الى وزيرة الثقافة : هكذا قاوم الهادي العبيدي الرداءة

الى وزيرة الثقافة : هكذا قاوم الهادي العبيدي الرداءة

Bookmark article Publié le Lundi 22 Février 2016 - 13:28 (Archives)

نشر هذا المقال في - First published on: 22 February, 2016

قراءة: 2 د, 32 ث

بقلم الأستاذ : بولبابه سالم

استمعت مساء السبت 20 فيفري الجاري الى تسجيل نادر لعميد الصحافة التونسية المرحوم الهادي العبيدي حول الفن التونسي في الاذاعة الوطنية ،،لن أتحدث عن اللغة الراقية في الحوار حيث كان ضيفا فيه ، و لا عن حديثه عن ابن الفارض و المتنبي و احمد شوقي و غيرهم و الذي يدل على مستوى مرموق لا يمكن مقارنته ببرامج اليوم التي يغلب عليها السطحية و الابتذال من بعض الاعلاميين الذين لم يطالعوا كتابا واحدا في حياتهم ،،، لقد كان المحور الرئيسي هو البرنامج الذي تم وضعه لتطوير الفن التونسي زمن الاستعمار فقال : كان اليهود مسيطرين على الفن اداء و تأليفا و لحنا و كان مستوى الأغاني سخيفا و بذيئا لا يروق الا للمراهقين (طبعا لا ننسى أغاني حبيبة مسيكة التي كانت تلقب بنجمة سهرات العشرينات و أغانيها ذات المضمون الجنسي من نوع على سرير النوم دلعني و اعطيني بوسة ،،) ، و يضيف ان الاذاعة كان يسيطر عليها المستعمر الفرنسي و كان اليهود متنفذين فيها ، و لمقاومة هذا الابتذال تم تشكيل لجنة مع جماعة تحت السور (عبد الرزاق كرباكة و علي الدوعاجي و محمد العريبي ،،) و كونوا فريقا لتطوير الاغنية التونسية دون قطيعة مع المضمون الغزلي لكن بلغة مهذبة و مقبولة لا بلغة راقية لأنها لن تجد قبولا وقتها و اقتحموا مواضيع جديدة غير مواضيع الفراش و الخمريات ، و تم ادماج المواضيع الاجتماعية و الوطنية و الدينية في الأغاني كما تم دعم فرقة الراشدية فظهر فنانون جدد مثل الهادي الجويني و الصادق ثريا و شافية رشدي... انصح من يريد تطوير الفن ان يستمع الى هذا التسجيل لأنه قدم ما لا تقدر عليه حتى الاحزاب السياسية في برامجها الثقافية ،،

ما قام به المرحوم الهادي العبيدي كان رائدا في عصره حيث انتشل الاغنية التونسية من البذاءة لأن الارتقاء بالذوق الفني و تبيئة الأغنية التونسية في محيطها الاجتماعي و الثقافي خطوة لجعل الفن متماهيا مع مجتمعه فكرا و روحا على مستوى الأهداف و المضامين .

إننا نعيش اليوم انتشارا للابتذال و البذاءة الفنية باسم الحرية و انتشارا للألفاظ السوقية التي دخلت بيوتنا عبر اذاعات و قنوات تلفزية تستثمر في كل شيء من أجل المال و من اجل تحقيق نسبة متابعة عالية و لو على حساب القيم ،فصار فناني الزطلة نجوم التلفزيون و صارت أغنية كان سكرتي روحي تبث للعموم ..هذا الانحدار يحتاج الى رؤية تصحيحية عميقة لأنه انتشر خاصة في عهد بن علي ، فالزعيم بورقيبة مثلا منع أغاني المزود من البث في التلفزة حفاظا على الذوق العام و كان يتدخل حتى في كلمات بعض الاغاني لتعديلها و لم يستضف فناني الكباريات بل استضاف ام كلثوم و صباح فخرى و فيروز و غيرهم ،،،
إذا كانت وزيرة الثقافة حريصة على الذوق العام (و لا احد يشك في مستواها الراقي ) و تريد الارتقاء بالذوق الفني فما عليها سوى وضع برنامج جذري لتطوير الأغنية التونسية و محاربة الرداءة و ان لا تكون الوزارة مرتعا لنهب المال العام باسم الدعم دون مقاييس صارمة .أما عن الهايكا فما عساني الا ان أقول لها نم يا حبيبي نم .
كاتب و محلل سياسي

تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Bookmark article

7 Réactions
---------------------

Par: mongi (Tunisia) |24-02-2016 10:07|

مقال جيد كالعادة.

محاربة الرداءة هو واجب كل مواطن غيور على وطنه وواجب كل المؤسسات من وزارات وجمعيات وأحزاب ومفكرين ومثقفين...

ملاحظة تخصّ بورقيبة : منع المزود من دخول التلفزة وأشاع العري الفاضح في التلفزة : شنوة الفرق بين الحاج موسى وموسى الحاج ؟

Par: Mostapha Sg (Tunisia) |23-02-2016 08:06|

زعمة امنا فرنسا اللي قالو خرجوها بمعاهدة باردو موش رجعت ورجعت معها اولاد وبنات حبيبة مسيكة بالله ثبتوا معاي

Par: radhbe (France) |22-02-2016 21:53|

ارجوكم يا جماعة اشعر بالحياء حينما اشاهد النشرةالجويةاناوابي هل من مغيث عل ىتونس سبعة

Par: sarramba (France) |22-02-2016 19:50|

راقي

Par: selsebil (France) |22-02-2016 19:20|

Ah mon cher ami, si ce n'était que cela... le problème c'est qu'on prime à Berlin le cinéma tunisien pour des films de sexe. Comme si nous étions les meilleurs au monde dans ce domaine. Les arabes en général mais les tiunisiens de l'après révolution en particulier ont compris la liberté d'expression comme un permie de tuer. On tue nos valeurs et notre morale, nos coutumes et notre langue, même nos habits ressemblent plus à un je ne sais quoi
d'occidental. Je n'irai pas jusqu'à dire qu'il fallait s'habiller comme nos ancêtres mais nous avions perdu depuis longtemps le sens de la mesure. Nous devenus des choses et non des êtes.

Par: Azzah (France) |22-02-2016 16:44|

Ce texte ne concerne pas seulement la chanson mais toutes les expressions artistiques en Tunisie.

On ne voit plus que laideur, on n'entend plus que vulgaires paroles et vilaine prononciation, vulgaires attitudes, partout.

Le ministères de la Culture doit de toute urgence faire cesser ce délabrement et tant pis si les groupes s'auto-proclamant démocrates ou droitdel'hommiste se mettent à hurler. Laissons-les hurler, après tout ils sont payés pour cela.

Mais il n'y a pas que ce ministère qui doit agir.

Le ministère de l'éducation et de l'enseignement a aussi un grand rôle à jouer dans le nettoyage du pays de cette boue, de cet amoncellement du vulgarité et de l'encouragement à la débauche. On voit M. JALLOUL déjà agir dans ce sens, et on voit déjà se dresser contre lui des pseudo associations de parents d'élèves qui viennent supporter les débaucheurs que sont les enseignants comme si dans leur aveuglement ils ont décidé de pervertir leurs
propres enfants.

La libreté d'expression ne peut être liberté sans discipline, sans conditions de base. Le cinéma anglais, l'enseignement anglais, n'ont jamais abandonné les bases de la formation académique alors même qu'en Grande-Bretagne ont fleuri moult ormes contestataires dans les années 60. Où sont nos Glenda Jackson? nos Vanessa Redgrave ? Où trouvons-nous des acteurs, des actrices à la parfaite diction arabe, à la retenue dans le jeu et à la puissance
de l'expression de ce même jeu ? Où ?

Par: KhNeji (Tunisia) |22-02-2016 14:35|

مع إختلافي الجذري والعميق مع بورقيبة فإني أعترف بواحدة من مزاياه ألا وهي منع المزود بالإذاعة والتلفزيون أما الآن فيعزف النشيد الوطني بالمزود