مدنين: ملتقى دولي حول تربية الماشية والحياة البرية في المناطق الجافة والصحراوية

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/mednine.jpg width=100 align=left border=0>


مثلت "تربية الماشية والحياة البرية في المناطق الجافة والصحراوية: الثروة الحيوانية والتنوع البيولوجي والتقنيات الحديثة نحو مستقبل مستدام للبيئات الجافة والصحراوية"، موضوع ملتقى دولي يتواصل بجزيرة جربة بتنظيم من معهد المناطق القاحلة بمدنين، بالتعاون مع ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى والادارة العامة للغابات وبمشاركة اكثر من 250 باحثا وخبيرا من تونس وليبيا والجزائر والمغرب ومالي واسبانيا وفرنسا، من المهتمين بالثروة الحيوانية بالمناطق الجافة، وذلك من خلال تقديم اكثر من 80 مداخلة شفوية و50 معلقة علمية حول 6 محاور بحثية في المجال.
وفرض هذا الموضوع اهتمامه في ظل التغيرات المناخية المتسارعة وغير المسبوقة ووقعها الاهم في المناطق القاحلة والجافة وخاصة في ما يرتبط بتدهور الموارد الطبيعية وتجفيف المنابع وغير قدرة الحيوانات البرية على التاقلم، والعجز عن مواكبة هذه التغيرات، ومن هنا جاءت اهمية الملتقى في توفير فضاء للتفكير في ايجاد حلول جذرية ومقاربات جماعية مجددة للتعامل من اجل المحافظة على الموارد الطبيعية والبحث عن نظم مستدامة، الى جانب ما يوفره من فرصة لتبادل الافكار والخبرات ومناقشة التحديات المطروحة من اجل تفكير جماعي لحلول مبتكرة تضمن استدامة نظم الانتاج، وفق منسق الملتقى ورئيس مخبر تربية الماشية والحياة البرية بمعهد المناطق القاحلة محمد حمادي.
وابرزت الكاتبة العامة بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري سهام الوسلاتي لدى افتتاحها اشغال الملتقى، يوم امس الثلاثاء، اهمية هذه التظاهرة العلمية، التى جمعت باحثين وخبراء ومربين ومستثمرين، في مزيد التعريف باهمية تربية الماشية وخصوصيتها ومدى حساسية الحياة البرية، وفي الدعوة المباشرة للانخراط في ما يتيحه الذكاء الاصطناعي وانترنات الاشياء من فرص للنهوض بهذا القطاع الحيوي، مؤكدة انها مناسبة قيمة لتدارس الاشكاليات والتحديات المستقبلية في مواجهة التغيرات المناخية والاقتصادية والاجتماعية وخاصة في مجال الاستثمار في المنتجات الاساسية والثانوية، بما يساهم في ضبط السياسات التنموية والنهوض بالاقتصاد الوطني.

وذكّرت بحجم التحديات المستجدة التي يواجهها القطاع الفلاحي، الناتجة اساسا على التغيرات المناخية واثرها على جودة وكميات الاعلاف بسبب الجفاف وتغير انماط التساقطات المطرية، ما قلل الانتاج اليواني وسبب الاجهاد الحراري للحيوانات وقلص انتاجيتها مع تزايد احتمالية انتشار الامراض والطفيليات، وبينت تاثير هذه العوامل على قدرة مربي الماشية في العناية البيطرية بالمواشي، وتوفير الحاجيات الغذائية اللازمة، ما ادى الى ارتفاع كلفة الانتاج رغم دعم الدولة واضطرار بعض المربين الى التخلص من قطيعهم او التقليص من العدد مع تاثير الحياة البرية بهذه المستجدات.



واكدت ان كل هذه العوامل اصبحت تشكل تحديا جديا من شانه تهديد الحياة البرية، ما اصبح يفرض على الاطراف المتداخلة مواجهتها وحسن الاستعداد للتاقلم معها وذلك بتجاوز الاليات الكلاسيكية واعتماد اخرى حديثة مواكبة للتحول التكنولوجي بالانخراط في استعمالات تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
من جهته، بيّن والي مدنين وليد الطبوبي، ضرورة تثمين نتائج البحث العلمي المتاتية من المخابر وان تتحول الى مشاريع علمية عملية تخلق الثروة وتحافظ على البيئة وتوظف في سياسات جهوية ذكية تدمج بين الفلاحة والبيئة والاقتصاد الرقمي بين العلم الحديث والخبرة المحلية، معتبرا ان العمل على حماية الحياة البرية والمحافظة على التنوع البيولوجي، هو ضرورة وجودية وهو ما يبرز اهمية الملتقى في بحث افاق جديدة للبحث العلمي والخروج بتوصيات علمية عملية تساهم في دعم مكانة بلادنا كقطب علمي متميز وان تدفع نحو مزيد من التكامل بين العلم والقرار والتنمية المستدامة.
وحدّد الملتقى عدة محاور للبحث والنقاش تشمل الخصائص البيولوجية وسلوك الحيوانات والصحة الحيوانية بالمناطق الهشة، والخصائص الوراثية والتكاثر للابل والمجترات الصغرى وايضا المنتوجات الاساسية والثانوية للابل والمجترات الصغرى، منا تطرق الملتقى الى اهمية المحافظة والتصرف في الحيوانات البرية في علاقة بالظروف الراهنة لاسيما الانشطة البشرية، والتغذية الحيوانية والموارد العلفية التقليدية والبديلة وايضا دور الاقتصاد الاجتماعي وتوظيف التقنيات الحديثة في تربية الحيوانات والمحافظة عليها.
ويسهم باحثو معهد المناطق القاحلة بعدة تدخلات في مختلف هذه المحاور بالتعريف بتجاربه وبما توصل اليه من نتائج علمية، اثثت الحقل المعرفي والعلمي واعطت اثرها الايجابي ميدانيا، وفي هذا الاطار تحدثت الباحثة حذامي حاجي بمخبر تربية الماشية والحياة البرية (اختصاص تغذية حيوانية وخاصة تثمين الموارد البديلة ودراسة جودة المنتجات من حليب ولحم للمجترات الصغرى) عن تجربة المخبر في البحث عن موارد بديلة من مخلفات النخيل (من جريد وعرجون وتمور) ومخلفات اخرى لم تستعمل قديما ولم تثمن ومنها مخلفات الباكورات (مثل الطماطم والخضروات( وكل ما ينتج بالبيوت المكيفة كمخلفات ذات قيمة غذائية عالية يستوجب استعمالها ان تكون نقية من المبيدات الحشرية التي تؤثر على صحة الحيوان والانسان.
واشارت الى وجود مخلفات اخرى صناعية ستكون في المستقبل متواجدة على غرار انتاج الرمان بقابس حيث سيطرح فتح المجال لاقامة وحدات صناعية لصناعة عصير الرمان مشكلا بيئيا يتمثل في مخلفات الرمان والتى هي في الواقع ثمرة مفيدة جدا وتحتوى دواء من القشور الى القلوب، وهو ما قام المعهد بدراسته وسيقدم في الملتقى نتائج بحثه حول تاثير مخلفات الرمان على انتاجية الحيوانات الصغرى، الى جانب نتائجه البحثية في تاثير مخلفات الطماطم الناتجة عن تقليم شجيرات الطماطم وتثمينها واستعمالها كبديل للفصة .
واكدت الباحثة ان استغلال المخلفات الزراعية عالم ثري علميا واقتصاديا يحقق ارباحا هامة ويشجع على الاقتصاد الاخضر والدائري ويمكّن من حماية المحيط والانتاج على عين المكان والتخفيف من انتشار الامراض النباتية.
وساهمت الباحثة مفيدة عتيقي بمخبر الحياة البرية والحياة البرية بمعهد المناطق القاحلة في الملتقى، بالتعريف بتجربة المعهد في استعمال الذكاء الاصطناعي في الانتاج الحيواني والحياة البرية لتحسين التصرف في الثروة البرية وخاصة منها تجربة استعمال التطبيقات الذكية والمجسات الذكية في متابعة سلوك النوق الحلوب ومحاولة فهم سلوكها لتحسين رفاهها وانتاجيتها، معتبرة اهمية الحلول الذكية في تحسين حياة الفلاح وتقديم حلول ذكية واقتصاديا اقل كلفة لمشاكل عويصة للفلاح وخاصة في ظروف صحراوية وظروف التغيرات المناخية.
وقدّمت امال السبوعي باحثة بمخبر تربية الماشية والحياة البرية بالمعهد، في هذا الملتقى مداخلة حول حليب الابل والمجترات الصغرى واللحم وخاصة حليب الابل، الذي وصل المخبر الى تحقيق عدة نتائج في المجال تم تثمينها لترتقي بالحليب كمنتوج مهمش الى منتوج معلب ومبستر يباع في الاسواق بعد تركيز وحدة البسترة وتحويل حليب النوق ووضعها على ذمة الباعثين الى جانب مواصلة تركيز وحدة للتذوق او وحدة الاساليب الحسية هي الاولى من نوعها في الجنوب وستكون بمثابة تكملة لوحدة البسترة وستكون جاهزة قريبا.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 317933


babnet
*.*.*
All Radio in One