عبد الباري عطوان: لهذه الاسباب فشل الانقلاب التركي

<img src=http://www.babnet.net/images/8/abariatwan400.jpg width=100 align=left border=0>



عبد الباري عطوان
رأي اليوم





الانقلاب العسكري في تركيا فشل لان التجربة الديمقراطية باتت عميقة في البيئة التركية، واثبتت نجاعتها، واعطت اؤكلها من الاستقرار والامن والنمو الاقتصادي، ووضعت البلاد في مصاف الدول الاقليمية العظمى، ولكن تركيا اردوغان بعد الانقلاب ستكون مختلفة عما قبلها، وستتغير حتما، وفقا لاعتبارات جديدة اطلت برأسها، وتفرض ارثها حتما في الايام والاشهر المقبلة.

ان تتحالف المعارضة مع السلطة، الجيش مع الشعب، اعداء اردوغان مع حلفائه في مواجهة الانقلاب، فهذا اصطفاف في خندق الديمقراطية، وليس خلف الحكومة فقط، وهذا هو الدرس الاول الذي يجب ان يستوعبه الرئيس اردوغان الى جانب دروس عديدة غفل عنها، او تجاهلها، في السنوات الخمس الاخيرة على الاقل، والا فان البلاد ستقدم على هزات اخرى كبيرة كانت او صغيرة.
الرئيس اردوغان الذي وضع كل السلطات التنفيذية والتشريعية بين يديه، وتغول في قمع المعارضة، ووسائل الاعلام التقليدية والاجتماعية، يجب ان يدرك الآن انه في ذروة الازمة وجد انها الداعم الحقيقي له، حيث لجأ الى وسائل التواصل الاجتماعي من “فيسبوك” و”تويتر” وانترنت، التي اغلقها في فترة ما، ولم يجد الا محطة “سي ان ان” التركية عونا له لبث اول خطاب له بعد ان استولى الانقلابيين على المحطة الحكومة TRT.
*
الجيش التركي الذي تصدى للانقلابيين، وقال رئيسه ان زمن الانقلابات قد ولى الى غير رجعة في اول خطاب له، اكد مرة اخرى انه العمود الفقري لاستقرار البلاد وامنها، والحارس الحقيقي الضامن للعملية السياسية الديمقراطية، وموقفه هذا اعاد ثقة الشعب التركي به مجددا، واصبح يحظى بمكانة وطنية عالية، ربما تتقدم على التعددية الحزبية، الامر الذي يحتم على الرئيس اردوغان او غيره، وضع هذه المسألة في عين الاعتبار، من حيث التشاور مع قيادته والتنسيق معها قبل الاقدام على اي مغامرات سياسية او عسكرية، تعرض البلاد وامنها ومصالحها للخطر.
لا نتفق مع الآراء التي تقول بأن الرئيس اردوغان سيخرج اقوى من محاولة الانقلاب الفاشلة هذه، بل نعتقد انه اضعف بكثير من اي وقت مضى، ولا نبالغ اذا قلنا انه ادرك ان سياساته الاخيرة، الاقليمية والدولية، باتت تعطي نتائج عكسية، وتشكل خطرا على تركيا، ولذلك قرر التراجع عن معظمها بالعودة الى سياسة صفر مشاكل مع الجيران، وفتح قنوات حوار مع خصومه في سورية وروسيا والعراق ومصر، واسرائيل، لامتصاص حالة الاحتقان، وتجنب الغضبين العسكري والشعبي.
المؤسسة العسكرية التركية التي تعرف جيدا خطورة المغامرات العسكرية غير المحسوبة، مثلما تدرك ايضا حجم الخسائر المادية والبشرية التي تترتب عليها هي التي دفعت وتدفع بالتطبيع مع موسكو، والانضمام الى معسكر محاربة الارهاب بجدية، وليس كلاما، مثلما تعرف ايضا ابعاد المخطط الحالي الذي يريد تفتيت المنطقة، وسيصل الى تركيا حتما، واول الغيث اقامة كيان كردي.
التقارب مع سورية ومصر قد يتسارع في الاسابيع القليلة القادمة، وتصريح بن علي يلدريم رئيس وزراء تركيا قبل يومين من الانقلاب، حول رغبة حكومته في استعادة العلاقات مع دمشق، كان مؤشرا مهما، واستدعاء وزارة الخارجية التركية للمسؤولين عن قنوات المعارضة المصرية القريبة من حركة “الاخوان المسلمين”، وابلاغهم بضرورة التوقف عن الهجوم على مصر ودول خليجية اخرى من الاراضي التركية تحول مهم ينطوي على بدء الاستجابة للشروط المصرية لتطبيع العلاقات بين البلدين.
الوضع الاقتصادي القوي الذي كان “درة تاج” العصر الاردوغاني يتضعضع اكثر فأكثر، والهزات الامنية المتتالية التي نجمت سواء عن تفجيرات “الدولة الاسلامية” في العمق التركي، او هجمات حزب العمال الكردستاني المعارض، او اخيرا بسبب الانقلاب العسكري الفاشل، دمرت صناعة السياحة التركية التي تدر 36 مليار دولار سنويا، وانعكست سلبا على صورة تركيا كواحدة من اكثر بلدان الشرق الاوسط استقرارا، وبالتالي اكثرها جذبا للاستثمارات الخارجية والداخلية معا.
من السابق لاوانه الجزم بأن الخطر المحدق بتركيا انتهى بفشل الانقلاب، فهذا الخطر المدعوم من قبل قوى خارجية وداخلية ما زال قائما، ولا نعتقد ايضا ان الشعب التركي الذي توحد معظمه خلف الحكومة في مواجهة الانقلاب وحفاظا على الديمقراطية، سيقبل مستقبلا بالقمع ومصادرة الحريات والسياسات الاقليمية والدولية التي تتسم بالارتجال والتسرع والانفعالية.
خطر الارهاب ما زال قائما، وربما يتصاعد، والتمرد العسكري قد يكون تلقي ضربة قوية، ولكن نيرانه قد تكون تحت الرماد، وسلطة العسكر تعززت اكثر، وباتت تنافس الاحزاب السياسية، والحزب الحالكم بالذات، على الفوز بثقة الشعب وقلوبه، وهذا تحول خطير وغير مسبوق، في الحياة السياسية التركية.
*
لا نريد ان نتسرع في احكامنا، ونتوسع في تحذيراتنا، ونجد لزاما علينا ان ننبه العرب الذين تنفسوا الصعداء بعد توالي انباء فشل الانقلاب، بأن يتريثوا ويلتقطوا انفاسهم، لان ما يجري في تركيا مسألة داخلية ليس لهم علاقة بها، وربما تأتي النتائج معاكسة لآمالهم ورغباتهم، لان التغيير في السياسات والتوجهات والمواقف بات حتميا.
عارضنا الانقلابات العسكرية في كل مكان دون اي استثناء، ومن الطبيعي ان نعارض بقوة هذا الانقلاب العسكري في تركيا، انطلاقا من ايماننا بالديمقراطية واحكام صناديق الاقتراع، وليس انحيازا الى طرف ضد آخر، والديمقراطية التي نؤمن بها، لا يمكن ان تأتي على ظهر طائرات حلف الناتو، والقوات الخاصة الامريكية والفرنسية والبريطانية، وانما الديمقراطية الوطينة التي تقوم على التعايش والعدالة الاجتماعية، واعلاء راية الامة والعقيدة.
المؤسسة العسكرية التركية احبطت محاولة انقلاب جاءت من صلبها بيد من حديد، لانها تضع مصلحة تركيا وامنها واستقرارها فوق كل الاعتبارات الاخرى، ولهذا التقت مع الشعب على قلب رجل واحد، وعلى مؤسساتنا العسكرية وجيوشها استيعاب هذا الدرس جيدا، فالعرس تركي والمعازيم اتراك، والمصلحة تركية، ولا عزاء للاغراب، والعرب على رأسهم.





   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


9 de 9 commentaires pour l'article 128427

Guetteur  (Tunisia)  |Dimanche 17 Juillet 2016 à 13:06           
يا عطوان =
لعنة الله عليك
ولعنة الله على بشارك
ولعنة الله على سيسيك
أتقارن بين العظيم أردوغان
والخنزيرين بشار والسيسي
يا كلب حكم بشار سيسقط
ويا خنزير القومجيين المتعفنين
حكم السيسي الخائن الكلب سيسقط
تنقص من قدر سيدكم اردوغان
وهو وشعبه والمعارضة والحكومة والشرطة واوسع قطاعات الجيش معه
سيخرج من الازمة اقوى ولكن بالحق
يا غبي يا عبد الباري لو دفع لك لكان كلامك مغايرا
لماذا يا كلاب القومجيين واليساريين والعلمانيين
تحاملكم دائما على الاسلاميين وهم في الحكم انجح منكم
يا عطوان يا جليس الملوك والرؤساء الظلمة الناثرين عليك بالدولار
اصمت وسكّر فمك
عند الحديث عن الزعيم المدعوم من شعبه وشرطته
يا غبي التطبيع مع سوريا ومصر المخطوفة كلام للاعلام
انت تكره الاسلاميين وتنتقدهم وتحقّر انجازاتهم
يا خسيس لو بقي الدكتور مرسي- وسيعود باذن الله - لبدات نهضة مصر
ولكن أمعن فيها الان انها الى الهاوية ، يبطئ سقوطها الدولار الخليجي الذي انت تعبده وتعشقه
لن تفرح كثيرا
السيسي الى الاندثار
وكذلك نعجة الشام
صبر جميل فقط يا عبد الباري وساراك يوما تكتب وتقول
الزعيم اردوغان
الرئيس زعيم مصر محمد مرسي
ولكن آسف فالرجلان لا يدفعان
يا عبد الباري عطوان "القومجي" انت منافق و نتن
افهمها واصمت يا غبي

Moncef Saadaoui  (France)  |Dimanche 17 Juillet 2016 à 11:41 | Par           
قومجي خامج

Nouri  (Switzerland)  |Dimanche 17 Juillet 2016 à 11:04           
استغربت يوما ما رواه لي زميل كيف رآى عبد الباري في احد مدن سويسرى لان كانت لي رؤية عنه حسب ما قرأته من كتاباته، لكن منذ الربيع العربي فهمت ان هذا الشخص يجري في مهبة الرياح والآن هو في نفس ما كان عليه حسنين هيكل.

Jojo Jojo  (Tunisia)  |Dimanche 17 Juillet 2016 à 08:12 | Par           
هذا العبد انكشف من زمان انه عميل يبيع نفسه لمن يدفع اكثر، يدعي الدفاع على فلسطين وهو اكبر متاجر بالوضع الفلسطيني. هل سمعتم بهذا العبد قد تبرع يوما ما بشيء للابناء بلده المحتل رغم انه مليونير؟ ابدا! هو فقط يتاجر بمحنهم

WBtunisie  (Qatar)  |Dimanche 17 Juillet 2016 à 06:22 | Par           
عبد الدولار عطوان اخر من يحلل و يفتي في الوضع التركي .

Libre  (France)  |Dimanche 17 Juillet 2016 à 05:29           
Tu es démasque faux démocrate vrai pourri ami des corrompus et des dictateurs arabes tu as critiqué les présidents aimes par leurs peuples comme erdogan et marzouki tfouuuh alik médiocre crétin pourri fasek comme un journaliste tunisien de *****

Moutaten_Tounsi  (Tunisia)  |Dimanche 17 Juillet 2016 à 05:02           
لقد سقطت ورقة التوت عن كل الانقلابيين أقعالا و افكارا. أردقان لما تعطل تشكيل الحكومة عاد إلى الشعب و أعاد الانتخابات التي زكته من جديد ليحكم و لما حاول بعض العساكر الانقلاب عليه لجأ إلى الشعب في مواجهتهم أولا و لم يبادر إلى استعمال السلاح ضدهم. فمن يكون الشعب مرجعه لا خوف عليه و لا يضعف و حتى يوم يخرجه الشعب من الحكم فهو سيكون أقوى لأنه احترم الشعب. الديمقراطية توحد الشعوب و الاستبداد يزرع بذور الفرقة و البغضاء التي تدمر الدول و لو بعد حين و لنا
في بلدادننا العربية و للأسف الشديد اكثر من مثال: العراق، ليبياـ سوريا و ستأتي مصر لا محالة... و لا يسعني إلآ أن أعزي صحافتنا (إلا القليل منها) و "نخبنا" على ما أصابهم و عليهم انتظار القادم فقد تقع بعض الانقلابات في افريقيا أو أمريكا اللاتينية ليفرحوا بثورة جديدة على مقاس أفكارهم البالية.

Observateur  (Canada)  |Dimanche 17 Juillet 2016 à 01:06           
من أوائل من باركوا الإنقلاب

Incuore  (Tunisia)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 23:08 | Par           
عبد من يدفع عميل إيران خائن أهله لا يعرف إلا الأكاذيب و الترهات الكلب يعتبر الأسد قويا و الدولة ممزقة و ميليشياته لا تمثل إلا جزء لا مرئي من عدد مهول من الميليشيات الموالية و المعادية و المتحالفة و يعتبر أردوغان الذي يحكم ذاته ضعيفا عبدالتومان للقذارة عنوان


babnet
*.*.*