبر الديمقراطية ، يتقوى المجتمع كله و ينمو
تاريخيا و إنسانيا ... و هذه الحالة تفسد المخططات الاستعمارية .. و يا ويل من يتحالف معها متسفيت حسابه مع جيرانه أو اشقائه .. الدائرة تكون عليه ... و ميثال الثيران الثلاثة جائز في كل فترة من التاريخ ... لذلك على تركيا أن تقوي ديمقراطياتها عبر النظام البرلماني ، حيث تنموا المؤسسات الدستورية ، و يرتقى نظام الحكم لحوكمة رشيدة ، و تنشأ آليات الشفافية و المراقبة و المحاسبة ... تكون الادارة في خدمة المجتمع أكثر منها في خدمة حزب أو شخص أو قوى
ضغط .. تتفانى المؤسسات الحاملة للسلاح ، كما المؤسسات المدنية في خدمة المواطن .... فإذا إشتكى عضو من الدولة بالحمى أو الإعتداء ، إلا وحب كل الجسد للدفاع عنه .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female