مدنين: تظاهرة "نسانا على الركح" تحتفي بالمراة الحرفية في دورة عنوانها "حين تروى الحرف"
انطلقت تظاهرة "نسانا على الركح" بمدينة مدنين التي تنظمها الجمعية الثقافية "ميزاييك" في دورة سابعة جديدة اختارت عناونا لها "حين تروى الحرف" في احتفاء واعتراف بالمراة الحرفية فنانة ومبدعة ليس فقط في مجال حرفة اتقنتها واحسنت اخراجها بل ايضا امراة تجاوزت هذه الصنعة بطاقات اخرى مخفية.
وقد نجحت هذه الدورة في ان تخرج وتفجر هذه الطاقات الكامنة وتكشف عدة جوانب فنية اخرى في هذه المراة الحرفية، فهي مغنية وكاتبة وممثلة تحركت على الركح بكل تلقائية وجدارة فروت بالمسرح فنونا عدة تكاملت بكل الاشكال الفنية فاقنعت واعجبت وشدت الجمهور بانتباه، وفق حفيظة لمين رئيسة جمعية، "ميزاييك".
وقد نجحت هذه الدورة في ان تخرج وتفجر هذه الطاقات الكامنة وتكشف عدة جوانب فنية اخرى في هذه المراة الحرفية، فهي مغنية وكاتبة وممثلة تحركت على الركح بكل تلقائية وجدارة فروت بالمسرح فنونا عدة تكاملت بكل الاشكال الفنية فاقنعت واعجبت وشدت الجمهور بانتباه، وفق حفيظة لمين رئيسة جمعية، "ميزاييك".

روت هذه الدورة الجديدة "لنسانا على الركح" قصة عنوانها "خيط من صبر" نصها صاغته الحرفية في منتوجات السمار سعاد التايب، من واقعها، فجاء صادقا حيا مليئا بالاحاسيس الممتزجة بين الالم والامل وبين الحزن والفرح وبين المعاناة والانفراج. وقدمنت من خلاله صورة لا تزييف فيها عن حياة حرفية نسجت بالخيط قصة صبر حكاية امراة مثلما تقول "انا مرا من وسط الغبرة والحلفاء، الفم ساكت يبلع ويغص واليد المجرحة تصنع فن " فصنعت فنا ليس يدويا فقط بل على هذا الركح فرجويا ممتعا.
حوّلت سعاد الركح الى ورشة فيها منسجها وخيوط ودف وزيّنته بنماذج من منتوجاتها فتحرّكت بين كل هذه العناصر، مرّة جالسة امام المنسج تعدّل خيوطه مثلما يعدّل العازف أوتار العود، ومرة تحاكي إحدى لوحاتها، وبين هذا وذاك، تدندن، احيانا، بصوت جريح يكشف بداخلها معاناة وصراعا داخليا، إمّا من خلال الالحان او عبر الاغاني المنتقاة قائلة: "ما قلت أحّيت كيف الجمل حملي وما قلت أحّيت سامعة الكلام فمّي وبقلبي غنّيت" .
نقلت سعاد معاناة حرفية، بين ان تواصل في الحرفة وتحافظ عليها وبين ان تتركها وتمضي للبحث عن بديل، فتتخذ قرارها بصوت فيه الكثير من الثقة والاصرار الاكثر "انا قلت لا وحدي قلت لا نحل الغرزة ونعاود ونبدا سمار وحلفاء عرايس مخضبة بالحناء نتغزل بيها تتجلى بين يديا زين وعين عشقة قديمة علمتني نتحدى ونصبر على الضيم خلت قلبي كيف الحلفاء صابر على ضرب الرزام ومر الايام" فبرزت سعاد حرفية اخذت قرارها عن قناعة بان تتمسك بحرفتها فنا وابداعا وإرثا لن ينضب.
استطاعت سعاد، وهي التي تقف لاول مرة على الركح امام جمهور، ان تشده بانتباه وان تحكي قصة نابعة من الواقع ومن قلبها غذّتها مشاعر واحاسيس فنطقت حقيقة وصدقا قصة حرفية تنسج بخيوط الصبر حكايات وجع بصمت "وصوت الدف عالي ومع كل ضربة اه تنفس على القلب كربه" تقول سعاد في احدى المشاهد.
وتعود البطلة الى المنسج او النول كما تسميه قائلة "انا قاعدة على النول نخدم وننسج بخيوط الصبر حكاياتي للكون خلي يسمع " وتضيف "انا حكاية من وجيعة خرجت غناية يا وريدة وسط الجنينة صبرت على الجفاء وطلعت زاهية بالدمعة حييت وغنيت للحياة حكاية ومن وجيعة خرجت غناية تفرح كبير وصغير".
وسعاد التايب هي حرفية بالقرية الحرفية بمدنين في اختصاص نسيج الالياف الطبيعية من سمار وقديم وعرجون تصنع منها منتجات متميزة من تحف وستائر وحقائب واكسسوارات وغيرها من الابتكارات التي استطاعت ان تلقى رواجا واقبالا.
واحتفت هذه الدورة السابعة التي سيسدل ستارها، اليوم الاحد، بالحرفيات، ايضا، عبر معرض ضم منتوجات حرفية متنوعة اثث وزينت قاعة العرض.







Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 319005