في التعليم العالي: اضراب... عالفــــازه

أبو مــــازن
جامعي
جامعي
نقابة التعليم العالي تهيم في أروقة الاتحاد شاحبة الوجه منقبضة الصدر لا تغادرها تعاسة مزمنة يتساءلون متى يفرحون بالحكومة الجديدة و وزيرهم المختار فيدشنون فترة وزارته باضراب كما جرت العادة واقتضت الاحداث. هذا التعليم الثانوي قد قام بالواجب و أرّق وزارة التربية طوال مفاوضات عسيرة و ها هي نقابة التعليم الابتدائي تنذر بجولة مفاوضات ثانية مع وزارة التربية ولكن بوجرة لم يفلح الى حدّ بضعة أيام في لملمة مجلس قطاعي فيعلن المطالب و يصدر برقية الاضراب.

حسين بوجرة كاتب عام الجامعة العامة للتعليم العالي
لقد اكتفى الكاتب العام لنقابة التعليم العالي بدعوة الرفاق والخلان و غيّب عديد الهياكل النقابية بالجامعة التونسية فكان المجلس القطاعي منتدى لكليات العاصمة وبعض الشتات في الساحل والداخل بعد ان استثنيت أغلب النقابات الأساسية في المؤسسات الجامعية الداخلية. بحثوا عن صياغة لائحة تحفظ ماء الوجه فلم يجدوا فتاتا غير المطالبة بتسريع وتيرة اصلاح المنظومة الجامعية التي لا ترقى لإعلان الاضراب بل يفترض ان تنطلق بالتشمير على ساعد العمل. ثم كانت نقطة القوانين الأساسية التي تذكر على كل لسان و كأنها موضوع الساعة تليها الدعوة الى تفعيل الاتفاقيات الممضاة حفاظا على استمرارية الدولة وهنا تذكرت ايام السمن والعسل مع الوزير المتخلي كيف غابت هاتين النقطتين لشهور لتعاود الظهور كلما ارتأت نقابتنا العزيزة اظهارهما.
لقد ذكرت اللائحة المقدمة عديد النقاط الاخرى التي جمعت بين البايت الذي ينتظر التسخين و المفتعل الذي ينتظر التمكين و السيطرة على قرارات الوزارة. لقد نسيت لائحة الاضراب ما يعانيه الاساتذة من ظروف عمل لا تلبي الحد الادنى المطلوب كأن تسقط سبورة على الاستاذ فتهشم عظامه أو يعتدى عليه أثناء الدرس بالسب والشتم حتى يصل الامر الى الطرد و رفع شعار ديقاج . النقابة لا تحرك ساكنا لازدياد التوافد على التعليم العالي الخاص واستفحال ظاهرة الدروس الخصوصية في الجامعة التي تعبث بمجانية التعليم و تساوي الفرص أمام جميع طلبة هذا الوطن. ان اضراب نقابتنا يدفع اعلاميا من عديد الأطراف اليسارية التي ترغب في تأزيم الوضع رغم هشاشته لترفع أعلام الفشل كما فعل في السابق و تنطلق مرحلة استنزاف لطاقة هذا الشعب و اثقال كاهله أو تحقق جملة مطالبها فتنتصب من جديد لإدارة أخطر ملفات التربية والتعليم فتغيّر ما تشاء تغييره و تنصّب من شاءت تنصيبه ثم تصبح الآمر الناهي الحاكم بأمره في هذه القطاعات.
Comments
10 de 10 commentaires pour l'article 103280