وجيهة ولهجتها الصفاقسية المتعثرة

بقلم حــــاتم الكسيبي
مقرف ما يسمعه المتابع لمسلسل نسيبتي العزيزة من تكلف وتزلف لوجيهة الجندوبي وهي تنطق لهجة جهة صفاقس بمشقة وعناء. شفاه ترتطم كما اتفق و أهداب ترتفع دون موجب ونفخ شديد لنطق حروف انسيابية أو لبيان سكون. عضلات الوجه في حراك مستديم و خدود تحمر و تصفر كأنّها اشارة المرور لمجرد تعبير طبيعي عن حالة فرح أو امتعاض أو حزن.
لقد انتقدنا المنجي سابقا رغم روعة اتقانه للهجة صفاقس و المامه بأدق تفاصيل ما يقال ويسمع في المدينة


لو تدربت قليلا على لهجتنا فتابعت دروسا باحدى جهات المدينة أو في غابة صفاقس كما نقول. لو قصدت طرق الأفران أو العين أو تنيور أو مركز عمار أو مركز والي أو مركز سحنون للاقت الترحاب وتدربت على أحسن ما يكون. لا تنزعجي وجيهة فمفردة مركز لا علاقة لها بمركز الأمن أو مركز الصحة الأساسية بل هو ذاك التجمع السكني والتجاري الذي يكون على رأس كل زنقة. آه .. ما معنى الزنقة؟ الزنقة هي الطريق الفرعي الذي يكون ترابيا أو معبدا بأسوأ أنواع القطران والحجارة والتي تربط عادة بين طريقين رئيسين.
أهل صفاقس كغيرهم من أهل البلد العزيز يتندرون بلهجتهم و يعتبرونها تراثا زاخرا بالمفردات العربية الوافدة من الشرق ولكنهم يتقنونها حتى يكون نطقها ذا شجون و جذابا. ولعل تداول صفحات الفايس البوك لعديد المرات فيديوات السياح زوار مدينة صفاقس وهم يتكلمون لهجة المدينة قد فاقوك رونقا واتقانا في النطق وعبروا بذلك عن سعادتهم و غبطتهم بهذه الجهة التي تعمل في صمت أين تنام الأغلبية و تخمل في عدد من المجالات.
لا يمكن أن يكون انتقادي للأداء في خانة التعصب الى جهة بعينها بل هو مدعاة للاتقان وعدم الارتهان الى الرتابة في الإلقاء. لا يمكن أن تنتزع الضحكات من الناس بمثل هذا المستوى أو تحصد جوائز الأعمال الدرامية أو التلفزية بمثل هذا الأداء لا سيما وأنت ممثلة مشهود لك بالكفاءة و تقدمين مسرحا متطورا و وان مان شو نسائي كنت سباقة و رائدة فيه.
Comments
15 de 15 commentaires pour l'article 127039