حرب الفسفاط

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/phosphate-tunisie720.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مــــازن

توقف انتاج الفسفاط بعد تعدد الاحتجاجات و الاضطرابات في الحوض المنجمي فطالت المدن والقرى و أججت مشاعر الظلم والغبن على عهود مضت حين كانت تستخرج الخيرات لينالوا منها الفتات و تقتّر فيها الأقوات فلا طريق سيارة ولا مطارات و لا تنمية ولا ازدهار. هكذا يروّج العديد من المتكلمين في الموضوع فيحدثك عن سلب لثروة الجنوب الغربي ليستأثر بها الساحل والشمال. هكذا يحدثك ممثل النقابة والعمال فيطنب في تشويه الاطار الاداري و يقسم أن العامل يعاني التهميش و الفقر و ان تحركه اجتماعي بحت فلا سياسة ولا أجندا حزبية او فئوية تشوبه.

لعل تأجيج مشاعر الغضب والنقمة والغضب تكون آخر مطاف الارهاب الاعلامي الذي تعاني منه تونس منذ أشهر الثورة الأولى، فبعد فشل الانقلابات و الاستنزاف الايديولوجي وعديد القضايا الوهمية الدافعة لموجات الفتنة والاحتقان بقي الباب الاقتصادي المخرج الوحيد لطرد هذه الثورة اللعينة في نظر العديد من زعماء النخبة و المبتزين لمال الشعب. ماذا لو توقف انتاج الفسفاط المورد الرئيسي للعملة الصعبة و متصدر الصادرات التونسية؟ ذاك سؤال يخشاه التونسي بمختلف مشاربه الجهوية والفكرية والايديولوجية ويسعى في جميع الأحيان لتفادي الاجابة.



لقد جرّب المخلوع الانتقام من الجنوب الغربي في أحداث الحوض المنجمي لكن فعله الشنيع عجل بسقوط حكمه بعد بضع سنوات و لا يرى العاقل حاكما جديدا او قديما قادر على ان يعيد الكرّة و يدفع بالمنطقة والبلد بأسره لا قدّر الله الى فوضى تأكل الأخضر واليابس و تلحق البلد الناجي من الحروب والاقتتال الى قائمة الدول التي تعاني الصراعات. سلّم الله بلد حنبعل و عقبة و خير الدين من متاهات الفوضى و الاضطراب.

مالحلّ اذن؟
يعلم الجميع أن لتونس اقتصاد مبني على التنوع فلا يستأثر قطاع بعينه على انتاج الثروة و لا جهة بعينها بالتصدير أو الصناعة او الفلاحة، فقدر هذا البلد الصغير أن يحمل الجميع بتلابيب الاقتصاد من عديد جوانبه فلا يستفرد أحد بخيرات تونس ولا يفاخر أحد بمزايا منطقته و جهته. ويعلم الجميع أن جهات تونس ومدنها مكملة لبعضها البعض فمن تستخرج من عنده خيرات الأرض تنقل عبر طرق الى الموانئ و تشغّل أينما حلّت البضاعة أبناء تونس من كل الجهات. فسواء كان فسفاطا أو بترولا أو منتوجا فلاحيا او صناعيا فهو دافع لعجلة الاقتصاد و رابط قوي بين مختلف الجهات فتتكامل الأعمال و تنجو البلاد مما يكيد البعض اليها. ليعلم ساكن الحوض المنجمي أن فسفاطه المستخرج لا يفيده في شيء ان لم ينقل الى الموانئ و يصدّر وليعلم اهل الموانئ ان موانئهم لا تفيدهم في شيء ان لم يستقدموا البضاعة من الداخل و لم يسهروا على سير تصديرها. كذلك الحال للبترول الذي يعتبر رافدا هاما للثروة الوطنية و المنتوج الفلاحي المعد للتصدير كالزيت و التمر وغيرها من خيرات البلاد. هذه مدن تتكامل أشغالها منذ قديم الزمان فلا تخيير بينها وعلى الحكومة الحالية والحكومات القادمة أن تنجز ما وعدت في حملاتها الانتخابية وتنطلق في انجاز مشاريع البنية التحتية من طرق سيارة و مدارس عليا و مستشفيات في الداخل فذلك هو الحل الأنسب لحفظ وحدة الوطن و وأد صيحات التطرف الجهوي الداعي للاستئثار بخيرات الجهة.
ان جهات تونس بلا استثناء لا تتحدث، في لحظة غضب، عن الانشقاق الا اذا بلغ الألم العظم فيلوح أبناؤها بالجهويات الموءودة حين تحملهم أطراف مستفيدة الى ذلك فتذكّي النعرات و تأجج الفتن وتقسّم البلاد طولا أو عرضا و تبث الشائعات وتدعم الاعتصامات والاضطرابات فتتعطل آلة الانتاج. ان هذه الأطراف تتلون بكافة الألوان فتكون في بعض الأحيان رياضية و أحيانا حزبية و او نقابية و قد لا يسلم الدين أيضا من هذا الخطر فتتلون تلك الأطراف بلونه و تشعل فتنة طائفية او مذهبية. و يزيد الاعلام الرديء الطين بلّة لمّا حذق لعبة تأجيج المشاعر و مؤازرة الاحتقان طيلة حكم الترويكا فصار لهذه الأطراف باعا و يدا طويلة تعبث بأنّات الفقراء و المظلومين على الدوام. ستبقى تونس الدولة التي أطلقت صرخة التحرر و الانعتاق و ستنال لا محالة ثمار الازدهار والتقدم عن قريب ان شاء الله.





Comments


11 de 11 commentaires pour l'article 104765

Keyser3050  (France)  |Vendredi 8 Mai 2015 à 19:48           
Il ne s’agit ni d’une guère ni d’un acte de vandales qui veulent détériorer l’économie du pays. Il s’agit d’un appel de secours à une région qui souffre d’un immobilisme social et vital depuis l’époque coloniale. La stabilité de l’état dépend de la situation sociale, culturelle et de l’état de santé de l’individu et de son milieu de vie. L’être humain ne peut pas être productif tout en vivant dans des conditions exécrables. On doit travailler
ensemble pour réduire les écarts entre régions, tout en responsabilisant les locaux dans leurs actes pour bien cueillir les fruits de leurs efforts et du sacrifice qu’ils doivent fournir. Ils doivent sentir et vivre le développement pas à pas ce qui leurs donnera l’envie de progresser vers l’avant dans une harmonie de savoir de partage de confiance et de respects mutuels. On doit participer au changement de la mentalité du citoyen tunisien qui
devra apprendre à partager et à vivre en harmonie avec son écosystème. On doit apprendre à planter des arbres d’ombres et des plantes à fleurs dans toutes les rues au profit de la joie et du bonheur de toute la population. Le fait d’exposer la vie personnelle de l’individu devant les médias, de l’insulter, de l’enr pour ses erreurs commises ne peuvent qu’aggraver la situation et augmenter le nombre de têtus et d’oreilles sourdes. C’est avec
dignité et respect que l’individu accepte de nous joindre attentif sur la bonne voie de développement. IL participera par ses efforts aux progrès de sa situation dans son écosystème tout en apprenant les bonnes choses.
Certains de vous trouvent dans la situation actuelle une faiblesse de l’état face à des « voyous » et que tôt ou tard l’affrontement devient inévitable !!! Je dis que ZABA l’a déjà dit il les a frappés durement et tout le monde connait la suite. On ne doit pas penser à agir de loin et de tomber dans les mêmes pièges. On doit vivre avec eux leurs problèmes avant d’entreprendre des solutions adéquates.

Bokbok  (Tunisia)  |Vendredi 8 Mai 2015 à 14:41           
إني أستغرب من هذا التراخي وعدم الجدية من قبل الدولة التونسية ومن جميع مكوناتهافي التعامل بكل حزم وشدة للضرب على أيدي العابثين بأحد أبرز أركان أمننا الإقتصادي فالطلوب التصرف في أسرع وقت ممكن لإيقاف هذا النزيف حيث أننا مستهدفون من قبل العصابات الإرهابية ةهذا يعتبر أحسن إختبار لمعرفة مدى جاهزيتنا للتصدى لهذه الأخطار

Abouiyed  (Tunisia)  |Vendredi 8 Mai 2015 à 12:50           
منطقة عسكرية هو الحل

Essoltan  (France)  |Vendredi 8 Mai 2015 à 12:30           
حل مشكلة فسفاط قفصه بيد " المؤسسه العسكريه " . ليس إنتقام من أصحاب الجهة

Mais pour une DIRECTION MUSCLÉE ...

Njimabd  (Tunisia)  |Vendredi 8 Mai 2015 à 12:02           

الأمر كلّه يكمن في فئات ذات مصالح خاصّة تحرك الشعب المهمّش لمصالح خاصّة الّذي ينساق وراء الوعود الكاذبة
تونس بلد واحد و شعب واحد و مصير واحد و كلّ الجهات مرتبطة يبعضها و لا يمكن لجهة أن تكون مستقلة عن الأخرى

Oceanus  (France)  |Vendredi 8 Mai 2015 à 11:47           
Il faut simplement revenir au travail et apres un certain temps parler avec le gouvernement a propos de tout mais laisser tomber le travail et venir parler n est pas logique,car ce gouvernement n,est pas responsable de tout cela

MSHben1  (Tunisia)  |Vendredi 8 Mai 2015 à 11:43           

عقلية الانانية و الجهوية و العرقية و المذهبية حتى في خيرات الارض انما هي عقلية فاشلة و خاصة بعد الثورات العربية الفاشلة بأهلها الفاشلين و الذين هم بلا قيم و لا عقل و لا علم و هم لا يعملون . بل انهم على غيرهم و على الحاكم الفاشل وهو منهم هم يتوكلون . توكلوا على انفسكم و على الله يا ضائعين . ما همشتكم الا أنفسكم و لكن انتم لا تعقلون . هل يستوي الحاذق و الحرفي من أعد ادواته للعمل و تعلم و توكل على الله و على نفسه و كان من المتعلمين ؟ هل يستوي بمن هو
عاجز و معاق و لا يكاد يبين ؟ . فلا شيء في هذه الدنيا بلوشي و انما انتم تحصدون ما تزرعون . و ان ذلك من عزم الامور و سبحان ربك رب العزة انه يعدل الموازين .

انا mshben1.

Noureddine Karim  (Switzerland)  |Vendredi 8 Mai 2015 à 11:32           
Il faut déclarer les mines des zones militaires et les rails de cff aussi .

Fenac  (Tunisia)  |Vendredi 8 Mai 2015 à 11:20           
مقال قطع ريش

Bizertin  (France)  |Vendredi 8 Mai 2015 à 10:16           
Bein plus de Phosphate pas de probleme il reste les CAFES et les tunisiens aiment ca et puis certains preferent les trafiques de tout genre que travailer (surtout les villages frontaliers)

Dorra  (Italy)  |Vendredi 8 Mai 2015 à 10:04           
********


babnet
*.*.*
All Radio in One