القصرين: اهالي هنشير الورغي ما زالوا يأملون في رؤية المسلك الفلاحي الرئيسي بمنطقتهم مُعبّدًا بعد عقود من الانتظار

وات -
( تحرير لطيفة مدوخي) - يأمل أهالي منطقة هنشير الورغي التابعة لعمادة زلفان من معتمدية تالة في ولاية القصرين، منذ عقود، في رؤية المسلك الفلاحي الرئيسي بالمنطقة مُعبّدًا، فهو يعود إلى الحقبة الإستعمارية وتحوّل بمرور السنين إلى ما يشبه الوادي المهترئ، يُعرقل سير حياتهم ويعمّق عزلة المنطقة.
ورغم الشكاوى والاحتجاجات العديدة والمتكررة وزيارات المسؤولين الجهويين والمحليين، بقي واقع الأهالي على حاله، طُرق وعرة، حركة مشلولة، وأحلام مؤجلة، وهو ما اعرب عنه عدد من متساكني المنطقة في حديثهم مع صحفية وكالة تونس إفريقيا، فهم يعتبرون حرمانهم من التنقل عبر مسلك معبّد، حرمانا من أبسط الحقوق، فالتلاميذ يقطعون يوميًا أكثر من 4 كيلومترات مشيًا على الأقدام وسط الحفر والمنعرجات للوصول إلى مقاعد الدراسة، والمرضى يواجهون صعوبات مضاعفة لبلوغ المؤسسات الاستشفائية، في ما يتكبّد الفلاحون خسائر ايصال منتوجاتهم للتجار الذين يرفضون المجازفة والمرور بسياراتهم في المسالك المحفورة.
ورغم الشكاوى والاحتجاجات العديدة والمتكررة وزيارات المسؤولين الجهويين والمحليين، بقي واقع الأهالي على حاله، طُرق وعرة، حركة مشلولة، وأحلام مؤجلة، وهو ما اعرب عنه عدد من متساكني المنطقة في حديثهم مع صحفية وكالة تونس إفريقيا، فهم يعتبرون حرمانهم من التنقل عبر مسلك معبّد، حرمانا من أبسط الحقوق، فالتلاميذ يقطعون يوميًا أكثر من 4 كيلومترات مشيًا على الأقدام وسط الحفر والمنعرجات للوصول إلى مقاعد الدراسة، والمرضى يواجهون صعوبات مضاعفة لبلوغ المؤسسات الاستشفائية، في ما يتكبّد الفلاحون خسائر ايصال منتوجاتهم للتجار الذين يرفضون المجازفة والمرور بسياراتهم في المسالك المحفورة.
وفي هذا الخصوص تحدث خميس هيشري، أحد متساكني المنطقة، بمرارة لصحفية "وات" قائلا "لقد طالبنا مرارًا وتكرارًا، وخرجنا في احتجاجات علّها تلفت نظر المسؤولين لواقعنا، لكن دون جدوى، مسالكنا الترابية تنقطع تمامًا عند أولى زخات المطر أو الثلوج، فنجد أنفسنا في عزلة كاملة عن بقية المناطق" ، وأضاف أن الوضع وصل الى توقف عمل السوق الأسبوعية منذ حوالي 8 سنوات، بعدما رفض التجار الدخول إليها خوفًا على سياراتهم، كما أُجبر منتجو التين الشوكي على استخدام الدواب لنقل منتجاتهم إلى الطرق المعبدة، باعتباره مورد رزقهم الرئيسي.
من جهته، قال الشيخ الهادي عصيدي (84 عامًا) بنبرات حزينة "منذ كنت طفلًا وأنا أحلم رفقة والدي وجدي بتعبيد المسالك الفلاحية في مسقط رأسي .. لكنني اليوم كبرت، وها أنا أفقد الأمل كليًا في أن يتحقق هذا الحلم"، واكد محمد الهيشري، سائق نقل ريفي على خط زلفان – تالة منذ 2002، أنه يعيش يوميًا تحت ضغط كبير بسبب رداءة المسالك قائلا "كلّما نزل المطر أو الثلج، يزداد خوفي على الركاب، وعلى سيارتي التي أنهكها المسلك الترابي غير الصالح للسير."
كما عبّرت حليمة هيشري لصحفية "وات" بوجع عميق عن معاناة الأولياء اليومية، وعن مشقة أبنائهم التلاميذ الذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة تفوق 4 كيلومترات سيرًا على الأقدام للوصول إلى مقاعد الدّراسة، رحلة شاقة تبدأ مع ساعات الفجر الاولى ليصل الأطفال منهكي القوى بسبب وعورة التضاريس وكثرة الحفر والمنعرجات الخطيرة التي تحفّ بالمسلك، واشارت الى ان أولياء التلاميذ في منطقة هنشير الورغي، والذين يفوق عدد أبنائهم 200 تلميذ وتلميذة، لا ينوون الحاق أبنائهم بمقاعد الدراسة مع العودة المدرسية القادمة، في إنتظار تدخل عاجل وجاد من السلط المعنية لإنجاز المسلك وتوفير حدّ أدنى من ظروف تنقل آمنة وكريمة لأبنائهم.
وبدوره، أكّد عضو المجلس المحلي للتنمية بتالة محمد الصالح عصيدي لصحفية "وات" أن منطقة هنشير الورغي "تعيش منذ عقود خلت في التهميش والتسويف والحرمان من أبسط حقوقها في المرور عبر مسلك معبد"، وأضاف أنّ "المسالك المتردية شلت جميع الاستثمارات بالمنطقة وحالت دون تطوير القطاع الفلاحي".
كما كشف رئيس المجلس المحلي للتنمية بمعتمدية تالة، أحمد السعيدي، من جهته لصحفية "وات" أنّ المجلس عاين المسلك (الأربعاء المنقضي) بعد ورود تشكيات متكررة من الأهالي، واكد وضعه "الكارثي والخطير والحاجة الملحة للتدخل العاجل لتهيئته، خاصة مع اقتراب العودة المدرسية"، واكد بدوره أنّ الاولياء "هدّدوا بعدم إرسال أبنائهم إلى المدرسة في حال لم يتم التدخل."
وبيّن السعيدي أنّ المجلس المحلي أدرج المسلك ضمن قائمة أولوياته في المخطط المحلي للتنمية 2026-2030، إلى جانب عدد من المسالك الفلاحية الأخرى، مؤكّدًا التزامه بنقل مطالب المتساكنين ومعاناتهم إلى السلطات الجهوية والمركزية قصد البحث عن حلّ جذري ينهي معاناتهم المتواصلة منذ عقود.
وأشار في السياق ذاته، إلى أنّه تم اقتراح الإستفادة من فواضل أشغال إعادة تعبيد مدخل مدينة القصرين وتوجيهها نحو مسلك هنشير الورغي، بدل إلقائها في المصبات العشوائية، بما من شأنه أن يخفّض كلفة التدخل ويوفّر حلاً عمليًا وبيئيًا في الآن نفسه.
وأكّد المتساكنون في ختام تصريحاتهم أنّ منطقة هنشير الورغي، التي تعدّ حوالي 800 ساكن، ورغم ما تزخر به من ثراء فلاحي وإنتاج وفير للتين الشوكي والزيتون واللوز والتين، ما تزال محاصَرة بمسالك متدهورة تعكس واقعا مريرا في انتظار تحقيق مطلبهم البسيط في انجاز مسلك فلاحي مُعبَّد يضع حدًّا لعزلة دامت عقودًا طويلة.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 314238