وزيرة الشؤون الثقافية تكشف ملامح الإصلاح الشامل للقطاع: مشاريع كبرى وهيكلة جديدة للتراث وخارطة وطنية للمهرجانات ضمن رؤية تنموية 2026–2030

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/691ffd19d2b221.24766778_ngmkjqefhlpio.jpg width=100 align=left border=0>


قدّمت وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي، خلال الجلسة العامة المشتركة المخصّصة لمناقشة ميزانية الوزارة في إطار مشروع ميزانية الدولة لسنة 2026، عرضًا شاملًا حول برنامج الإصلاح الثقافي المرتقب، مؤكدة التزام الوزارة بتحويل الثقافة إلى رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

رؤية جديدة لقطاع الثقافة ضمن مخطط التنمية 2026–2030


أوضحت الوزيرة أن الوزارة شرعت، بالتوازي مع إعداد مخطط التنمية 2026–2030، في صياغة مدخل ثقافي جديد يقوم على جعل الثقافة عنصرًا محفزًا للاقتصاد وداعمًا للتماسك الاجتماعي، مع تكريس العدالة الثقافية بين الجهات.



وأكدت أن الرؤية الجديدة ترتكز على توظيف الإبداع والتراث لتعزيز الانتماء الوطني والإشعاع الثقافي لتونس، إلى جانب تثمين البعد الاقتصادي للقطاع وتشجيع الاستثمار الخاص وتسهيل النفاذ إلى التمويل.

وأفادت بأن مراجعة مجلة حماية التراث لسنة 1994 بلغت نسبة تقدم بـ 80 بالمائة، على أن يُستكمل النص النهائي بداية سنة 2026.

هيكلة جديدة للتراث واسترجاع نسق الترميم

أعلنت الصرارفي عن إحداث منشأة عمومية جديدة تحت اسم الديوان الوطني للتراث عبر دمج مؤسسات قائمة ضمن هيكل واحد بهدف تقليص تداخل الصلاحيات وتحسين النجاعة.

وقدمت الوزيرة عرضًا تفصيليًا لتقدم مشاريع الترميم بعدد من الولايات، من بينها:
– تأهيل هضبة بيرصة ومتحف قرطاج عبر هبة أوروبية.
– ترميم جامع الزيتونة المعمور بدعم من الصندوق السعودي للتنمية.
– تثمين جامع القيروان وقصر الأغالبة.
– ترميم دار ابن خلدون بدعم من مركز الشيخ زايد الكبير.

وبلغ عدد زائري المواقع والمتاحف سنة 2024 نحو مليون زائر، مع توقع بلوغ 1.5 مليون زائر خلال 2025، فيما سجلت وكالة إحياء التراث موارد ذاتية قاربت 16 مليون دينار.

وتطرقت الوزيرة إلى مشاريع جارية أو في طور الدراسة بعدة مناطق على غرار شمتو، قرطاج، قليبية، بلاريجيا، جكتيس، سبيطلة، القصرين والجم، إلى جانب أشغال الرباط بالمنستير وتجديد الإضاءة الفنية به.

أما بخصوص جزيرة جربة، فأكدت أن إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي للمنظمة الأممية أسهم في دعم عدة تدخّلات تشمل ترميم الجوامع وإطلاق دراسات فنية وتنظيم أنشطة توعوية لفائدة الشباب، إضافة إلى إحداث مركز تقديمي للموقع مطلع سنة 2026.

مشاريع البنية التحتية الثقافية

عرضت الصرارفي تقدم عدد من المشاريع الخاصة بمؤسسات التنشيط الثقافي، من بينها:
– دار الثقافة سوق الأحد (استكمال الدراسات التمهيدية).
– المكتبة العمومية بدوز (إعداد الدراسات بكلفة 750 ألف دينار).
– دار الثقافة بمنزل عبد الرحمان (تعيين المقاول وانطلاق الأشغال قريبًا).
– دار الثقافة بحومة السوق جربة (مشروع متعطل بسبب إشكال عقاري).

وأكدت أن إنشاء مسارح الهواء الطلق يظل من صلاحيات الجهات نظرًا لكلفته المرتفعة، مع استعداد الوزارة لتوفير الإحاطة الفنية وتمويل جزء من الدراسات.

خارطة وطنية للمهرجانات و40 ألف نشاط سنوي

بيّنت الوزيرة أن الوزارة تدعم 6 مهرجانات وطنية كبرى وأكثر من 1200 مهرجان جهوي ومحلي، منها 298 مهرجانًا صيفيًا سنة 2025 بكلفة تناهز 20 مليون دينار.
وسجلت المؤسسات الثقافية حوالي 40 ألف نشاط خلال 2024، من بينها 1600 نشاط في شهر التراث و1300 خلال ليالي رمضان.

وأوردت تفاصيل خاصة بدعم المهرجانات الجهوية في مدنين والقصرين والحوض المنجمي وسيدي بوزيد وغيرها، إضافة إلى مهرجان سوسة لسينما الطفولة والشباب.

إصلاح إداري ورقمي وتسوية وضعيات المتعاقدين

أكدت الصرارفي أن الوزارة تعمل على إصلاح إداري ورقمي شامل يقوم على الشفافية واللامركزية والحوكمة الحديثة، إلى جانب تطوير استراتيجيات الاتصال الثقافي.

وشدّدت على أن تسوية وضعيات المتعاقدين تعتبر أولوية بعد صدور القانون عدد 9 لسنة 2025، مع التأكيد على ضرورة إصدار نصوص قانونية جديدة تخص أساتذة الموسيقى والمنشطين بنظام الحصة.

ميزانية 2026

تم ضبط ميزانية وزارة الشؤون الثقافية لسنة 2026 في حدود 460.969 مليون دينار مقابل 425.490 مليون دينار سنة 2025، أي بزيادة قدرها 8 بالمائة، وتمثل 0.73 بالمائة من الميزانية العامة للدولة.

وتقوم الاستراتيجية العامة للوزارة على خمسة محاور رئيسية تشمل:
– التثمين الاقتصادي للثقافة.
– حماية التراث والمحافظة عليه.
– دعم الإبداع والمشاركة المجتمعية.
– الإشعاع الثقافي والفني.
– الحوكمة والتحديث الإداري.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 318881


babnet
*.*.*