كم يجب انتظار من فيديو حتى يتحرك الوزير؟؟

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/wazirdakhiliale310516x1.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

كم يجب ان يتعرض من مواطن لتسلط أعوان الأمن ويعيش الإهانة المزدوجة، إهانته كإنسان وإهانة ودوس قوانين الدولة، حتى تتحرك وزارة الداخلية وتقوم بما يلزم لوضع حد لحالات التسلط وسلب المواطنين أموالهم من طرف من يحملون شعار الجمهورية والزي النظامي للدولة؟





في كل مرة لا تخرج علينا الداخلية متخذة إجراءات تأديبية في شأن منظوريها من أعوان الأمن الاّ بعد أن ينشر فيديو فاضحا لممارسات اعتداء او اهانة او سلب او رشوة من احد اعوانها، وزيادة بعد أن ينتشر الفيديو ويشاركه مئات الآلاف على شبكة التواصل الإجتماعي فايسبوك وتنشره عديد المواقع الاعلامية لتعلمنا الداخلية بأنها فتحت تحقيقا ، وعندما تكون الفضيحة مجلجلة بايقاف مرتكب الفعل الاجرامي عن العمل ولم نصل الى الاحتفاظ.

وكالعادة تعلمنا الداخلية أن الحادثة ( التي لا تسميها جريمة) معزولة ولا تمت للقطاع بصلة، ولا ندري الحقيقة من يغالطون ومن يضللون، ولا ندري بهكذا رد فعل ماذا يخدمون؟ فالحقيقة هذا يعتبر طمس للحقيقة وتستر على الجرائم وتشجيع على استمرارها واستفحالها، وانكار لواقع الرشوة المنتشر في الاسلاك الامنية الذي تثبته حقيقة التحقيقات العلمية، هذا القطاع الذي لم يحدث فيه الاصلاح الضروري لتنقيته من الفاسدين وتنقيته من الفساد الذي نخره على مدى عشرات السنين وكان من اسباب اندلاع الثورة.

في تونس الشفافية الدولية نشرت مؤشر الفساد لسنة 2015: 100/38 اي ما يعدل تقريبا على كل عشر عمليات هناك أكثر من ست عمليات يكتنفها الفساد، وهذا يصدق طبعا على جميع القطاعات الخاصة والعامة مع اختلافات وتفاوت، والحكومة لا تولي الأمر أهمية أكثر من التصريحات الجوفاء هنا وهناك، مثلها مثل هيئة شوقي الطبيب التي يبدو انه وقع التضخيم في صوتها للتعبير عن انشغالات المواطن وامتصاص وتصريف غضبه لا غير، فلم نسجل لحد اللحظة عملية ذات رمزية أو تفكيك لاحد منظومات او لوبيات الفساد مهما قل شأنها.

الداخلية استفحل فيها التعذيب والرشوة لحقبة طويلة، وفي كل مرة لا نسمع عن عقوبات ومحاسبة، ولم نر هيكلة حقيقة للاصلاح، ويبدو ان الافلات من العقاب اصبح راسخا ولولا الحركات المواطنية الشجاعة والجريئة وعمليات طلب الغوث مثل الشابة التي نشرت قبل قرابة الشهر فيديو على ممارسات مخلة في مركز امن بالمحمدية، وقبلها ذلك الفيديو حول اعتداءات بالعنف على لاعب كرة شهير ، وقبلها وقبلها.. واليوم فيديو الـ40 دينار، والخطير أن عون الامن هو حامي المواطن ومساعده ومرشده وهو رافع علوية القانون فيصبح هو اول المنتهكين والدائيسين له.. و حاميها يصبح حراميها ..

أعوان الداخلية يتمتعون بحصانة قانونية وكل ما يوثقونه له حجة قانونية وكل ادعاء ضدهم دون دليل قطعي يعود على صاحبه ويصبح محل تتبع قضائي من اجل جريمة وحتى كل التسجيلات عبر الفيديو فليست كلها ذات شأن، فعديد منها لا يعطي اي اثر اذا لم يقع توزيعه عبر الصفحات الكبرى ولم يتداوله نفر كبير او لو يكن واضحا بما فيه الكفاية لصعوبة التصوير في مثل هكذا وضعيات، والداخلية لم توضع الى الان استراتيجية لمكافحة هذه التصرفات الاجرامية التي تسيء الى القطاع وتضر بالامن العام والمواطن وبصورة الدولة وبعلوية القانون، وهي مؤشر سيء جدا ولا يقدم في هدف الاصلاح والمصالحة مع المواطن.

الامر فعلا مستفحل وكل الدلائل توثق عليه، ويكفي حد ادنى من الرقابة لكشف نسبة مهولة من الحالات، ولكن ما هو ظاهر ان الداخلية غير معنية بالامر، ولازلنا ننتظر.. ونتساءل كم يجب انتظار من فيديو حتى يتحرك الوزير!؟؟

(*) قانوني وناشط حقوقي




Comments


15 de 15 commentaires pour l'article 126508

Almokh  (Tunisia)  |Mercredi 8 Juin 2016 à 15:13           
إصلاح الأمر سهل جدا سيدي الرئيس عند الإحتكاك بالمواطن يجبر عون الأمن و القمارك على لبس خوذة تحمل كاميرا متصلة مباشرة بغرفة عمليات و في ذالك فوائد عديدة تتبع المجرمين و حماية السلك و المواطن

Mhg_BN  (Tunisia)  |Mercredi 8 Juin 2016 à 12:21           
Cet ex-gouverneur a été promu expresso ministre par la volonté de notre président dont la fonction essentielle semble être la protection des corrupteurs.
Et dire que ce ministre fait partie de la liste des nominés à la présidence du Gouvernement!!!

Abid_Tounsi  (United States)  |Mercredi 8 Juin 2016 à 11:32           
هذا داء عضال، و معالجته تستوجب الاستئصال

Nouri  (Switzerland)  |Mercredi 8 Juin 2016 à 11:14           
هنالك وزراء كرذونة ليس لهم القدرة عن التحرك من غير أوامر تأتي من بعد البحار

Abu Mohamed Elhechi  (Tunisia)  |Mercredi 8 Juin 2016 à 10:19           
سي الوزير خايف على بلاسطو، ولا راهو عندو برشا فيديوهات شادينو بيها علاش ساكت ضامم ببوشتو

BenMoussa  (Tunisia)  |Mercredi 8 Juin 2016 à 10:12           
هذا مثال على فساد في الديوانة فهل سيتحرك وزير المالية ؟
"تفاصيل حول مخططات خلية بنزرت الإرهابية، .... فقد طالت سرقاتها أيضا منزل ديواني كائن بالكرنيش حيث اقتحمته بعض عناصر الخلية واستولت من داخله على مجموعة كبيرة من الأثاث والمعدات المنزلية وبعض المصوغ وسيارة نوع "باسات"،"ـ
منقول

Hechmi  (Tunisia)  |Mercredi 8 Juin 2016 à 09:12           
الأمن التونسي تعود على الرشوة فعلى سبيل الذكر لا الحصر نقطة المراقة قرب حي الغزالة يعلمها القاصي واداني برشوتهم المستفحلة خاصة من النقل الجماعي ، يوميا تمر حوالي 100 سيارة نقل جماعي كل واحد 5 د فقط إي 500 د يوميا ووصل إلى مسامعنا أن أعوان الأمن يهنون أنفسهم بالعمل في ذلك المكان والتجاوزات الخطيرة على مرأى من الجميع فالنقل الجماعي ينقل في التاكسي 20 فمافوق عوض 8 أشخاص ويمر أمام منطقة أريانة الشمالية والدوريات المتمركزة في هذه المنطقة ولا من رادع
5د تفتح له الطريق يوما كاملا أمام أعلى قيادات بمنطقة أريانة الشمالية...

BenMoussa  (Tunisia)  |Mercredi 8 Juin 2016 à 09:01           
الفساد منتشر على كل المستويات في الادارة العمومية ولا يمكن معالجته بالكتمان وبمجرد اعلان نوايا
ثم اننا لا نحتاج لقرارات وتكوين هيآت أو سن قوانين لمكافحة ذلك
الحل في اتخاذ القرارات الصارمة والسريعة ضد الفاسدين والاعلان عنها والتشهير بهم ليرتدع غيرهم فالاسلام لمقاومة السرقة سن قطع اليد وهو عقاب صارم وتشهير بالسارق يبعث الرعب في كل من تحدثه نفسه بالسرقة وهو اقوى رادع ضد هذه الافة وكذلك في جريمة الزنا فالعقاب ليس مجرد القتل ولكن الرجم مع اشتراط حضور طائفة من المسلمين للرجم
لو طبقنا شرع الله لقضينا نهائيا على الجرائم المالية والاخلاقية من سرقة ورشوة وفساد واغتصاب وتحرش في غضون بضعة اسابيع

Oceanus  (Spain)  |Mercredi 8 Juin 2016 à 08:55           
Aucun ministre ne pourra reperer cela car la corrurtion est devenu la mentalite d un tres grand nombre de gens.

Proff  (Tunisia)  |Mercredi 8 Juin 2016 à 08:51           
La police tunisenne est une mafia en phase de métamorphose, vers quoi, on ne sait pas.

عبد المجيد الأحمر  (Tunisia)  |Mercredi 8 Juin 2016 à 08:41           
وزارة الدّاخليّة تحتاج لوزير وطنيّ صلب قادر على استكشاف التّكتّلات داخلها وعلاقاتها بالخارج في تونس ووراء الحدود . عمل أكيد وضروريّ لتخليص البلاد من كلّ لوبيات الفساد الّتي تنخرها وتسير بها إلى الهاوية والمنتشرة في كلّ مفاصل الدّولة وكلّ رتبها من الوزير إلى الحارس.

Tounsietbess  (Switzerland)  |Mercredi 8 Juin 2016 à 07:24           
La semaine passée ,ce ministre a dit que la corruption vient du citoyen.
la vérité est dans la vidéo.

Tounsietbess  (Switzerland)  |Mercredi 8 Juin 2016 à 07:20           
......ce ministre est formidable, il lâche des terroristes dans la natures pour un seul mot.

Zoulel  (Tunisia)  |Mercredi 8 Juin 2016 à 04:00 | Par           
مسالم وحدك يا مسالم

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mercredi 8 Juin 2016 à 01:03           
تجربة الشق المزدوج تؤكد ان مراقبة الفيزيائيين للالكترون يتغير سلوكه بمجرد معرفته بانه محل مراقبة بمعنى نحن من يتحكم بصناعة الواقع يعني إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female