عربدة النقابات الامنية.. في الدولة الفاشلة

بقلم: شكري بن عيسى (*)

لم اشاهد سوى هذا الصباح تصريحات المدعو شكري حمادة ناطق باسم احد النقابات البوليسية المعربدة في هذا الوطن المستباح.. وفعلا لقد وصلت الامور حد الانهيار..

عندما تُصدر دستورا يتضمن فصلا كاملا يمنع التعذيب (الفصل 23: تحمي الدولة كرامة الذات البشرية وحرمة الجسد، وتمنع التعذيب المادي والمعنوي. ولا تسقط جريمة التعذيب بالتقادم) وتُصادق على اتفاقيات دولية ملزمة بمنع التعذيب ومعاقبة مرتكبيه.. وفي المقابل لا يقع الالتزام لا بهذا ولا بذاك.. والاخطر ان يقع دوس وتلطيخ الدستور على الملأ ومن كل السلط التنفيذية والتشريعية وايضا الاعلام وبعض النخب المتعفنة.. والاخرى المحنطة.. فاعلم انك في دولة فاشلة بامتياز.. ولا ينقصها على الافلاس سوى بضعة امتار..

وزير داخلية يبرر الاختطاف والتعذيب.. ووزير عدل (عميد كلية قانونية) يوارب الحقيقة والواقع ويتستر عن الخروقات الجلية ويطمس التجاوزات المفضوحة.. وبلاتوهات اعلامية واعمدة على الجرائد في عملية حذلقة سياسية ركيكة وممجوجة تبيض وتشرعن الممارسات الوحشية التعذيبية..

ثم تنضاف اليهم لجنة برلمانية لا تتكلم الا باطلا.. و تخرس على الحق.. وتطمس الجرائم.. والادهى ان تخرج رئيسة لجنة الحقوق والحريات (بشرى بلحاج حميدة) تتهم القضاء وتعتبر بعض القضاة خطرا على امن البلاد بعض القضاة يمثلون خطرا على القضاء وعلى امن البلاد لانه اطلق سراح الموقوفين (ليس قاض تحقيق واحد بل قاضيين).. ولانه فتح تحقيق في وجود شبهات تعذيب وبحث امنيين في الصدد.. والاتهام هنا والهجمة واضح مغزاها لارباك القضاء وثنيه على التحقيق في وجود تعذيب.. والفضيحة الاكبر هي في تدخل السلطة التشريعية في قضايا منشورة لدى التحقيق.. بما يحمله من ضرب مبادىء فصل السلط واستقلال السلطة القضائية..

وزيادة يخرج علينا عربيد نقابي امني في النهاية يتطاول على القانون وكل مؤسسات الدولة ويتهم المحامين بتشكيل خلية ارهابية .. ويجرّم الناس دون محاكمة ويتحوّز بدور النيابة العمومية والتحقيق والقضاء ويرمي التهم في كل الاتجاهات.. ذكّرنا باختصار في موسيليني في عنفوانه.. واستحضر لنا كل الادبيات الفاشية..

عندما يصبح التعذيب امرا دارجا.. واضافة لذلك يتم تبييضه بطرق مختلفة.. وفاعلين متعددين.. ويحصّن مرتكبيه.. وتبتذل الممارسة وتميّع القضايا المرتبطة به تحت مسميات وممارسات عدة.. فالامور تصبح مدعاة لاعلان الطوارىء.. بان الدولة دخلت في مدار الزوبعة المدمرة!!

(*) قانوني وناشط حقوقي

Comments

32 de 32 commentaires pour l'article 110465

Karimyousef (France) |Vendredi 21 Août 2015 à 10:50

Je ne dis pas du tout qu'il faut etre clement ou laxiste avec les terroristes, je dis simplement que la constitution interdit la torture car c'est une barbarie abolie dans tous les pays democratiques.
par ailleurs, l'état doit appliquer simplement la loi et ne doit pas se mettre au meme niveau que les terroristes.
si on se mettait a torturer a tout va, on fabriquerait des gens qui auront la rage et ne penseraient qu'à se venger.
Il faudrait de la fermeté et des peines lourdes mais aussi de la pedagogie .

Alerter

Karimyousef (France) |Jeudi 20 Août 2015 à 21:23 | Par

Cher ami je ne sous estime pas du tout les personnes formées à Genève . ce n'était pas du tout mon propos. ce qui m'a fait sourire c'etait le lien que avez établi entre le fait d'avoir vecu quelques années à Genève et le deni du non respect des droits de l'homme en Tunisie. Comme argument, j'ai trouvé cela très leger . Par ailleurs, votre réaction épidermique semble reveler chez vous une hypersensibilité voire une susceptibilité mal contrôlée. Enfin je vous plains , prend un s à la fin et non t. je vous taquine un peu.tout le monde peut se tromper. Je vous souhaite une excellente soirée.

Abdessatar Jedayed (Tunisia) |Jeudi 20 Août 2015 à 19:25

Mr:B.aissa Chokri,je vous signale que j'ai vécu à GENEVE depuis les années 1970,et j'ai habité dans le quartier du palais de O.N.U.et j 'ai pu assister à pas mal des conférences concernant le droit de l'homme,la démocratie,la torture etc .Une fois un diplomate Danois m'a fais cette remarque : ce ne sont que des bobards des pays occidentaux vers les pays soit disant en voie de développement ,alors SVP arrêter de nous faire des leçons de
morale ,alors que vous même vous ne croyez pas à ces valeurs.

Nouri (Switzerland) |Jeudi 20 Août 2015 à 13:56

الخطأ التي قامة به تونس بعد الثورة هو عدم تمشيط المؤسسة الامنية بما فيها وزارة الداخلية من فسّاد العهد الماضي الذين تربون على القمع والفساد عدم إحترام المواطن.

الآن عادوا بقوة كالجراثيم التي تقضي على البدن، كلمة الإحترام لم تدخل أذهانهم فكيف سيحترمون القانون ولهم نقابات خارج القانون ؟

Mandhouj (France) |Jeudi 20 Août 2015 à 12:37

@ Rathouane (Germany)

الجهد مطلوب لجميع أطياف الشعب :

الجميع يجب أن يراجعوا فهمهم للحرية ، للدولة المدنية .
تونس ليست دولة ملاكة و دولة كراية، لا أحد وصي على الديمقراطية ، على الحكم المدني ، على الوطنية ، على حقوق الانسان ، على الدين ،... الأمر يعني الكل ، الجميع . ثورتنا و قيمها و اهدافها يمكن أن تجمعنا . لابد من الإلتقاء على مشروع مجتمع ، و عقد إجتماعي ، ثم على إصلاحات حقيقية لكل نظمنا الاجتماعية ، الاقتصادية العمومية . أن نضع منظومة علاقات تعامل و تكامل بين القطاع العمومي و القطاع الحر .
تونس يجب أن تجلس و تتحاور ثم نتفق على أولويات كبرى ، ثم نترك التحالفات تتألف و تتشكل ، و لا خوف على الديمقراطية و على حقوق الانسان عامة .

تحياتي إليك .

Amor2 () |Jeudi 20 Août 2015 à 11:52

تحليل رائع و ممتاز يعري دولة البوليس الفاشية....
التساؤل الوحيد هو أين كانت شجاعة أمنيي الحجامة في السابق؟
آخر من يتكلم عن القانون و عن الإرهاب و عن الشرف و عن الأخلاق و عن التعذيب هم هؤلاء الشرذمة من الأمنيين عاشقي الذل والطحين و المهانة صانعي الديكتاتوريات وحامييهم!!!!

Rathouane (Germany) |Jeudi 20 Août 2015 à 11:00

المشكل الذي تعاني منه تونس اليوم اسمه
الارهاب ثم الارهاب
و ليس نقابات الامن
الامن اليوم هو الآخر ينزلق من جديد في خطر التعذيب
و أنا متأكد انهم أقلية الأمنييون الذين يمارسون التعذيب
و لكن مهمة رجل الأمن اليوم هي الوقوف أمام نوع من الكيان البشري الذي لا يؤمن سوي بالقبل و العدوان و التنكيل بهذا الوطن
الامني ليس سوى بشر و هو يخشي من هؤلاء الوحوش التي إن تركت سبيلها عادت لتقتلك
إن كان للإسلاميين مشكل من تطور الوضع على هاته الحال فما عليهم إلا أن يبدؤوا بإصلاح فهمهم للحرية
و ان يحمدوا الله ان تونس لم تتطور بعد لما صارت عليه مصر

Mandhouj (France) |Jeudi 20 Août 2015 à 10:49

من داس القيم يدوس الإنسان ، و من استباح الكرامة ، يستبيح القيم و كل المنظومات القانونية.
مشكل تونس اليوم أن الجميع يجبد إلى مصلحته .
الثورة قامت ضد منظومات الفساد ، و أردت أن يوحد المجتمع. منظومات الفساد ، و قوى الدكتاتورية اجتمعت مع بعضها لي استرجاع المجد الزائل ، الزائف .
منظمتنا الأمنية هي نفسها مقسمة و تدفع الثمن باهظا. هل بوعي أم بغير وعي ؟
نحن التوانسة أحزاب و مجتمع مدني بكل أطيافه يجب أن نجلس مع بعضنا و نتفق على أبجديات الدولة الوطنية المدنية الديمقراطية : تحديد بصفة جدية و صادقة:
- الاصلاحات الكبرى في ميادين التربية و التعليم ، الصحة ، الادارة العمومية ،
- قطاع الشركات الحكومية ، موقعها في الدورة الاقتصادية (إنتاج ، عمل ، أهداف )،
- المنظومة الأمنية ، كأمن جمهوري ، حتى لا يخضع إلى قوى مالية (رجال أعمال نافذين )، إلى أحزاب بعينها. و بذلك يمكن مقاومة الفساد و الرشوة ،
- إنهاء مسار العدالة الانتقالية بصفة توافقية ، و الذهاب في مصالحة وطنية ، تنهي تفرقة المجتمع ، و تضع حد لحالات الخوف بعضنا من بعض ، و تدفع بالبلاد في حياة ديمقراطية مستقرة و لا خوف على تونس من الرجوع إلى عهد الدكتاتورية.

بداية الحل:
- استقالة الحكومة ، و وضع حكومة دينامكية حقيقية .
- إنشاء لجنة حوار وطني جدية في العمل ، و في الارتقاء بالبلاد إلى مستوى تطلعات الشعب ، في الإصلاح .
- قانون اللامركزية، و الإعداد للانتخابات البلدية.
و هكذا تدخل تونس في دورة تنمية و إصلاح و ننهي حالة الاحتقان ، و التهديدات المتنوعة و المتبادلة.
كلنا تونس و تونس لنا كلنا.

Khalbaoui (United States) |Jeudi 20 Août 2015 à 10:41

يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي ، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد
منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه

KhNeji () |Jeudi 20 Août 2015 à 10:33

سي شكري يعطيه عزا للأعلام وصحافيين العاراللي ردوكم عباد ياسي شكري رانا نعرفوكم والعالم أجمع يعرف أنكم الابطال في نزع الإعترافات بواسطة التفشيخ ياسي شكري العالم يعرف النكت الشهيرة عليكم راه لم تكونوا يوما أمنا يحظى بالتقدير كنتم عبيدا أذلاء مع بنعلي ياسي شكري راه بعدالثورة خبيتوا وجوهكم خوفا من الشعب لم إقترفتموه في حقو و مع هذا سامحكم هذا الشعب الطيب واليوم تخرج تلبز
وتتهم في الناس ياشكري كان عندك دليل ضدهم قدمو للعدالة في الأخير نقولك بعبوص الكلب يقعد معوج إلى آخر الدنيا

Dorra (Italy) |Jeudi 20 Août 2015 à 09:49

يا سي شكري في هذا الظرف العصيب الذي نعيشه و نحن نواجه جحافل ارهاب المتطرفين الاسلاميين لا مناص من الوقوف وراء قواتنا الأمنية و مساندتها و الحيلولة دون المسّ بها ،
لان من يدفع ثمن الدفاع على تونس و على شعبها و الذي يروي بدماء الزكية ارض تونس الطاهرة المقدسة هو رجل الامن و العسكري و ليس عبو والطريقة و اولاد علي و كل من يدافع عليهم من جماعة حقوق الانسان ، وينهم ه الجماعة في التنديد بما يفعلهم الاسلاميون في ليبيا الشقيقة من إيقافات و اختطاف و حجز و تعذيب و قتل و عنصرية و ضرب و غيره من التجاوزات،
الشعب التونسي يغمّض عينيه على تجاوزات الامنيين في هذه الفترة من اجل ان نتخلّص من ظاهرة الاٍرهاب الاخواني الداعشي و على عين الزيت تتعدى الفاتورة

MOUSALIM (Tunisia) |Jeudi 20 Août 2015 à 05:57

مقال جميل يتحدث عن الفوضى في بلاد العجائب والغرائب بما أننا أمام حزب سياسي مسلح كحزب الله اللبناني وهو حزب النقابات الأمنية الذي يستعرض عضلاته بسلاح الشعب وعبر الإعلام المتعفن ..إنها دولة الفوضى ..بما أن الممسكين بالسلطة وصلوا عن طريق الفوضى إنطلاقا من النافورة الملعونة ومن قطع الطرقات وشن الإضرابات ومن تقسيم الشعب من ذوي الدم الأحمر أو الدم الأسود لا أصناف الدم المتعارف عليها عالميا واتهام النائبة للقضاء بأنه خطر على أمن البلاد هو صحيح فهذا
القضاء لم يفتح تحقيقا في وصول حزب ورئيس إلى السلطة عبر أصوات الموتى .إذا هذه الفوضى صنعتها وشاركت فيها كل الطبقة السياسية والاعلامية والمؤسسات المدنية وستجني ما زرعت إلا إذا حدثت معجزة لحظات قبل الكارثة .