غلمان بني علمان ، الإستهلاك و الترويج

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/Crazy-Pulling-Out-My-Hair.jpg width=100 align=left border=0>



منجي بـــــــــاكير



كـــانت البداية مع ( هم ) ، هم بقايا من مخلّفات الإستخراب الفرنسي – قوّادة فرانسا - بقايا انبتّت تاريخيّا عن هويّتها و رفضت دينها و تنكّرت لقيم أهلها و قطعت مع كل عاداتهم و تقاليدهم ، لترتمي في أحضان فرنسا تشبّهًا و استجداءَ إنتماءٍ و لو بالتجنيس الذي كان لهم – فخرا و عزّا- برغم رفضه وقتها من كلّ مكوّنات الشعب التونسي ، بل دفع دونه الدّماء و الأرواح .



هُم .. و نعني بهم أولئك الذين صفّقوا لفرنسا و عرّبوا استعمارها و فعلوا كلّ الممنوعات و الموبقات ، كما أتوا كثيرا من أنواع المعاصي و الخيانة للعْق حذاء الفرنسيين آنذاك ،،، اشتغلوا ( قوّادة ) و جواسيس على مواطنيهم و جاهروا بالعرْي و التفسّخ و رطنوا (الفِغنسيّة ) تشبّها و تكبّرا و استعلاء على أهلهم .

و بما أنّه لكلّ ظالم نهاية فإنّ – بابور فرنسا زمّرْ خشّ البحَرْ، عطى بالظّهَرْ - مندحرا و مودّعا ليتركهم أيتاما تذرف دموع الخيبة و تعايش الذلّ و العار .
ليتركهم ،، ثمّ يزرعهم أيضا مع سياسة بورقيبة التي انبطحت ثانية لفرنسا و الغرب بذورا عقيمة خائبة و منبوذة إلاّ من توجُّه رأس السلطة التغريبي – أصلا- و الذي انقلب على كلّ المواثيق و أعراف الشّعب – ليستبدّ - و يحكم تونس حكم الضّيعة و ليسخّر كلّ طاقاته و دهاءه للخروج بالبلاد و العباد من حاضنتها الطبيعيّة العربيّة الإسلاميّة ، فطمس و شرّد و سجن و أقصى و قتّل و غلّق ظلما و استبدادا و أنكر و حلّ وجاهر برفضه لبعض من القيم ....
و لقد وجد المخطط الجهنّمي في هؤلاء البقايا – خدم فرانسا – فريسة سهلة ليطوّعهم في خدمة ما خطّط له و دبّر ، فأنبتهم في كلّ مفاصل الدولة و جعلهم على رأس المصالح العامّة و دسّهم في التعليم و الثقافة و مواطن القرارليكون لهم من بعد سبْق القيادة الرّعناء و الحُضوة المغتصبة في بلد أثقل كاهله الإستعمار البغيض و كبّله بالجهل و الأميّة و الخوف ، و كذلك لتكون لهم أولويّة – لهْف – المال العام و تحويل القروض و الصفقات باسم بناء مدنيّة الدولة الحديثة ...
فكــان هؤلاء – البقايا – و كلاء فرنسا الجدد أشطر التلاميذ و أوفى الأوفياء لفرنسا و من قبلها للسّلطة القائمة وقتها ثمّ للّتي من بعدها خصوصا في ظلّ تغييب الدّين و غلق جامع الزّيتونة و محاصرة علماءه و إقصاء كلّ نفَسِ إصلاحي يدين بالعروبة و الإسلام و يعمل على إحياء الهويّة ، و نفي و تشريد ثوابت النّخب الفكريّة و العلميّة و الثقافيّة الرّافضة للهيمنة الإستخرابيّة .

هؤلاء البقايا ، خلف من بعدهم خلْف أضاعوا و ضيّعوا و نادوا للشهوات و أحلّوا الموبقات ، خلفٌ كان أسوأ من السّلف ، خلف إمّا بيولوجيّ لتلك البقايا أو حتّى بالتبنّي الفكري ، خلَفٌ عمل جاهدا على المضيّ قُدُما في نفس التوجّه التغريبي البائس ، يساعده في ذلك المدد الذي يتلقّاه من الجهات المشبوهة ، مدد المال و البضاعة الفاسدة المفسدة تحت شعار – دعه يعمل ، دعه يفسّد – الذي اعتمدته الدكتاتورية الأولى و من بعدها العهد البنفسجي لفتح - أجنحة – هؤلاء القائمين على موجات الإفساد و التمييع و الترويج للشّذوذات الفكريّة و الجسديّة في مختلف القطاعات الحيويّة و التقاطعات الإجتماعيّة بتسخير لامشروط للإعلام العمومي التّعيس و الخاصّ المدفوع ( و المدفوع له ) وكذلك لكلّ القيم اللوجستيّة للتظاهرات الشعبيّة و الحضور الثقافي و الفنّي و التعليمي حتّى أضحى – إستهلاك – هذه النّمطيّة من العيش و الفهم و الإدراك أسلوبا دارجا في الحياة العامّة و ما يخالفه من قيم أهل البلد منبوذا أو مشوّها مرصودا ...
إستهلاك خرج من دوائر النّخب – العالقة - بين النّوادي المنزوية و بين ردهات النّزل و المقاهي و الحانات ، خرج إلى مجريات و فاعليات الحياة الثقافيّة و مفاصل التعليم بكلّ مراحله مسنودا بإعلام لا يدّخر شاغلوه جهودهم وطاقاتهم في الترويج و البروباجندا في رعاية حصريّة و جهد بالوكالة أكثر ضراوة من أصحاب الأجندات أنفسهم و أكثر جرأة و وقاحة منهم ..!
كمــــا أنّ بعضا من كوادر هذا الخلف الفاسد امتهنوا الإفساد علنا و باستناد أعوج على مكتسبات الثورة الحقوقيّة و الدستوريّة فيطوّعوها كلّ مرّة لتبييض شطحاتهم الرّعناء و موبقاتهم المنسوبة خطأً للفكر و الفلسفة ، هذه الكوادر المحسوبة على النّخبة الفكريّة في البلاد و التي يحفظ التّاريخ جيّدا خباياها و تواصلاتها و أهداف أنشطتها و كذلك كثير من عقلاء البلد ، هذه الكوادر نراها اليوم تتبارى في – ترويج – بضاعتها الفاسدة في تسابق محموم إرضاءً و جنْيا – لبونيص – أكثر و لمدد أكثر من مرجعيّات أنشطتهم المشبوهة .
لكــــــــــــــن يبقى الأمل قائما مع عمق شعبي واعٍ و ملقّح – زيادة – على هكذا أفعال مشينة و هكذا توجّهات فاسدة مفسدة ، و لعلّ أكبر دليل على ذلك هو ضعف تواجدهم و انتفاء حججهم و كثير رفضهم و لفضهم و مجّ ترّهاتهم كل العقود الفارطة برغم قوّة البروبجندا التي لديهم و كثرة المال و الإسناد الذي يتلقّون ...





Comments


4 de 4 commentaires pour l'article 118788

Mandhouj  (France)  |Dimanche 17 Janvier 2016 à 22:25           
المجتمع يلد الدولة ، ثم الدولة قد تعبث بثرواته و ... لكن يبقى المجتمع الصديق الأول للدولة ، و ليس بعدو الدولة. البنت قد تعق أمها و أبوها ، لكن الأم و الأب يبقوا دائما متمسكين بالأبناء ... بعد الثورة على رجال السياسة أن ينظروا إلى هداف ثورة شعبهم ، حرية ، كرامة ، عمل ، ديمقراطية .
و شعبنا شعب متفتح و منفتح ، و يريد أن يكون مساهم في البناء الكوني ، و ليس مجتمع عالة على المجتمعات الأخرى . و هنا نجد ، ضرورة السيادة على الثروات ، السيادة على القرار الوطني و العمل على إستقلاليته. عدو الدولة ، الارهاب ، عدو الدولة الحرب و الأهلية منها خاصة .
التوافق هو الطريق الصحيح لبناء تونس الجديدة ، تونس الكرامة، تونس المساهمة ، تونس العمل و الأمل .

Mandhouj  (France)  |Dimanche 17 Janvier 2016 à 21:45           
تكملة :

سهل كما شربة ماء ،
كما تكونوا يولى عليكم .
كانت فرصة الثورة ، لنمكن للدولة من الاستمرار ، لكن باليات عدالة إجتماعية أكثر شوية ... تنازع الكبار ... نهبط الثروة أكثر من قبل ... و اليوم حرب الشقوق ... و الدولة العميقة قوية إلى درجة لتلحق يا مواطن ، في خزعبلات ... حزب نداء تونس وشقوقه ، حزب حراك تونس الارادة ، الوطني الحر ، و الاستقالات ... مرزوق سيرمي بالنهضة في البحر أم لا ... "فرصة للشعب ليتفرج كيف يسبح الذين يقومون الصلاة " ... ثم صلاة الجمعة ليست بفرض ... صلاة الاستسقاء خزعبلات ...
في الأخير الكل يرجع للمجتمع ، هو من يبني من ينصره و ينمي طاقاته و يحميه ، وهو نفسه من يصنع القوادة ، أو ما يسمى بالفيئة المستغربة ، أو التي تؤمن بثقافة المتسلط أو المستعمر ... لخلق مكانة محترمة بين المجتمعات ، الطريق واضح : العلم و المعارف، الارادة ، الانفتاح على الآخر .

حسب رأي على الدولة أن لا تنسى أنها لا يمكن الدفاع عن نفسها ، دون المجتمع . لأن كل نظام يفنى ، الباي أين هو و نظامه ، بورقيبة أزيح ، بن علي هرب، و البقاء للمجتمع. و كما تكونوا يولى عليكم . و بقدر ما تكون الدولة عدالة و تستمع لهموم الشعب ، بقدر ما يحافض المجتمع على الدولة ، و على ما يسمى ملك الدولة (الملك العام )، و لا يعتبره رزق البيليك . و حتى الحدود تصبح حدود البيليك ، و من يريد يستبيحها ...
الشعب يطمح إلى أكثر ديمقراطية (مشاركة في السلطة و القرار ) ، إلى أكثر عدالة إجتماعية (توزيع أحسن للثروة ) ، و هذه أهداف الثورة . و في ذلك فاليتنافس المتنافسون .

ثورة الشباب لن تسرق ، و سرقت، فالشباب حي و يمكن أن تكون له نفس الارادة و نفس الاستعدادات .

Mandhouj  (France)  |Dimanche 17 Janvier 2016 à 21:44           
Ce n’est une leçon pour personne.

L’état est une construction politique, émanant de la société elle-même. Toutes les constructions politiques, les états, les empires, … évoluent « s’assurent la survie », par des mécanismes complexes, construisent des alliances, directes ou indirectes, à l’intérieur, de la société elle-même, ensemble des forces et lobbies, ce qu’on appelle l’état profond ; comme à l’extérieur, des alliés dominés, et des alliés de taille. Les alliés dominés, C’est
le cas des anciennes colonies. Ces anciens colonies sont, pour la plus par d’entre elles, jusqu’à nos jours, des profondeurs géographique/géostratégique, pour continuer à mieux affiner la construction des grands intérêts stratégiques, maîtrises des richesses et asseoir la domination sur les continents.

L’état est la fille de la société. C’est lui qui assure à la société, en fait, à sa maman, en premier temps la sécurité et la paix civile, puis il se charge d’une sorte de distribution des richesses. Et une fois émancipé, une fois fort avec sa police, justice, médias, son économie, … la fille se retourne sur la société pour la qualifier pour des rôles, qui correspondent à la continuité de l’état. C’est simple comme boire de l’eau.
Suite …

Antar Ben Salah  (France)  |Dimanche 17 Janvier 2016 à 20:10           
مصيبة هذه البلاد هي نخبتها و من الأحسن أن نسميها نكبتها .


babnet
*.*.*
All Radio in One