أيام قرطاج المسرحية : لقاء المنظر الفرنسي مع باتريس بافيس

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/6910d49823a461.98416145_hnpjflkeqgimo.jpg width=100 align=left border=0>


قدم الكاتب والمسرحي الفرنسي باتريس بافيس ضيف أيام قرطاج المسرحية، لمحة عن مسيرته وعن مقارباته حول الاقتباس المسرحي والدراماتورجيا والإبداع المعاصر وتأثير التكنولوجيات الجديدة على المسرح.
وفي لقاء أقيم أمس الخميس في قاعة "سينما أفريكا" وأداره الباحث المغربي سعيد كريمي، بحضور عدد كبير من الفنانين والمثقفين والصحفيين وطلبة معاهد المسرح، تحدث بافيس صاحب الكتاب المرجع "قاموس المسرح" الذي ترجم إلى عدة لغات، عن "الاقتباس المسرحي"، واعتبره عملية أكثر تعقيدا من مجرد نقل النص.


وبين أن الاقتباس المسرحي يستند إلى ثلاثة أبعاد أساسية هي الترجمة، والاقتباس بحد ذاته، وإعادة التقديم. وأوضح أن هذه العملية لا تعني مجرد الالتزام بالنص الأصلي، بل التفكير النقدي في وجهته الجديدة. وأضاف أن "الدراماتورجيا" تتجاوز الاقتباس فهي خلق إيقاع وعلامات بصرية وصوتية وجسدية على المسرح قادرة على نقل المعنى. وبالتالي، فإن النص ليس هو الأولوية، ولكنه في صميم مسار يلعب فيها كل ممثل وكل إيماءة دورا حاسما.




ومن أهم ما تناوله باتريس بافيس في مسيرته نظريته حول "اللفظ والجسد" أو "اللغة والجسد"، التي تستكشف الترابط بين الكلام (اللفظ) وحركة الجسد. فحسب هذا المنظر لا وجود لأحدهما دون الآخر: الكلام يتجسد في الجسد، والجسد يصبح وسيلة للتعبير عن الحوار. ويساعد هذا المفهوم الأساسي على فهم كيفية تداخل النص والأداء البدني للممثلين في المسرح المعاصر لخلق معنى كامل، يمكن فهمه عقليا وعاطفيا.

وقد أشاد بافيس بمسرحية "الهاربات" للمخرجة التونسية وفاء الطبوبي، المشاركة في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية . ونوّه بتطور الشخصيات والحضور المتميز للممثلات، اللواتي تمكنّ من تجسيد رسائل المسرحية بشكل مقنع.

وتطرق بافيس في مداخلته إلى تأثير التكنولوجيات الجديدة على الممارسة المسرحية. وبعيدا عن اعتبار التكنولوجيا الرقمية أو الذكاء الاصطناعي تهديدا للفنون الحية، أوضح أن هذه الأدوات يمكن أن تثري الإبداع أو توفر إمكانيات بصرية وتفاعلية جديدة. وشدّد في المقابل على أن الفنان لا يمكن استبداله، فإبداعه وقدرته على نقل المعنى وإحياء النص على المسرح تظل أمورا أساسية لا غنى عنها. ووفقا لبافيس، يجب أن تستخدم التكنولوجيات لتحسين ظروف عرض المسرحية مع احترام الطبيعة الحية للفن الرابع.

ومثل اللقاء فرصة لتقديم الكتابين المرجعيين للضيف وهما "قاموس المسرح" و"قاموس الأداء والمسرح المعاصر"، اللذين ترجما إلى عدة لغات وأصبحا أدوات مرجعية للطلاب والباحثين والفنانين. وهي تجمع بين المفاهيم الأساسية في الدراما والجماليات والسيميائية والأنثروبولوجيا المسرحية، مع تقديم نهج مقارن يعكس تطورات المسرح الحديث.
تونس 28 نوفمبر 2025 /وات/ - قدم الكاتب والمسرحي الفرنسي باتريس بافيس ضيف أيام قرطاج المسرحية، لمحة عن مسيرته وعن مقارباته حول الاقتباس المسرحي والدراماتورجيا والإبداع المعاصر وتأثير التكنولوجيات الجديدة على المسرح.
وفي لقاء أقيم أمس الخميس في قاعة "سينما أفريكا" وأداره الباحث المغربي سعيد كريمي، بحضور عدد كبير من الفنانين والمثقفين والصحفيين وطلبة معاهد المسرح، تحدث بافيس صاحب الكتاب المرجع "قاموس المسرح" الذي ترجم إلى عدة لغات، عن "الاقتباس المسرحي"، واعتبره عملية أكثر تعقيدا من مجرد نقل النص.

وبين أن الاقتباس المسرحي يستند إلى ثلاثة أبعاد أساسية هي الترجمة، والاقتباس بحد ذاته، وإعادة التقديم. وأوضح أن هذه العملية لا تعني مجرد الالتزام بالنص الأصلي، بل التفكير النقدي في وجهته الجديدة. وأضاف أن "الدراماتورجيا" تتجاوز الاقتباس فهي خلق إيقاع وعلامات بصرية وصوتية وجسدية على المسرح قادرة على نقل المعنى. وبالتالي، فإن النص ليس هو الأولوية، ولكنه في صميم مسار يلعب فيها كل ممثل وكل إيماءة دورا حاسما.

ومن أهم ما تناوله باتريس بافيس في مسيرته نظريته حول "اللفظ والجسد" أو "اللغة والجسد"، التي تستكشف الترابط بين الكلام (اللفظ) وحركة الجسد. فحسب هذا المنظر لا وجود لأحدهما دون الآخر: الكلام يتجسد في الجسد، والجسد يصبح وسيلة للتعبير عن الحوار. ويساعد هذا المفهوم الأساسي على فهم كيفية تداخل النص والأداء البدني للممثلين في المسرح المعاصر لخلق معنى كامل، يمكن فهمه عقليا وعاطفيا.

وقد أشاد بافيس بمسرحية "الهاربات" للمخرجة التونسية وفاء الطبوبي، المشاركة في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية . ونوّه بتطور الشخصيات والحضور المتميز للممثلات، اللواتي تمكنّ من تجسيد رسائل المسرحية بشكل مقنع.

وتطرق بافيس في مداخلته إلى تأثير التكنولوجيات الجديدة على الممارسة المسرحية. وبعيدا عن اعتبار التكنولوجيا الرقمية أو الذكاء الاصطناعي تهديدا للفنون الحية، أوضح أن هذه الأدوات يمكن أن تثري الإبداع أو توفر إمكانيات بصرية وتفاعلية جديدة. وشدّد في المقابل على أن الفنان لا يمكن استبداله، فإبداعه وقدرته على نقل المعنى وإحياء النص على المسرح تظل أمورا أساسية لا غنى عنها. ووفقا لبافيس، يجب أن تستخدم التكنولوجيات لتحسين ظروف عرض المسرحية مع احترام الطبيعة الحية للفن الرابع.

ومثل اللقاء فرصة لتقديم الكتابين المرجعيين للضيف وهما "قاموس المسرح" و"قاموس الأداء والمسرح المعاصر"، اللذين ترجما إلى عدة لغات وأصبحا أدوات مرجعية للطلاب والباحثين والفنانين. وهي تجمع بين المفاهيم الأساسية في الدراما والجماليات والسيميائية والأنثروبولوجيا المسرحية، مع تقديم نهج مقارن يعكس تطورات المسرح الحديث.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 319389


babnet
*.*.*