عودة الصنم

أبو مـــازن
سألتهم لم ترفعون الصنم؟ بعد فرط جهد في ثورة على من ظلم، شهداء بالمئات ذرفت لهم الدموع كماء متدفق من القمم، و آلاف فيهم من سجن ومنهم من جرح و كُلم. ألم تنزعوا الهتكم القديمة ساعة شعور بالظلم، ألم تتخلصوا من أوثان الماضي لترفعوا العلم، علم بلادي القاني بلون الدم، والمزدان بهلاله و نجمته بين الامم. من عاوده الحنين لنصب الصنم، وقد رجتها الثورة فصارت من العدم.
سألتهم لم ترفعون الصنم؟ بعد فرط جهد في ثورة على من ظلم، شهداء بالمئات ذرفت لهم الدموع كماء متدفق من القمم، و آلاف فيهم من سجن ومنهم من جرح و كُلم. ألم تنزعوا الهتكم القديمة ساعة شعور بالظلم، ألم تتخلصوا من أوثان الماضي لترفعوا العلم، علم بلادي القاني بلون الدم، والمزدان بهلاله و نجمته بين الامم. من عاوده الحنين لنصب الصنم، وقد رجتها الثورة فصارت من العدم.
حسنا لكم أن ترفعوا الصنم، ولكن كيف تبتهلون له لتنجوا من الاثم، و كيف تقدمون الطقوس بين يديه لمن لا يعلم، أهي تصدية أم مكاء ام بكاء أم شكر أم ذم؟ لا تعرف العرب من الاصنام غير اللات و العزى ومناة و هبل الأصم، ولا نعرف من الاغريق غير زيوس لما عبدوه نالوا النقم. و عند الفراعنة آمون لم ينجيهم من البحر المخرّم. أتتخذونه هيكلا كما يدعو الكيان لإقامته بالقدس ذات يوم.
ان كان اعترافا بالجميل لمن قدم لتونس و رفعها الى القمم، فكذلك بتونس عدد من الأعلام لا تنسى ولا تقزّم، ففيها عليسة و يوغرطة و حنبعل البطل المخضرم، و فيها ابن ابي زيد وابن الفرات وابن الجزار و ابن خلدون الذائع الصيت بين الامم. و كذلك بن غذاهم الثائر و خير الدين المصلح صاحب الدستور الأم. ثملا ننسى حركتنا الوطنية بما جادت علينا من الأبطال الشجعان كانوا للوطن خدم، والشهداء الذين فارقونا ساعة استعمار وظلم وضيم.

اذا ... لكل منا صنم أو تمثال فتصبح ساحاتنا معابد قد تجلب علينا من السماء النقم. هذا هراء و أمر دبر لفشل قد عُلم، ولوعود قد قطعت فلم توف من اهل العزم. اين الطريق المعبد والخبز و الكساء واللحم؟ أين التنمية و الثقافة و الصحة في ريف ليلهمعتّم؟ أي منزلة قد نزلناها بين دول مشابهة يا من حكم؟ سبقونا والله دون طقوس و تصدية لصنم، اعترفوا بالجميل لأعلامهم وتمموا مسيرتهم بالكد والجهد والعمل والعلم. لم يتركوه في اقامته الجبرية لما طغى من فرّ وانهزم، بل ساروا في جنازته كالعظام من الزعماء وامراء الأمم.
دعوه لربه فهو يغفر و يجازي ويرحم، دعوه لأمره فأمركم أكبر وأعظم، وبينكم حيارى تترقب الانجاز و الانتصار للعَلم، وبينكم ثكالى وأرامل لجنود صدوا هجوم الآثم المجرم. دعوه الى أمره فهو عند رب لا يظلم، وعودوا الينا بالرأي الحسن السديد الملهم. هذه دولة كادت أن تنطلق لو اجتمع الامر فقط على العمل والعلم، وتركت الشقاق و استنجدت بالوحدة ولو لبضع يوم.
Comments
12 de 12 commentaires pour l'article 122320