انسحب عبو ، لكن متى تنسحب بعض القيادات الحزبية الفاشلة ؟

بقلم الأستاذ بولبابه سالم
شكل انعقاد مؤتمر حزب التيار الديمقراطي في الأيام الأخيرة فرصة لاكتشاف مدى التزام بعض أحزابنا بآليات العمل الديمقراطي و اقتران القول بالفعل من خلال التداول على المسؤولية و تقديم البدائل الحقيقية دون الاكتفاء بمجرد نقد الاداء الحكومي و الجلوس على الربوة .
شكل انعقاد مؤتمر حزب التيار الديمقراطي في الأيام الأخيرة فرصة لاكتشاف مدى التزام بعض أحزابنا بآليات العمل الديمقراطي و اقتران القول بالفعل من خلال التداول على المسؤولية و تقديم البدائل الحقيقية دون الاكتفاء بمجرد نقد الاداء الحكومي و الجلوس على الربوة .

طبعا ، عقلية المعارضة اليوم ليست هي المعارضة في عهد الدكتاتورية و الاستبداد ، فلا تحتاج تونس اليوم الى المزايدات و المناكفات السياسية بل تحتاج الى خطاب واقعي عقلاني . أول خطوة لفتت الانتباه هي عدم ترشيح أمين عام الحزب و مؤسسه محمد عبو للمسؤولية القيادية الأولى حيث صرح بأنه يسعى الى ترسيخ مبدأ التداول على المسؤولية داخل التيار الديمقراطي و القطع مع عقلية احتكار المسؤولية بفتح المجال لبقية الطاقات و الكفاءات .
صعد السيد غازي الشواشي الى الأمانة العامة للحزب و تخلى محمد عبو عن المسؤولية رغم تاريخه النضالي و حداثة هذا الجسم السياسي، و التجديد يعطي دائما حيوية و روحا جديدة و افكارا مختلفة ، وهو أمر يبدو غير مالوف في الساحة الحزبية التونسية خاصة ان بعض الوجوه السياسية في احزاب أخرى تعرضت الى هزيمة مذلة في الانتخابات الأخيرة بل ان بعضها لم يحصل على مقعد واحد لكنها اختارت التمسك برئاسة تلك الأحزاب و نجدها تظهر في وسائل الاعلام بصورة متكررة و تتجرأ دون حياء على اعطاء الدروس للتونسيين رغم أن الشعب لفظ خطابهم و بضاعتهم الانتخابية .
نقول ذلك رغم أن هناك أحزاب عريقة فشلت في كسب ثقة الناس بسبب سيطرة فئة او اشخاص او مجموعة ايديولوجية على سلطة القرار و تهميش الكفاءات و الطاقات الشبابية داخلها فلم نعد نرى شباب تلك الأحزاب سوى في جمع الكراسي او توزيع المشروبات . و من خلال تجربتي البسيطة و بعض الصداقات مع بعض الشباب المسيس فقد لاحظت استياءهم مما يحدث في الاحزاب التي يتعاطفون معها او ينتمون اليها مما جعلهم ينسحبون بعد أن فقدوا الامل في التغيير .
هذه الوضعية هي التي ولدت ظاهرة تشظي الاحزاب السياسية بعد ان تحولت الى وراثة او ارثودوكسية سياسية . من المخجل أن بعض تلك الأحزاب تدعي الحداثة و الديمقراطية لكن ممارساتها سلطوية دكتاتورية و لا تحاول تقليد بعض الاحزاب الاوروبية التي تستقيل قيادتها مباشرة بعد الهزيمة في الانتخابات رغم الفارق البسيط عن المنتصر .
كاتب و محلل سياسي
Comments
5 de 5 commentaires pour l'article 122649