في ملتقى العفيف الأخضر للفكر الحر : شهادات وذكريات تكريما للراحل حسونة المصباحي

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/68e02e06704996.02837500_nmoikhefjpqlg.jpg width=100 align=left border=0>


بعد الاحتفاء بالمفكر العفيف الأخضر والإعلان عن تأسيس ملتقى يحمل اسمه في سبتمبر من العام الماضي في فضاء الريو بالعاصمة، يعود الملتقى ليحتفي في الفضاء ذاته بالكاتب حسونة المصباحي الذي فقدته الساحة الثقافية التونسية والعربية في 4 جوان 2025.
الاحتفاء بهذا الكاتب وإحياء ذكراه بمناسبة ذكرى ميلاده (2 أكتوبر 1950) جاء ببادرة من أصدقائه وفي مقدمتهم الكاتب والشاعر والصحفي نورالدين بالطيب والكاتب والباحث الجامعي عبد الجليل بوقرة.
اللقاء الذي التأم مساء الجمعة كان مناسبة قدم خلالها عدد من أصدقاء الفقيد شهادات عن الراحل حسونة المصباحي الكاتب والإنسان والصديق والمثقف الموسوعي. وشارك في تقديم الشهادات كل من الكاتبة نجوى عمامي والكاتب والصحفي كمال الهلالي والكاتب المنصف ڤوجة والصحفية حنان زبيس إلى جانب محمد نبيه المصباحي (ابن أخيه) وسمير السبوعي (صديق الراحل وابن قريته).

وفي تقديم اللقاء تحدث نورالدين بالطيب عن علاقة الصداقة الوطيدة التي جمعته لسنوات بحسونة المصباحي، وبين أن حسونة غاب جسدا لكن أعماله وترجماته وإنتاجاته الفكرية الغزيرة ستظل خالدة.



وأجمع المتدخلون على القيمة الفكرية والأدبية للكاتب حسونة المصباحي، مشيرين إلى أنه يحرص في جل إصداراته على ترسيخ جملة من الأفكار والقيم منها التأكيد على انتمائه للريف التونسي وإعلائه من شأن الدولة الوطنية التي وفرت له فرصة التعليم، كما كان دائما مدافعا عن الهوية التونسية، و"وطنيا حد النخاع، محبا لتونس".
وأكد المشاركون في اللقاء على الثقافة الواسعة لحسونة المصباحي، ومشروعه الفكري، وعلى متانة لغته فضلا عن كونها "سهلة ومستساغة". كما تناولوا عديد المحطات في حياته سواء في تونس حينما كان يدرس في قفصة سنة 1977 أو حين سافر لاحقا إلى باريس ثم إلى ألمانيا حيث قضى معظم سنوات حياته في مونيخ.
ولم يغفل الحاضرون عن تناول طباع حسونة المصباحي، المحب للطبيعة وللحياة، ولكن أيضا صاحب "الشخصية المزاجية"، الذي لطالما كان صريحا في التعبير عن آرائه، ثائرا على المجتمع، ومشاكسا حينا ثم ناقدا لاذعا حينا آخر، بل معظم الأحيان، خاصة وقد كان دائم الشعور بالحيف وهو الذي كرس حياته للكتابة. كما استحضروا طرائف جمعته برفاقه وأصدقائه منذ الصبا وإلى ذياع صيته في العالم العربي، لا فقط ككاتب متمرس يبدع في تحويل شخصيات وأحداث عادية إلى أبطال أعمال سردية ناجحة، بل كذلك كمثقف ملم بالسير الذاتية لعديد الكتاب والمبدعين والمثقفين.
الحديث عن حسونة المصباحي كان مناسبة لاستحضار علاقاته بعدد من المثقفين منهم العفيف الأخضر، "الذي كان يشترك معه في الانتماء الفكري وفي التحرر من الايديولوجيا"، وخالد النجار والحبيب السالمي وبلقاسم التليلي الملقب بالمثقف المهمش و"فيلسوف التعاسة"، الذي كانت تجمعه بحسونة المصباحي عديد النقاط المشتركة منها صفة "المثقف المتسكع" وتأثير ذلك على إبداعاته ونصوصه الثرية بالتجارب الحياتية، التي تحمل القارئ في رحلة نحو عديد المدن والقرى في العالم فضلا عن توثيق جوانب من تاريخ تونس في مدنها وأريافها، خاصة وقد كان عميق المعرفة بتاريخ البلاد.
حسونة المصباحي، هذا الكاتب الذي لطالما "ملأ الدنيا وشغل الناس" كان صاحب مشروع فكري أدبي عمل عليه من خلال مختلف كتبه، التي كان آخرها "يوم موت سالمة" التي كتبها وهو على فراش المرض، وتوفي بعد صدورها بأيام وكأنه اطمأن على وصول ما فيها من "وصايا" لأصدقائه وقرائه كما وثق بنفسه "وصايا العفيف الأخضر".
جدير بالذكر أن المشاركين في اللقاء التكريمي هم بعض الكتاب والأصدقاء الذين وثقوا شهاداتهم حول الراحل حسونة المصباحي في كتاب جماعي يحمل عنوان "في محبة حسونة المصباحي" صدر مؤخرا عن دار خريف للنشر.



Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 315975


babnet
*.*.*
All Radio in One