الجــــــوّادي... اللّغـــــز

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/ridajawadiiiiiiiii.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مـــــــــازن

الاستاذ رضا الجوادي شيخ المسجد اللخمي بصفاقس بات يمثّل لغزا لعديد أبناء الوطن، امام يعزل ويعود الى منبره فتؤكد الناطقة باسم وزارة الشؤون الدينية باقرار العزل ويعتلي الامام المنبر كعادته ليؤم آلاف المصلين في سكينة وهدوء. حقّا أضحت امامته للمسجد انتصارا للبعض و نكسة للبعض الآخر ولكن المؤكد أنّ هذا الملف سيبقى مفتوحا مادامت الآلة الاعلامية الرهيبة تلهبه وتصبّ الزيت على النار.





لم أكن ممن يرغب في زحام المدينة وخصوصا ظهر الجمعة فكنت أكتفي بجامع حومتنا يخطب فيه شيخنا فنستمع و نصلي بتضرع وخشوع ثم ننصرف ككل جمعة نبتغي من فضل الله كما أمرنا، ولكن أخبار هذا الأسبوع المتقلبة في كل آن وتحامل الاعلام على الرجل حين يحضر منابره وجوه الرتابة الدينية التي تفكرك بأيام المخلوع جعلتني قاصدا هذا المسجد الكبير لأشهد خطبتيْ الجمعة وأستمع لقول الشيخ الجوادي علّني أصنّفه كما يصنّفه الحاقدون: ارهابي وهابي داعشي يدعو للتكفير والدم والقتل و غريب عن الدين وعلمه وأهله كما يشاع.
وجدت الجامع يغصّ بالمصلين، داخله وصحنه رغم حرارة الطقس فقلت لعلهم مثلي من المتطفلين على الشيخ، ثم نظرت لأعمارهم وأشكالهم و هندامهم فوجدت الشيب والشباب بينهم الخضار و الحوات و صاحب الصنعة، كل ترك دكانه بالمدينة العتيقة ليستمع للجوادي. وجدت أيضا الاداري صاحب الكسوة الأنيقة و البائع المتجول صاحب القميص الأبيض وفيهم من تعمم و من وضع قبعة عرقية بيضاء ومنهم من ثبّت شعره بالجال فاحترت في ركن مسح الرأس عند الوضوء ولكن ذلك شأنه والله المطلع على النوايا. امتلأ المسجد حتى افتقدنا موضع الأحذية و غصت ضفتيه الشرقية والغربية بالمصلين كل يحمل سجادته أو قطعة من الكرتون يفترشها ليستمع و يصلي. ما كل هذا والمساجد منتشرة داخل وخارج المدينة العتيقة تقيم الجمعة في نفس الوقت؟ ذلك سؤال لا يجيبنا عنه الا الشيخ الجوادي.
صعد الشيخ المنبر فحمد الله و أثنى على رسوله ثم خطب الناس يدلّهم للخير ونشر السلام بالموعظة والقول الحسن ثم تحدث عن عمر رضي الله عنه الذي قال رحم الله امرؤا اهدى اليه عيوبه و قال أن نقد السلطة في بعض المواضيع يصب في خانة النصح لا أكثر ولا أقل فيندرج في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم عرّج على الحملة الشعواء التي خصت مساجد صفاقس وبعض أئمتها ليحذر من الفوضى وفتنة قد تصيب الوطن الجريح.
لم يكن كلامه يجاوز النصيحة بمعانيها السامية و الرغبة في الاصلاح دون تجاوز للهوية العقدية والفقهية للمجتمع التونسي. لم نلحظ تلميحا للتجسيم والتجسيد كما يدّعى ولم نجد أمورا تنكرها عقيدتنا الأشعرية كما يزعمون ولم نستمع لتحريض أو حثّ على اثارة البلبلة أو الاحتجاج. بل على العكس نوه الامام بالمجهود الأمني الذي يدكّ كل مرة جحور الارهاب فيحفظ دماء الأبرياء ويحمي حدود الدولة فيأمن الناس قوتهم و حياتهم كما ذكر الله في سورة قريش حين قال: الذي أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف .
انقضت كذلك الخطبة الأولى ثم وقف للخطبة الثانية التي كانت قصيرة حيث حمد الله وأثنى عليه وعلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ليخبرنا باعتزامه القيام بواجب الحج فطلب الغفران من الله والعفو من كل من أساء اليه واستودع المصلين ثم واعدهم بعد ثلاث أسابيع لخطبة جمعة أخرى. وقفنا للصلاة لنستمع لتلاوته الشجية وهو يقرأ قوله تعالى : الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم فأصابتني غبطة و خشوع لا يدركها من شنّعوا أفعاله و هوّلوا أقواله ثم زادوا عليها.
علمت أن من دبر المكائد لم يستمع اليه ولم يحضر خطبته ولو لمرّة بل قد يكون ممن لا يرتاد المساجد ولا يرغب في طمأنينة يفتقدها المواطن في عديد مجالات الحياة و لا يجدها إلاّ في سكينة المسجد. علمت أنّ الاعلام يصنع الأغوال و الأهوال ويرددها مرات و مرات حتى يصدّقها الناس فتصبح حقائق ثابتة بعد أن كانت مجرد شكوك و وشايات. انكشف اللغز فبان الشيخ كغيره من الشيوخ الأفاضل الذين حموا البلاد في أحلك ظروف الفوضى ابان الثورة فثبتوا الناس ودعوهم للاخاء ساعة غياب أجهزة الدولة و ساعدوا الناس في شدائد البرد و تهاطل الثلج و غيرها من الظروف القاسية التي مرّت بها البلاد. كل ذلك يجعل قلوبا تمتلأ حقدا وحنقا بعد أن خسرت الكثير منذ سنوات فلم يعد لها قبولا شعبيا ولا ثقة متبادلة مع عموم الشعب فكان عزل الأئمة الطريق الأقصر لاعتلاء سبر الآراء وتثبيت نتائج الانتخاب الأخيرة.




Comments


20 de 20 commentaires pour l'article 112134

Mongi  (Tunisia)  |Lundi 21 Septembre 2015 à 10:24           
العديد من المعلّقين مرضى ومرضهم نفسي ولهم حساسية مفرطة من الدين والتدين. فندعو لهم بالشفاء.

Abou_Mazen  (Tunisia)  |Samedi 19 Septembre 2015 à 22:56           
لسان الحية: المقال تافه وكاتبه مسكين حسنا، فلم كل هذه التعليقات بالعربية المكسرة والدارجة العرجاء من طرفك
تؤسفني حالة الاكتئاب التي تصيبك كلما كتبت وأدعو لك بالشفاء

Langdevip  (France)  |Samedi 19 Septembre 2015 à 15:08           


مقال إنعس و تاعب ما فيه طعم والكاتب ديمة فاشل مسكين

تحية و طنية

آبو كعالة التونسي

Abou_ kaala ettounsi

Antar Ben Salah  (France)  |Samedi 19 Septembre 2015 à 13:40 | Par           
Les fervents défenseurs du droit de l'homme et de la dignité humaine ne vous en faites pas dans ce site il y a des orphelins de zaba et des sionistes et des non musulmans vous les connaîtrez par leurs commentaires haineux envers les musulmans et l'islam .

Abid_Tounsi  (United States)  |Samedi 19 Septembre 2015 à 10:42           
مرضى القلوب يفترون و يبهتون و يكذبون و يخادعون و يستعملون سقط الأساليب كي يعبروا عن أمانيهم.

كونوا وا ثقين أن من يتمسك بالعروة الوثقى، فلن ينفصم بوعد من الله. داووا مرضكم ما دمتم أحياء و قبل أن يفوت الأوان.

الهم أحينا مسلمين و توفنا مؤمنين و ابعثنا مع الصالحين. آمين

Rathouane  (Germany)  |Samedi 19 Septembre 2015 à 10:19           
كل ما ندخل لباب نات نلقى الأخبار تهز و تحط على هاالجوادي راكم
تعملو لهؤلاء إشهار ما يستهلوهش


Mah20  (Martinique)  |Samedi 19 Septembre 2015 à 09:37           
C est surréaliste! Et revotant!il ne s agit pas de croyantsdébattant d un sujet religieux quelconque d égal a égal! Il s agit de quelqu un qui s arroge le droit de diriger ses semblables!ainsi il les infériorise en se promulguant la conscience éclairée d autrui!
Monsieur l imam, notre époque qui avides gouvernements successifs,même corrompus s il le faut,s'efforcer de nous faire rentrer dans les lumières du savoir, de la critique et de la conscience aiguës des réalités, monsieur lima donc,arrêtés de nous prendre pour des enfants! Tu gagnerais a nous écouter car certains d entre nous , sommes assurément libre et ne sont pas prisonniers d un système de pensée réducteur et limitatif;ce phénomène que tu t
évertués a perpétuer remonte au temps de l'ignorance et de l'inculture! Encore faudrait ilse déterminer si la raison se soumet a la religion ou l'inverse!

Jawhar_Berlin  (Saudi Arabia)  |Samedi 19 Septembre 2015 à 09:16 | Par           
@Langdevip قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ

Quelconque  (Tunisia)  |Samedi 19 Septembre 2015 à 07:52 | Par           
لمن يتهم الجةادي انه تجمعي. من اعلمك بهذا؟ الشيخ معزول من التسعينات. و الشيخ استاذ تربية اسلامية و ليس بحاجة ان يعمل في المرمة. و لكن شعب يفضل ان يقيم الناس من الاعلام عوض ان يسمع و يعمل عقله، لا تنتظر من هذا الشعب خيرا

Amir1  (Hong Kong)  |Samedi 19 Septembre 2015 à 07:22           
إمام يجعل الناس تصلي في الساحات والشوارع المحيطة في الحر والبرد ويأتيه الناس من أطراف المدينة أو حتى من خارجها...رأسه مطلوب
قبل الثورة وبعدها.ممن؟

Jawhar_Berlin  (Saudi Arabia)  |Samedi 19 Septembre 2015 à 04:10 | Par           
أحسنت يا كاتب المقال. ليس في الأمر لغز إنما ( إن الله مع الذين إتقوا والذين هم محسنون) لو عرفوا الإسلام حق المعرفة لكانوا عظموه ولو عرفوا هذا الشيخ وغيره حق المعرفة لما هاجموه وأخيرا وهي الأهم لو قدروا الله حق قدره لإستحوا أن يحاربوا دينه وأولياءه والمقصود بالأولياء: ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، اللذين آمنوا وكانوا يتقون) إذن فكل مؤمن تقي هو لله ولي. الله يصلح العباد والبلاد

Sabrouch  (Tunisia)  |Vendredi 18 Septembre 2015 à 23:44           
بعض الناعقين و الأَنْعَام و. من في قلوبهم مرض في هذا المنتدى يصح فيهم قول الشاعر
:اذ كان الطباع طباع سوء. فلا أدب يفيد و لا أديب

Issam Benabdallah  (Tunisia)  |Vendredi 18 Septembre 2015 à 23:06 | Par           
A Celtia. deja avec ton pseudo, tu na pas le droit de critiquer Mr Jawedi. je parie que tu n'a jamais assister ou entendu un de ses discours

Antisalafy  (Tunisia)  |Vendredi 18 Septembre 2015 à 22:50           
***********

Abou_Mazen  (Tunisia)  |Vendredi 18 Septembre 2015 à 22:26           
أبناء الوطن مقيمي فرنسا سلتيا بي و لسان الحية هانم:

ما أبعدكم عن صفاقس وعن جامعها اللخمي في الزمن و ا لمكان
ماذا تعرفون عن الرجل غير ما تقرؤنه في الصحافة الصفراء
كلام فارغ ما تفوهتم به لا يقدم ولا يؤخر بل يثبت حماقة متخفية في بلد الأنوار والتقدم والديمقراطية،
زمن خداع: يلعقون حذاء مكمم الأفواه وهم خارج الوطن، أف منكم....

Langdevip  (France)  |Vendredi 18 Septembre 2015 à 22:06           
يمشي يخدم لفلاحة , إعري على زنودو و يهبط للميدان البلدية

في حاجة للخدامة باش إنظفوا لبلاد

هذا متشيخ و طايب للظل كيف كرد الهندي يلزمو إسرح عظامو و الخدمة

امتع لمرمة مهياش عيب


Tahrir  (Tunisia)  |Vendredi 18 Septembre 2015 à 21:51 | Par           
هم يريدون أئمة علي منوال أئمة السابع والصانع والمعمل وبوها الحنين كلمتين اخفاف ودعاء للسبسي ومرزوق وحاشيته ، وبطيخ وبقية أولاد حومته الدلاع والقرع والهندي والإجاص والعنب أما التفاح لا لان قادم من القصرين وليس من غلة البلدية هو من بلاد الشعانبي. يريدون إماما املط الوجه حليق الشاربين طويل الأذنين منمق الحاجبين. هذه شروط الإمامة عند جماعة الحكومة وما جاورها

Mandhouj  (France)  |Vendredi 18 Septembre 2015 à 20:45           
تثبيت نتائج الانتخابات الأخيرة !!!
نعم الكثير من الأشياء هي فقط لتثبيت نتائج الانتخابات الأخيرة ،
- قانون رأسمالة البنوك العمومية ،
- شب قانون حريت الصحافة من مجلس النواب ،
- ورقة رئيس الجمهورية لتكون قانون مصالحة إقتصادية و مالية . أتعبون بها ثلاث أب أربعة اسابيع ، ثم تدخل المزايدات و و و ، حتى يتدخل الرباعي الحمي للحمار الوطني .
-
-
-
والكل كانه تأكيد نتائج الانتخابات الأخيرة .

Omarelfarouk  (Tunisia)  |Vendredi 18 Septembre 2015 à 20:31 | Par           
اشتبك دول مع دول ياخي قالوا دول لدول انت جماعة السلفية الجهادية الوهابية سنعيدكم سيرتكم الاولى رد دول على دول انتم ازلام النظام اصحاب وزارة الشؤون النمطية من الاحباش والصوفية وعشاق المقابر ردو عليهم دول نحن اصحاب الاسلام التونسي الزيتوني العاشوري وانتم اصحاب الوهابية من المبدعين والمكفرين ومسفري الشباب الى سوريا رد دول موتوا بغيضكم في السلام واحد لا يتجزا ونحن نفضل ذاك متاع الحرمين وانتم عشتم التصحر ولا تفهمون من السلام شيئا ولا تفقهون من السلام الا عصيدة الزقوقوا ونحن جئتا بالشريعة الحقيقية لنرفع عنكم غشاوة التصحر ونعلمكم الدين الصحيح رد دول انكم لفي ظللالكم القديم فلنكونن من المصلحين ونصلح ما افسدتموه في الربع سنين ولا نغيرن الامة التكفيريين والمسفرين ونجئ بالمعتدلين رد دول بقوة لنتم تتبعون سياسة تجفيف المنابع التي اتبعها الاولون فلنتصدين لكم صدودا ولا يعتلي منبرنا نحن نعم نحن الذين شقينا لنتحصل عليه ونطرد منه ابواق ومطبلي الهارب فرد دول لن تقدروا على ذالك فقانون اللعبة تغير ومنطق الاغلبية كذلك وبقي دول يلعب مع دول لعبة القط والفار الى ان يفرج عن هذه الامة التي ثارت على البؤس والفقر والبطالة واذ بها تتابع مسلسل دول في دول الذي طالتحلقاته وما من مغيث

Celtia  (France)  |Vendredi 18 Septembre 2015 à 20:23           
Ce n'est pas un inigme , c'est juste un simple ikhouaniste sans valeurs . Il fait du commerce de la religion .C'est un Daechidte , son discours extrémiste a encouragé beaucoup de jeunes à rejoindre la Syrie.
Pour moi , il doit prier et la fermer.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female