التحوير.. المتثائب

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/min00.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

كنا نتمنى في الحد الادنى تحويرا وزاريا يبعث باشارات الطمأنة، ان هذه الحكومة ستقطع مع الاعتباط والارتجال والفوضى والعشوائية التي اوصلتنا الى صفر تنمية وتزايد نسبة البطالة وتصاعد الفقر وارتفاع الاسعار واستفحال الفساد وتواصل الهجمات الارهابية وتدهور حقوق الانسان، ولكن ما اخرجه لنا اليوم الصيد في نسخة متثائبة عمقت الاحباط وزادت التشاؤم ونحن على حافة سنة عصيبة جدا ومخاطر اقليمية ودولية محدقة.





حكومة مكررة للحكومة المتثاقلة بل النائمة الاولى، مجرد تغيير في الشكل دون رؤية وفلسفة واضحة تحقق نقلة نوعية مطلوبة بقوة، واختزال لعدد الاعضاء دون تبرير واضح، واسراع بالاعلان على التحوير واعتماد عامل المفاجأة ليكون العنصر الابرز في التعاليق، وادماج لوزراء تحوم حولهم عديد الاسئلة والشبهات.

والواضح ان مؤتمر النداء الداهم، والانقسام المنتظر، وتصاعد التنابز والتطاحن بين مكونات الرباعي الحاكم وخاصة بين الوطني الحر وافاق ودخول النهضة على خط المطالبة بزيادة التمثيل، هو ما عجل باعلان التحوير، حتى ينجو الصيد من الابتزاز العالي والانقسام الحاصل، الذي بدأ يعكر الامور ولا يسمح حينها بالتصرف.

ولم يكن ادخال كمال العيادي في وزارة جديدة لمكافحة الفساد سوى لذر الرماد، والحال ان هيئة مكافحة الفساد المستقلة معطلة بالكامل بل ومشلولة، وكان من الاجدى بث الروح فيها وليس احداث وزارة ستبقى ديكورية على الارجح، اما شوكات فقد تم انتدابه ليس لربط العلاقة مع مجلس النواب، فقد اعلن الصيد نفسه بعد استقالة العكرمي ان هذه الوزارة لا حاجة له بها، وبذلك يكون شوكات اساسا لتولي مهمة البروباغندا والتبرير لحكومة ستكون بلا انجازات، وستعاني الويلات.

الشاهد احد اصهار السبسي في العاءلة الموسعة، بعد تصديره على راس لجنة 13 فها قد تم توسيمه بوزارة الشؤون المحلية، وغديرة ايضا الذي توج بوزارة النقل هو ايضا احد رجال السبسي الذي ظهرت بصمته بجلاء في هذه الحكومة، ويبقى السؤال العميق في استمرار ياسين ابراهيم في منصبه بعد فضيحة بنك لازارد ، وبعد ادائه الضعيف، وايضا استمرار العايدي في الصحة بعد الفضائح المتتالية التي ازهقت فيها عديد الارواح جورا، واللومي كذلك التي لم تقدم ما ينقذ السياحة المتداعية، اما الخطر القادم فهو من جهة تل ابيب راسا، والجهيناوي السفير السابق (مكتب رعاية مصالح تونس) لدى الكيان الصهيوني اصبح على راس الدبلوماسية.

والامر مزدوج الخطورة فالخارجية اصبحت بيد شخص تحوم حوله عديد الشبهات من حيث الارتباط الخارجي، ثم زيادة فارتباطه عبر الدبلوماسية بتل ابيب هو تراجع على مبدأ هام للخارجية مركزية القضية الفلسطينية ولا ندري الى اي مدى هذا يؤشر على وجود طبخة امريكية لاطلاق مسار سلام جديد بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية، التي رفضت اليوم على لسان رئيسها رفض حل نفسها، بعد خرق العدو لكل الاتفاقيات الموقعة مع الطرف الفلسطيني في خصوص ادارة الحكم المحلي.

الثابت ان هذه الحكومة ستكون الاضعف من ناحية اعضائها، ولكن الاهم تركيبتها وبرنامجها وقائدها الذي لم يتجاوز رتبة مصرّف اعمال في احسن الحالات، وفي حالات اخرى مجرد منسق فريق اداري في اغلبه، ولا دليل على وجود مشروع يمكن ان يبث بعضا من الامل خاصة وان الوضع الاقليمي والدولي شديد الاشتعال، ولا دليل على تحضير استراتيجيا بعيدة المدى لمواجهة المخاطر المنتظرة، خارجيا وداخليا.

يبدو انه تم القرار و الاخراج النهائي من السبسي ولم تحصل المفاجأة التي عوّل عليها البعض. تحوير بلا روح ولا معنى ولا تقييم صحيح لمسار سنة تقريبا من الحكم ولا رؤية واضحة. تحوير اداري في المحصلة لاستكمال تسيير اليومي لحكومة ادارية في جوهرها لكنها ستحضى على الارجح بدعم رباعي الحكم برغم تراجع تمثيلية النهضة (الهزئية) داخلها وعدم المطالبة بتغييرها من المعارضة في ظرف الرداءة الذي اصبح يخيم اليوم على المشهد السياسي والاعلامي القاتم ونحن على ابواب الذكرى الخامسة لسقوط بن علي وحاشيته!!

(*) قانوني وناشط حقوقي




Comments


18 de 18 commentaires pour l'article 118197

Mandhouj  (France)  |Jeudi 7 Janvier 2016 à 17:24           
أعتقد أننا لم نقدر أن نبعث برسائل شديدة اللهجة ، لذلك الصيد و لا الرباعي لم يستمعوا إلى رسائلنا و للنصائح التي بعثنا لهم بها ... الذي لا يسمع للنصيحة لا يمكن له أن يبعث برسائل طمأنة إلى شعبه ...
على كل الحال المعركة من أجل تحقيق أهداف الثورة تبقى متواصلة ، و ليس تعليق على موقع أو مقال سيغير الأشياء ... كما تكونوا يول عليكم ... ثورتنا سرقت ، و استرجاعها يستوجب كثير من الأشياء ، على رأسها توحد المعارضة في النضالات ...
شيء جد مؤسف
لن نستكين

Ammar  (Tunisia)  |Jeudi 7 Janvier 2016 à 16:23           
جماعة ال vote utile، الناطق الرسمي للحكومة الجديدة ولشق السبسي الابن في النداء وقبل ذلك للهاشمي الحامدي وسليم الرياحي entre autres ... الإسلامي السابق... الأستاذ خالد شوكات يقول لكم : "مرحبا بكم في حكومة الجد الأول المشترك... الشيخ عبد العزيز الثعالبي"! ههههههههههه

Addel  (Tunisia)  |Jeudi 7 Janvier 2016 à 14:24           
الي متي تغيير وزراء الا للتغيير الوجوه لم نري شيئ منذ مدة
وزيرة السياحة في سياحة متواصلة
وزير الخارجية خرج واحد جابوا كيفوا
وزير التنمية بعضمتوا ساكتين عليه لا يفرفشها
حكومة تلوج في تموقع لا غير
بالنسبة للاصلاح يجب البدء و يدوم كثير من الوقت بنفس العزيمة
لا نري شيئ من هذا غير اعادة تموقع و انتهازية واستغلال نفوذ

LEDOYEN  (Tunisia)  |Jeudi 7 Janvier 2016 à 14:04           
Restent 2 ministres n'ayant rien avancé, et faisant l'objet de beaucoup de polémiques, mais encore là

MedTunisie  (Tunisia)  |Jeudi 7 Janvier 2016 à 13:26           
حكومة لا تظم وجوه تطمئن او كفاءة او خبرة وهي عصارة طبقة سياسية مافيوزية ويبقى الصيد في حيرة من امره دون جدوى كالطير المكسور الجناح

Hedi Amri  (Tunisia)  |Jeudi 7 Janvier 2016 à 13:08           

الخوانجية الوحيدين فرحانين يهللو و يكبرو و يهنيو في بعضهم بتغيير وزير الشوون الدينية و احتفالات و توزيع للمشروبات في محيط جامع اللخمي .... شكرا سي الباجي و هنيئا الغنوشي....!!!

Celtia  (France)  |Jeudi 7 Janvier 2016 à 12:39           
Question :Je voudrais savoir combien de ministre khouanjiste intégriste qui appartiennent à Ennahdha pour calmer ce fléau .

Antar Ben Salah  (France)  |Jeudi 7 Janvier 2016 à 11:33           
لمذا بقيا وزير الصحة ألم يكن فاشلا و لمذا عينوا بعض الوزراء الفاشلين في مناصب أخرى .

Daal Rad Raddal  (Tunisia)  |Jeudi 7 Janvier 2016 à 10:08           
هذا التحوير الوزاري ليس إصلاحيا بقدر ما هو انسجام مع التطور بين النداء والنهضة الذي وصل حد التزاوجوقد ظهرت بوادره منذ مدة باتحادهما في تشويه السيد محسن مرزوق باعتباره عدوا مشتركا وقد مس،بموجبه،وزراء نالوا استحسان الجميع باستثناء النهضة التي كانت تطالب بإبعادهمومقابل ذلك يعول السيد الباجي على النهضة لدعم ابنه لقيادة المرحلة القادمةوبهذا تصبح النهضة هي الشريك الفعلي للشق التجمعي من النداء، والشق التقدمي الحداثي هو العدو المشتركوهذه الطرق والتكتيكات
من اختصاص الشيخينومن أجل تحقيق هذه الإندماج نزع الغنوشي جبته،ورمى الباجي ربطة عنقهفلم تعد النهضة نهضة، ولم يعد النداء نداء Houssin Timoumi

احمد ق.  (Tunisia)  |Jeudi 7 Janvier 2016 à 10:07           
امرأة صالحة ابتلاها الله بزوج بخيل يقتر عليها في الإنفاق غنت له ذات يوم هذا المقطع البدوي الجميل بصوتها الرخيم الشجي: في حياتك لا بسه هدهودة وفي موتك واش ماشي نقول. هذا حالنا مع الحكومة الجديدة المبتكرة التي تفتقت قريحة أسدنا الهصور فأخرجها عرجاء لا تصلح للسباق مع الزمن الذي يبشرنا بأيام سوداء فاحمة مدلهمة في ظل مديونية فاحشة سيحين موعد تسديد أقساطها مع بداية السنة القادمة، ولن يقول رئيس حكومتنا: غلطوني كما فعل المخلوع سويعات قبل طرده، وإنما
سيعمد الصيد إلى التضحبة بالضباع لتبقى صورته ناصعة. أما نحن المساكين العراة الحفاة الجائعين الفقراء المهمشين المسحوقين المنسيين فسنردد كلمات الممثل عادل إمام في مسرحية شاهد ما شافش حاجة: متعودة دائما

Rabhi Riadh  (Tunisia)  |Jeudi 7 Janvier 2016 à 10:05           

لا ادري لماذا يتعجب بعض الفايسبوكيين من تعيين النهضوي نجم الدين الحمروني مستشارا لدى رئيس الحكومة مكلفا باليقظة والاستشراف. هم يسخرون ويمزحون، لكن إلا يحتاج الحذر من تسرب الملفات الحارقة إلى يقظة؟ إلا يحتاج دفن ملفات الاغتيال وتسرب الإرهاب لبلادنا إلى يقظة؟ الا يحتاج تحضير الخلافة السادسة إلى استشراف؟ اعتقد انه بحكم التآلف العظيم بين النداء (أو ما بقي منه) والنهضة، فهذا المستشار هو الشخص المناسب في المكان المناسب...
ورحم الله تونس المدنية التي بناها الآباء والأجداد...
Olfa Youssef ألفة يوسف

Tounsi1982  (Germany)  |Jeudi 7 Janvier 2016 à 10:01           
@Rédacteur

Tu sens pas un peu trop pessimiste? comment t'arrive encore à te lever le matin pour travailler?

c'est très bien de critiquer, je trouve même la majorité de tes critiques bien fondés. Mais il faut apprendre à sortir les points positifs, des messages positifs, des espoires, ...

juger les gens à l'avance, juste pour leur couleur ou leur relation avec X et Y, n'a jamais été une bonne attitude.
certainement pas pour un journaliste en plus.

Hedi Amri  (Tunisia)  |Jeudi 7 Janvier 2016 à 09:39           
بعد التحوير الوزاري ، الشعب يحب يسألكم ، شكون يحكم ؟ ......ماذا تحاربون في الجبال والنهضه في عقر قصر قرطاج والوزارات والبرلمان

Hechmi  (Tunisia)  |Jeudi 7 Janvier 2016 à 09:37           
يا خيبة المسعى من هذه الحكومة ....

Tounsi35  (France)  |Jeudi 7 Janvier 2016 à 08:39           
انا عايش في فرنسا منذ عقود شاهدة كثير من الحكومات والرؤساء تداول علي الحكم في بلاد الحرية والديموقراطية وتعدد الأحزاب قبل نبعث في الوجود في هذا كله يدور في كنف الاحترام المتبادل بين الجميع وفي تونس مازالت كيف تخلقت ينبغي عليها إذا أرادت ربح الوقت أن تنظر بدقة عالية كيف تتعامل هذه الأحزاب مع بعضها البعض للنمو الاقتصادي والاجتماعي لصالح البلاد في تونس مازالو بعاد ياسر علي السياسة عمرهم ما عرفو الشئ هذا

Nouri  (Switzerland)  |Jeudi 7 Janvier 2016 à 08:32           
في جل البلدان العربية اسماء الوزراء وتركيبة الحكومة لا تخرج من رآسة الحكومة ولا من رئيس ولا ملك ولا أمير بل من سفارة من السفارات.

Mahdibey  (Tunisia)  |Jeudi 7 Janvier 2016 à 00:09           
كعور و اعطي للّعور. حاشاكم

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mercredi 6 Janvier 2016 à 23:19           
هي حكومة الحكم الذاتي وعلى الكاتب التريث والصبر للوصول إلى حكومة الإستقلال يوما ما .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female