القمقم العربي و العفريت الاماراتي

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/emirats10402.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مــــــــــازن

رحم الله الشيخ زايد وطيّب الله ثراه لما قرّ في نفسه ذات يوم فجمع قبائل شرق جزيرة العرب تحت راية واحدة، ثم أنعم الله عليها من خيره الوفير فتعالى بنيانها و قويت شوكتها حتى صارت دولة ذات صيت و رأي. ولكن وافته المنية فتكالب الأمراء على الحكم و الوجاهة و أضيف الى ذلك السذاجة و السفاهة الأعرابية حتى جعل هذا البلد مطمعا لللولبيات العالمية و مركزا لتشتيت جهود الشيخ زايد.

لا يختلف اثنان في أنّ تصفية احلام العرب بالحرية والانعتاق وتقرير المصير قد أوكل حديثا الى الامارات، فهي اليوم تلعب أقذر الأدوار في تشتيت أحلام الربيع العربي، بل هي أصلا أحد معاول الهدم لهذا الأمر الذي بات مجرد وهم في عدد من الدول ونجت نسبيا بلادنا في تحقيق بعض الشيء منه. امارات اليوم تجمع اموالها و قرباتها و علاقاتها و كل ما في وسعها لتئد حلم التونسيين فتكيد وتكيد ولكن الله يفعل ما يريد. لعلّ السؤال البارز الذي يتبادر في ذهن الجميع، لماذا كل هذا الكره والحقد على الثورة التونسية؟ لماذا كل هذا التعنت و الصلف لضرب الديمقراطية أين ما كانت في العالم؟




في هذا المجال تستحضر الذاكرة قبائل الأعراب التي كانت تحيط بيثرب، كيف أصبحت لمّا قدم سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم و أسّس للدولة المدنية الفتية العتيدة فأقام الحق والعدل والاخاء على وجه الأرض. لقد خشيت تلك القبائل ومنها غطفان و سليم وفزارة وغيرها على سلبها ونهبها وقطعها لطرق القوافل المارة الى الشام، فجهزت الجنود و أعدّت العدة ثم تعاونت مع قريش رأس الكفر لمحاربة جيش الاسلام يوم أحد. و لكنّ تتالي الغزوات والسرايا جعلت قطعان الهمج المفسدين ينتقصون حتى أسلموا وأذعنوا لرسول الخير صلى الله عليه وسلم فانتهوا على صنيعهم المشين ونهبهم المعيب.
لقد دفعت أموال و أموال لإرباك الديمقراطيات الناشئة فانحدرت مصر العظيمة الى مستنقع الاستبداد و الارهاب و القتل والتفجير، وها هي اليوم تعاني التفرقة بين أبناء الشعب الواحد و الفقر الذي ازداد حدة و انسداد الأفق امام الحاكم والمحكوم و اخيرا تطاول دول الجوار للنيل من أمنها المائي. كذلك وقع في اليمن الشقيق أين استعان الحوثيون الشيعة بأموال الامارات التي نسيت في لحظة طيش جزر ابو موسى المستعمرة من قبل ايران، فآثرت وأد ثورة اليمن وارباكها فكان ما كان، موت وتقتيل و هوان و تحالف يقذف الصواريخ فتصيب من أذنب و من لم يذنب وتسيل دماء طاهرة في أرجاء هذا البلد الجريح. لقد فكرت الامارات أيضا في الاقتراب من تونس و أتت بحفترها ليستأثر بشرق ليبيا المتحررة فيدعم الانقلاب المصري من جهة ويؤرق الحكم في تونس من جهة أخرى. هنالك تشتت الليبيون بين شرق و غرب ومؤتمر طرابلس و برلمان طبرق. هنالك قبض على بعض جواسيس الامارات و هنالك تطبخ النسخة الداعشية لشمال افريقيا بتمويل مشبوه و سلاح مستقدم من أوربا و روسيا واسرائيل.
سدنة الحكم في الإمارات لم ينتهوا عن هذا الصنيع و لا يزالون يخشون هاجس الاخوان الذين سكنوا السجون والزنزانات و قضت عليهم المداهمات والسحل و الاعتقال و التعذيب و التصفية الجسدية. حكام دبي وأبو ظبي و غيرها من الامارات اتجهوا صوبا نحو الكيان الصهيوني نكاية في فلسطين وانتفاضتها المباركة فأقاموا العلاقات و تبادلوا الخبرات واجتمعوا على عدو وهمي واحد. هم نفسهم هللوا لروسيا القيصرية نكاية في الاتراك و شدّوا على أياديها لرد الصفعة و معاقبة النظام العثماني الصاعد. أي قوم هؤلاء؟ أين مصلحتهم الوطنية والقومية في كل هذا؟ لا يكاد يفهم السبب و لا تعرف المسببات غير الحمق و البلادة الفكرية اذ تحملهم أموالهم الى ساحة الكبرياء والعظمة ثم تأخذهم حكمة الرحمان الحياة كما أخذ قارون و أخذت عاد وثمود.





Comments


13 de 13 commentaires pour l'article 116457

Tunisien  ()  |Jeudi 3 Decembre 2015 à 17:27           
ماذا عن العفريت القطري و الجن التركي و ال سعود الابالسة الذين ابادوا شعب اليمن و مولوا الارهاب و الفكر الوهابي و الاخواني و تعاطي المخدرات بين صفوف السباب في كل البلدان العربية

Mandhouj  (France)  |Jeudi 3 Decembre 2015 à 17:26           
السياسة عند حكام تلك الدويلة اسمها : السياسة لا أخلاق أو لا تكون .

Said Fekih  (Tunisia)  |Jeudi 3 Decembre 2015 à 14:56 | Par           
ماذا تنتظرون من هؤلاء الصعاليك تاريخ اسود بعد موت زايد. دخلت مخابرات اسرائيل بجيش جرار و اغتالوا مناضلا فلسطينيا. و النزل و الشوارع و المطارات مجهزة بكميرات مراقبه دخلوا غزة ايام العدوان الاسرائيلي على غزة حاملين هدايا و اعانات و في الحقيقة تبين انهم جواسيس غدروا بمرسي الرئيس المنتخب الدكتور لانه حارب الفساد والدعارة و السرقات فتولى خرفان ذالك الشرطي الحقير مع دحلان و مخابرات عمر سليمان و الخسيسي و الشاباك الاسرائيلي الاطاحة به و تنصيب دمية قدموا له الاموال و العطايا دون مراعاة لواقع مصر و خطورة الموقف. وموقفها في اليمن وسوريا الاسد. و تونس اعمال شيطانية و كذالك في ليبيا تدفع اموالا لتخريب العالم العربي و الاسلامي قال تعالى. سينفقونها ثم تكون حسرات عليهم

Jraidawalasfour  (Switzerland)  |Jeudi 3 Decembre 2015 à 14:36           

..من يقتل الأحرار و الفقراء بالطبع الملوك والأمراء الأغنياء ابناء الجواري والعبيد والخلفان ابناء الغلمان ممولي الإرهابيين المرتزقة وتبييض الأموال المنهوبة من الشعوب الغلبانة تحت غطاءات استخباراتية دولية...مفيوزية

Nouri  (Switzerland)  |Jeudi 3 Decembre 2015 à 13:23           
كشفت صحيفة أمريكية أن دولة الإمارات المتحدة الأمريكية قامت في الآونة الأخيرة ببناء قوة من المرتزقة والمقاتلين الأجانب، مشيرة إلى أن الإمارات تواجه نقصا محتملا في القوة البشرية لديها.
واهتمت مجلة "بيزنس إنسايدر" في نسختها التحريرية الهندية بتقرير "نيويورك تايمز" الأمريكية قبل أيام الذي تحدث عن استعانة الإمارات بالمئات من المرتزقة من أمريكا اللاتينية في حربها باليمن.
وأشارت المجلة إلى أن الإمارات قامت ببناء قوة من المرتزقة خلال السنوات الخمس الماضية، وإرسال هؤلاء المرتزقة إلى اليمن هو الأول الذي ترسل فيه أبو ظبي تلك القوة إلى ساحة حربية نشطة.
واعتبرت أن تطوير قوة المرتزقة الذين ينتمي عدد كبير منهم لكولومبيا ، يسمح للإمارات بالدخول في عمليات حربية في الخارج بمخاطر قليلة على حياة مواطينها. ….

Amor2  (Switzerland)  |Jeudi 3 Decembre 2015 à 13:01           
يا قوم إمارات بني جهلان لبول البعير صاحبة المواخير العملاقة... هي مركز الماسونية الجديد.!!!
بعد إستقلال الهونكونغ عن بريطانيا في 1997 و رجوعها للصين إنتقل مركز الماسونية العالمية إلى دبي بالتحديد ... ولو لاحظنا أن إمارات أجلاف الصحراء قبل سنة الألفين كان إقتصادها لاشيء قليل من البترول لاغير ، أما النهضة الإقتصادية الشاملة و ناطحات السحاب و المواخير الخلفانية و أسطول طائرات البوينغ كله بعد الألفين!!!
إذا عرف السبب بطل العجب!!! الذي لا يعرف الماسونية عليه بالبحث في هاته الكلمة سيعرف سرَّ معاداة بني جهلان للديمقراطيات العربية وللإسلام من وراء الستار خدمةً للأجندة الصهيونية العالمية أولا التي هي ركيزة الماسونية!!!

Swigiill  (Tunisia)  |Jeudi 3 Decembre 2015 à 12:19           

الامارات ليس من مصلحتها ان يصل من له خلفية اسلامية للحكم ... ابدأ من حماس ... الى الاخوان ... الى النهضة ...

وهي تعمل جاهدة ... احيانا بالاغراءات المالية ... و احيانا بالتهديد و الوعيد ... لتنفيذ اجندتها في بلدان " الربيع العربي" ...

لان دول الخليج اكثر ما تكره ... هو التغيير ... لا ننسى ان جلها اذا لم نقل كلها دول ملكية ...و ترفض الديمقراطية ... بالجملة و بالتفصيل ...

و بالطبيعة ... في الديمقراطية ... تهديد لعروشهم ... و " ملكهم" ... و نسوا او تناسوا ان الملك لله ... يؤتيه من يشاء...

المسألة لا تحتاج لعبقرية فذة لفهم سياستهم ...هههه


Sinbad  (Qatar)  |Jeudi 3 Decembre 2015 à 12:07           
حكام الامارات في حرب مفتوحة ضد الجميع حتى جيرانهم الخليجيين
تحولت الامارات لمقر رئيسي لكل مافيات تخريب الامة العربية والإسلامية

MSHben1  (Tunisia)  |Jeudi 3 Decembre 2015 à 11:58           
دولة الامارات مباعة الى الخليج الوهابي و هذا بدوره مباع الى الصهيو امريكية و تركيا الاردقانية صديقة الخليج الوهابي ضاهريا و بيوعة الصهيوامريكية قبل كل شيء . هؤلاء جميعا و على رأسهم امريكا و اسرائيل هم المخادعين العالميين يخدعون بعضهم بعضا " ايبيعوا القرد و يضحكوا على شاريه و في مكائدهم الشيطانية يستعملون الدواعش السذج و المجرمين استعمالا مخابراتيا عن طريق عملائهم الوسيطين حكام آل سعود و اردقان بالريموت كنترول . فيمكرون و الله خير الماكرين .
برامجهم دخلت عليها قوة عزم الامور و القضاء على الدواعش قاب قوسين و لن ينجوا حتى دواعش ليبيا و اليمن البعيدين . و تركيا مهددة بالانهيار في كل حين و امريكا التي تحاول من جديد وضع قدمها في العراق ستكون من الخاسرين في كلتا الحالتين . و حلف الشر مهدد يقينا و سيكون من المندحرين او من المنتحرين .

انا mshben1.

Antar Ben Salah  (France)  |Jeudi 3 Decembre 2015 à 11:14           
مقال جيد و حقيقي ليت كل تونسي رافظ لقوانين دولته أن يعود إلى رشده و يتقي ألله و يتسامح مع أبناء وطنه و يترك ألإرهاب فوحدتنا هي قوتنا ظد العدوان الخارجي الذي لا يريد لنا خيرا .

Mandhouj  (France)  |Jeudi 3 Decembre 2015 à 11:09           
دولة إسرائيل العربية ، ماذا يمكن أن نترقب منها ؟

Chebbonatome  (Tunisia)  |Jeudi 3 Decembre 2015 à 10:41 | Par           
الإمارات ارض عُمانية اقتطعها الإنجليز لاستغلال ثرواتها و جعلوا عليها زايد للتمويه و شيدها للتعويض عن هونغ كونغ التي رجعت الى الصين و كل ما يقوم به صغار زايد هو تنفيذ لرغبات بريطانية.

Elmejri  (Switzerland)  |Jeudi 3 Decembre 2015 à 10:36 | Par           
شكرًا ابو مازن على المقال الواقعي والجيد الخلفان أبناء الغلمان والجواري خيبوا امال مؤسس الدولة الشيخ زايد رحمه الله وانغمسوا في تبييض الأموال والمتاجرة وتهريب المخدرات والدعارة وتمويل الاٍرهاب وأصبحت تايلاند الشرق للرذيلة ومافيا للحراميين😡😡😡😡😡


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female