بلادي قبل أولادي ،، درْسٌ وصفعة للمتاجرين بمصائب الوطنْ

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/tahyatounes2.jpg width=100 align=left border=0>


منجي بــــــــاكير

بلادي قبل أولادي ، وطْني قبل بطْني ... كلمات خالدات خرجت بكلّ تلقائيّة و بعيدا عن كلّ الحسابات و المقايضات ، كلمات خرجت من فم السيّد مبروك الموفّق والد (( شهيدة بنقردان )) خلال تدخّله في أحد برامج إحدى القنوات الفضائيّة ، خرجت هذه الكلمات الصّادقة و المعبّرة عن عهده لهذا الوطن، خرجت من بين آلامه و أحزانه على – بُنيّته - التي قصفت عمرها يد الغدر و العدوان الآثمة .!





هو الجنوب يا صاحبي ، الجنوب و أهل الجنوب ، أهل العزّة و الشموخ و خصوصا الوفاء على العهد و الصّدق في الأقوال و الأفعال ، هو الجنوب الذي ينحدر منه هذا الوالد المكْلوم ، الذي برغم أحزانه ، برغم فقره ، برغم حاجته و احتياجاته ظلّ ثابتا ، صامدا و وفيّا لعهده مع الوطن الذي يأويه و يحتويه ، ظلّ على عهده متجاوزا لمحنته ليعبّر في كلمات قليلات عن هويّته و مكامن نفسه التي يكنّها للوطن : بلادي قبل أولادي ، وطني قبل بطني ، كلمات كانت صفعة و درسا لكلّ تلك المجاميع من أدعياء الإعلام و كمشة المخلّلين من الذين احترفوا المرابطة في بلاتوهات التلفزات ليمارسوا شذوذاتهم الفكريّة و بلادتهم اللّغويّة و ولولاتهم المصطنعة ، أولئك الذين يتجنّدون عند كل مصيبة تلحق بالوطن ليطلّوا علينا بوجوههم الكالحة فينصبون المنادبْ و يستجلبون التخويفات و التخوينات و يحيدون لإلقاء التهم الجُزاف و يتصيّدون ما يعلّقون عليه أحقادهم الدّفينة و أفكارهم المتطرّفة و الإستئصاليّة ..

كلمات الوالد المُصاب في فلذة كبده ، في زهرة عمره ، كانت صفعة و درسا لمن ألقى السّمع و تمتّع بشيء من الحسّ حتّى يعرف أنّ – الوطنيّة – فعلٌ واجبٌ يتعدّى المهاترات و البكائيّات الزّائفة ، يتجاوز حسابات الرّبح و الخسارة و يتجاوز حرفيّة الإتّجار و المقايضة ، الوطنيّة التي تُلزم وحدة الصفّ و التراصّ في جبهة واحدة ضدّ آفة و غول الإرهاب ، لا التّمترس وراء الشّاشات لبثّ النّعرات الحزبيّة و توزيع – صكوك الوطنيّة – على مقاييس الإقصاء و بمرجعيّات الإستئصال و الفُرقة ، الوطنيّة فعلٌ و سلوكٌ كالذي أظهره بنو الجنوب الشرقي في مدينة بنقردان في تلقائيّة و عفويّة لا تنتظر جزاءً و لا شكورا ، فهل وعى – الأغياء – أغبياء الإعلام و تُعساء – التّخليلات – السّياسيّة و من شابههم ، هل وعوا الدّرس !؟؟؟




Comments


7 de 7 commentaires pour l'article 121758

KhNeji  (Tunisia)  |Mercredi 9 Mars 2016 à 20:47           
ياسي منجي لاحظ أن الشهداء هم ابناء الشعب الفقراء ومن المناطق الداخلية المهمشة أما ابناء الطبقة الأخرى الطبقة المترفة فهي تأمر وتنهى وتنظر وتحكم

Mnasser57  (Qatar)  |Mercredi 9 Mars 2016 à 12:15           
لا اشك في حرف من هذه الكلمات الخالدة ولن تجد هذه العبارات الا عند هؤلاء الوطنيين وخاصة اهل الجنوب واهل الوسط فهما عبارتان تفسر الصدق في القول والاخلاص في العمل ولكن معنى هذين الكلمتين يختلف عند المستكرشين والاعلاميين الماجورين :اولادي قبل بلادي وبطني قبل وطني

Malek07  (Tunisia)  |Mercredi 9 Mars 2016 à 09:54           
لابد من مقاومة الفساد و اصلاح التربية و التعليم و الضرب على ايدي العابثين بالمصلحة العامة حتى لا ييأس اطفالنا فيكونوا بين خيارين اما انهم يفرون منا بالإنتحار أو انهم يلتحقون بالجماعات الإرهابية.ان من يغلب مصلحته الخاصة على حساب مصلحة الوطن خائن و هو في صف داعش لا في صف المواطنين الأحرار الجديرين بهدا الوطن

RidhaE  (France)  |Mardi 8 Mars 2016 à 21:53           
Ce genre de moments vaut toutes les déclarations et toutes les bonnes intentions du monde.
Pour être franc, je suis sous le coup de l'émotion et je n'arrive pas à retenir mes larmes.
Je n'ai plus rien à dire. C'est une sacrée leçon de vie que j'ai pris, avec des sentiments bizarres, en pleine figure.

Tuttifrutti  (Singapore)  |Mardi 8 Mars 2016 à 21:46           
الله يصبر والديها

MSHben1  (Tunisia)  |Mardi 8 Mars 2016 à 21:40           
بارك الله في هذا الاب . انه حقاني لا كذاب على شاكلة الكذابين و المتحزبين و لا على شاكلة الذين يسلمون على الرسول و على انفسهم و على عباد الله الصالحين في كل صلاة و اثر الصلاة يقومون للذبح و التفجير . انه سلام و صلاة الكذابين و المنفصمين . انهم مدركون بقوة عزم الامور طوعا او كرها انهم مغرقون .

انا mshben1.

Mohamed Neji  (Tunisia)  |Mardi 8 Mars 2016 à 20:39 | Par           
"BLADI AVANT OULED" Comparez cette citation avec: "LES DJIHADISTES FONT DU SPORT DANS LES MONTAGNES"


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female