إنها ''تونس يا مولاي'' الضيفة الشرفية لصالون الكتاب و الصحافة في مدينة جنيف

راضية بوزيان
جنيف سويسرا
جنيف سويسرا
عندما تدخل ذلك الفضاء الفسيح وتقع عيناك على ذلك العلم الشامخ بألوان الأبيض و الأحمر تدب فيك قشعريرة لا يعرفها الا من تجرع أشواق الهجرة و الاغتراب!
وكلما اقتربت أكثر من الجناح و بدأت تحس حرارة اللقاء و أنت قاب قوسين أو ادنى من اعتلاء العرش التونسي، إلا وتسارعت النبضات!
وها انت تتصفح الكتب و تستمع الى المحاضرات التي أقيمت في إطار هذا الصالون!
نعم الحديث، حديث ثورة يا مولاي! والشعار شعار ثورة ، وكلمات الشابي على كل جدار نسخت بثلاث لغات!
لكنك كلما دنوت اكثر فأكثر وتوغلت في المكان وبحثت في الكتب المعروضة كلما أصبت بخيبة الآمال!
وكأن خيبة ما بعد الثورة أصابت الفكر و الأذهان! قليلة تلك الكتب التي تصفحتها هناك

ولكن الملفت للأنظار أن إتجاه كل هذه الكتب واحد لا يقبل اتجاها معاكسا
أين تونس ذات الألوان! تونس ما بعد الثورة، اتجاهات و اختلافات وسعي لتثبيت ديمقراطية في طور التشكل!
ما أصعب أن تتجرع مرارة هذاالإنحراف انه فعلا انحراف يا مولاي.!
كل اطياف الفكر اليساري اعتلت العرش و تربعت دون منافس ولا منازع ما عدى بعضا من كتب متفرقة لسياسيين آخرين ! وكتاب من هنا وهناك ولم يكن ذلك الا من باب ذَر الرماد!
انني يا مولاي في حيرة من امري! إنها سياسة الإقصاء تزور معرض الكتاب!
عادت سياسة الفكر الواحد، والرأي الواحد، سياسة الفرز والإنتقاء، سياسة المنع والرفض
من قال لمن نظم الصالون بأن تعدد الأفكار واختلاف الاتجاهات مضر بالثورة ولا يمثلها؟!
أم أن الحنين إلى ممارسات الماضي غلب على روح الحرية التي جاءت بها ثورة الكرامة والاستحقاق!
أصحاب الفكر اليساري يجولون ويمولون يلقون المحاضرات ، ويعرضون الكتب ويكون لهم نصيب الأسد دون غيرهم!
من رجاء بن سلامة الى ألفة يوسف مرورا بيوسف الصديق والقائمة تطول !
من حقنا أن نعرف على اي أساس تم هذا الاختيار!
نحن لا نعارض ان يعبر كل ذي رأي عن رأيه! ولكن نحن ندين سياسة الاقصاء والعودة الى سياسة الفكر الواحد!
لماذا كل هذا الحرص على سلخ تونس من هويتها العربية الاسلامية وإخراجها في حلة لا تليق بها!
لماذا لم نجد كتب الدكتور المنصف المرزوقي رغم انه كتب كثيرا عن الثورة والمسار الديمقراطي!
فرغم أن الحديث حديث ثورة لكن صاحب كتاب إنها الثورة يا مولاي غيب عمدا عن المكان!
Comments
12 de 12 commentaires pour l'article 124547