الذكاء الاصطناعي التوليدي في صميم تصورات مستقبل الأعمال المستدامة خلال مؤتمر دولي بالحمامات

شكل الذكاء الاصطناعي التوليدي ركيزة أساسية في نقاشات الدورة الرابعة للمؤتمر السنوي للمبادرة العالمية للحوكمة والاستدامة، المنعقد اليوم السبت بمدينة الحمامات، بمشاركة ثلّة من الخبراء والأكاديميين من كندا وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية، إلى جانب تونس والمملكة العربية السعودية.
وأكّد الرئيس التنفيذي للمبادرة وأستاذ الحوكمة والاستدامة بجامعة بروك الكندية، سمير الطرابلسي، في تصريح لـ"وات"، أنّ المؤتمر يسعى إلى تعميق الوعي الجماعي بفرص الذكاء الاصطناعي التوليدي في بناء نموذج اقتصادي مستدام وعادل، يحقق الشمول المالي ويعيد توزيع الثروة على نحو أكثر إنصافًا.
وأكّد الرئيس التنفيذي للمبادرة وأستاذ الحوكمة والاستدامة بجامعة بروك الكندية، سمير الطرابلسي، في تصريح لـ"وات"، أنّ المؤتمر يسعى إلى تعميق الوعي الجماعي بفرص الذكاء الاصطناعي التوليدي في بناء نموذج اقتصادي مستدام وعادل، يحقق الشمول المالي ويعيد توزيع الثروة على نحو أكثر إنصافًا.
وأوضح أنّ أعمال المؤتمر تطرقت إلى جملة من المحاور الاستراتيجية، أبرزها "أهمية الاستدامة في خلق الثروة"، من خلال الاستثمار في رأس المال البشري، ولا سيما في تأهيل القيادات وصنّاع القرار في القطاعين العام والخاص، لتمثّل مفاهيم الحوكمة الرشيدة والتنمية المستدامة وتطبيقها على أرض الواقع.
وأضاف أنّ دمج المخاطر البيئية وتغير المناخ، إلى جانب التحديات الاجتماعية والاقتصادية، ضمن السياسات الحكومية واستراتيجيات المؤسسات، بات ضرورة ملحّة، لا سيما في ظل تحوّل هذه المخاطر إلى مؤشرات حقيقية تؤثر في جاذبية الاستثمار ومرونة النمو الاقتصادي.
وشدّد الطرابلسي على أنّ الشركات الكبرى، خصوصًا المدرجة في الأسواق المالية، مدعوة إلى تطوير استراتيجيات تأخذ بعين الاعتبار مصالح الأجيال القادمة، وتؤسس لنموذج تنموي شامل ومتين يقوم على الإنصاف والمسؤولية البيئية.
وفي السياق ذاته، اعتبر المتحدث أنّ تونس، بحكم موقعها الجغرافي ومخزونها من الموارد الطبيعية، قادرة على أن تلعب دورا محوريا في جذب الاستثمارات الخضراء. وقال إنّ "تونس الخضراء" يمكن أن تتحول إلى منصة إقليمية للاقتصاد الأخضر والأزرق والدائري، بما ينسجم مع أولوياتها التنموية والتزاماتها المناخية.
وأشار إلى أن الاستدامة لم تعد ترفا نظريا، بل تحوّلت إلى معطى اقتصادي عملي وفرصة واعدة أمام المؤسسات والحكومات، في ظل توفّر أكثر من 37 تريليون دولار من رؤوس الأموال الخضراء على مستوى عالمي، تديرها صناديق متخصصة في تمويل المشاريع ذات الأثر الاجتماعي والبيئي.
كما أولى المؤتمر محور الشمول المالي حيّزًا هامًا من أشغاله، حيث اعتبر الطرابلسي أن بناء وعي مجتمعي ومؤسساتي حول أهمية المالية الخضراء يظل من التحديات المطروحة بشدة، خاصة في تونس التي ما زالت، حسب تعبيره، تواجه صعوبات في تعبئة الموارد المالية وولوج الأسواق الدولية للتمويل المستدام.
وفي ختام تصريحه، شدّد على أنّ الذكاء الاصطناعي التوليدي بات أداة استراتيجية في دعم سياسات الشمول والاستدامة، بفضل قدرته على جمع وتحليل البيانات في الزمن الحقيقي، وتقديم مؤشرات دقيقة تسند صانعي القرار في توجيه الموارد واتخاذ قرارات أكثر رشادة وفعالية.
ويتضمّن برنامج المؤتمر سلسلة من المداخلات العلمية التي تتناول أبعاد التكامل بين الذكاء الاصطناعي ومعايير الاستدامة، ودوره في دعم التحول الرقمي، وتحسين سلاسل التوريد، إضافة إلى إعادة رسم استراتيجيات القيادة وتطوير منظومات التغيير المؤسساتي.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 312059