اتهامات للأمن بارتكاب مجزرة ببنغازي وأنباء عن سقوط بنغازي بأيدي المتظاهرين

أشارت تقارير إعلامية، يوم السبت، إلى أن مدينة بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية، ومدنا عديدة بشرق البلاد، أصبحت خارج سلطة الحكومة الليبية، وذلك ضمن موجة الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها البلاد، للمطالبة بتنحي الرئيس الليبي معمر القذافي.
وذكرت الجزيرة نت، نقلا عن شهود عيان ومصادر متعددة، أنه تم إحراق جميع مراكز الشرطة في بنغازي، كما أحرقت مديرية الأمن في درنة.
ونقلت الجزيرة عن الناشط الحقوقي عمار السنوسي من بنغازي، قوله إن "السلطة الليبية ليس لها أي وجود في بنغازي، وأن 40 شخصا على الأقل قتلتهم أجهزة أمن وعناصر مرتزقة الليلة الماضية"، مضيفا أن "جميع السجون أضحت خاوية، وأن هناك إشاعات عن إطلاق سراح المساجين من قبل السلطات وإعطائهم أموالا مع وعود مغرية إن وقفوا ضد الثورة".
وكانت تقارير سابقة أشارت إلى أن المتظاهرين أحرقوا جميع المراكز الثورية ومقر إذاعة بنغازي وهدموا نصبا يمثل الكتاب الأخضر وسيطروا على دبابات للجيش، وذلك بعد اعتصام أمام محكمة شمال بنغازي شارك فيه أمس نحو مائة ألف مطالبين بإسقاط النظام.
كما أحرق أمس متظاهرون في مدينة المرج، 100 كلم شرق بنغازي، مقار أمنية ورفعوا علم البلاد قبل حكم القذافي مرددين هتافات ضد الزعيم الليبي.
في سياق متصل، قال شاهد عيان من مدينة أجدابيا بشرق البلاد إن "المدينة سقطت منذ أمس في أيدي المتظاهرين بعد احتجاجات ضخمة شارك فيها أكثر من 10 آلاف شخص"، مضيفا أن "شرطة المدينة بسياراتها وأسلحتها الخفيفة انضمت إلى الثورة".
كما أشارت مجموعتان ليبيتان معارضتان في المنفى إلى أن مدينة البيضاء "باتت في يد الشعب" بعد أن سيطر عليها المحتجون، وانضم إليهم بعض من الشرطة المحلية.
وكانت المظاهرات المطالبة بتنحي القذافي شملت مدن بنغازي ودرنة والبيضاء وأجدابيا والقبة وطبرق والزنتان وطرابلس وتاجورا وشحات وسدراتة والرجبان وإيفرن وجادو والقبة.
وشهدت العاصمة طرابلس أيضا مظاهرات واحتجاجات مناهضة للسلطة في مناطق فشلوم والهضبة وقرقارش وبوسليم، وسط تعزيزات أمنية مكثفة.
من جانب آخر، أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قلقه العميق من الأحداث الجارية في ليبيا، بينما طلبت فرنسا من رعاياها هناك توخي الحذر والابتعاد عن أماكن تلك المظاهرات حفاظا على سلامتهم.
وكانت منظمة لحقوق الانسان "هيومان رايتس ووتش" ققالت إن "حصيلة أعمال العنف في ليبيا ارتفعت بشكل تدريجي منذ يوم الثلاثاء الماضي إلى 84 قتيلا"، متهمة السلطات الليبية "بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين المسالمين، وبتوعدهم برد صاعق في حال استمرار الاحتجاجات"، فيما أعلنت منظمة العفو الدولية أن 46 شخصا قتلوا في حملة قمع من جانب الشرطة في ليبيا، بدأت قبل ثلاثة أيام.

وتشهد ليبيا احتجاجات حاشدة منذ يوم الثلاثاء الماضي، دعت إليها مجموعة من الفصائل والشخصيات والقوى السياسية والتنظيمات والهيئات الحقوقية الليبية، للمطالبة بإسقاط حكم الرئيس الليبي معمر القذافي بعد حكم دام لأكثر من 40 عام.
وكانت تقارير قالت إن عدد قتلى المواجهات بين متظاهرين ورجال أمن في مدينتي بنغازي والبيضاء ارتفع يوم الجمعة إلى 28 شخصا على الأقل.
وكانت السلطات الليبية قامت أمس بحجب موقع "الجزيرة نت" الالكتروني، بالإضافة إلى موقعي التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" و"تويتر" عن جميع مخدمات الشبكة الالكترونية في البلاد.
ويعود سبب الحجب لقيام تلك المواقع بنشر صور ومشاهد للمظاهرات الاحتجاجية المطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي في معظم أنحاء الجماهيرية الليبية فضلا عن تغيير النظام، حصلوا عليها عبر نشطاء الانترنت، وذلك إثر فرض السلطات الليبية تعتيما إعلاميا شديدا على المشهد السياسي في البلاد، والذي يحول دون نقل الإعلام الخارجي لتطورات الأحداث فيها.
وكان أنصار الحكومة الليبية نظموا يوم الجمعة تظاهرات مؤيدة للقذافي، حيث أحاطوا بسيارته التي كانت تتقدم ببطء في أحد شوارع العاصمة طرابلس، بينما أضاءت الألعاب النارية سماء المدينة.
وقتل 3 سجناء حاولوا الفرار من سجن الجديدة يوم الجمعة، وذلك تزامنا مع معلومات تفيد بفرار العديد من السجناء من سجن الكويفية في بنغازي إثر حركة تمرد حصلت في السجن.
وهددت اللجان الشعبية الثورية، يوم الجمعة برد "عنيف وصاعق على المتظاهرين المغامرين"، وقالت إن المساس بالخطوط الحمراء "انتحار ولعب بالنار".
وكالات
Comments
18 de 18 commentaires pour l'article 32921