الدولة الغائبة تحضر فجأة... تقتل القتيل ثم تتصور في جنازته

بقلم : مروان جدة
من السهل جدا أن نحمل سائق الشاحنة الثقيلة مسؤولية المأساة الثقيلة التي جددت ببوعرادة
من السهل جدا أن نحمل سائق الشاحنة الثقيلة مسؤولية المأساة الثقيلة التي جددت ببوعرادة
من السهل جدا أن نلعن تهوره صباحا مساءا و قبل الصباح و بعد المساء و يوم الأحد
من المفيد جدا للدولة أن تغطي عين الشمس بالغربال و أن تتنصل من مسؤولية غيابها و تقصيرها و لا مبالتها و تلقيها على عاتق سائق شاحنة ما كان سيتهور لو كانت موجودة .

ما كان السائق ليتهور لو وجد حاجزا يجعله يفكرقبل أن يسارع للمرور – إلى الكارثة –
ما كان غيره ليتهور و يسرع لو وجد حاجزا تكنوقراطا ثقة , يمكن تصديق إشاراته و صفاراته و الإمتثال لأوامره و تعليماته , عكس الحواجز المنفلتتة و الغير المنضبطة صعودا و نزولا و التي كثيرا ما عوضها مواطنون متطوعون تحولوا إلى شرطة مرور بعد أن تعطلت حواجز المرور .
حواجز مرورية مهترية قابلة للإنكسار و الإنفجار ,لا تغطي إلا نصف التقاطع أو ربعه في تشجيع واضح للمتهورين و المستعجلين , عكس الحواجز الحديدية في الدول الصديقة و الشقيقة و التي تغطي كامل التقاطع و تمنع كل الكائنات الحية من مجرد التفكير في المرور أو العبور .
غابت الدولة عن العباد .. و لم تحضر إلا للمآتم و الحداد
غابت الدولة عن بوعرادة .. فحضرت المأساة و غابت السعادة
غابت الدولة عن الحياة و البناء .. و حضرت فجأة لإحصاء القتلى و التصور مع الأشلاء
Comments
7 de 7 commentaires pour l'article 107184