وبدا جليا من خلال الإختيارات الفنية للمدرب ميغيل كاردوزو ترجيحه النزعة الهجومية باعتبار ان الطريق المؤدية الى الدور نصف النهائي يمر حتما عبر انجاح رهان التهديف وهو ما تجسد في الاعتماد منذ البداية على غيلان الشعلالي في وسط الميدان اضافة الى اقحام الكونغولي اندري بوكيا كلاعب رواق لاستغلال سرعته وتوغلاته وفك التكتل الدفاعي للفريق الايفواري في المحور.

---

---

وفي المقابل، حافظ الاطار الفني على بقية العناصر التي ألفت اللعب مع بعضها البعض خلال الفترة الماضية من ذلك التعويل على الايفواري روجي اوهولو وسيف تقا في خطة لاعبي ارتكاز والبرازيلي يان ساس للاضطلاع بالتنشيط الهجومي والتمهيد نحو مواطنه قلب الهجوم رودريغو رودريغيز.
وتحكم الترجي الرياضي في مجريات اللعب ونجح في تطويق منافسه الذي اختار دفاع المنطقة المنخفض، وعمد زملاء ياسين مرياح الى تنويع هجماتهم التي كان يقودها الثنائي يان ساس وغيلان الشعلالي. واثمرت هذه السيطرة بعض الفرص السانحة للتسجيل عن طريق الجزائري محمد امين توغاي بعد ضربة راسية مرت بجانب المرمى (10) ثم اندري بوكيا الذي سدد كرة قوية من داخل المنطقة تالق الحارس شارل اوفولي في التصدي لها (14).
واحكم فريق باب سويقة قبضته على المباراة لكنه لم يكن موفقا في اللمسة الاخيرة امام المرمى. واقترب غيلان الشعلالي من توزيعة مخادعة في شكل تصويبة من هز شباك اسيك ابيدجان الا ان الحارس شارل افولي اجتهد في اخراجها للركنية (29) قبل ان يفشل اندري بوكيا في اواخر الشوط الاول في صنع الفارق في مناسبتين الاولى عندما تاخر في اللحاق بعرضية امام المرمى (42) والثانية بعدما سدد كرة من خارج المنطقة لم يجد الحارس الايفواري صعوبة في التقاطها (44) لتنتهي الفترة الاولى بالتعادل بلا اهداف.
وسعى الجهاز الفني للترجي الرياضي مع العودة من حجرات الملابس الى منح الخط الامامي حيوية اضافية بتشريك اسامة بوقرة بدلا عن اندري بوكيا الذي غادر الميدان مصابا واقحام محمد بن علي مكان رائد بوشنيبة لاضفاء اكثر نفس هجومي على الجهة اليمنى. وواصل ممثل كرة القدم التونسية ضغطه على دفاع اسيك ميموزا في مشهد شبيه بالفترة الأولى مع اتخاذ السيطرة منحى تصاعديا مما اثمر كرة اولى من البرازيلي يان ساس تصدى لها الحارس شارل فولي (62) تبعتها ضربة راس لغيلان الشعلالي علت العارضة (64) لتاتي بعدها ابرز فرصة عندما اطلق اسامة بوقرة تسديدة قوية من بعد حوالي 25 مترا انهالت على العارضة (65).
ولعب ميغيل كاردوزو اخر اوراقه الهجومية بتشريك الجزائري حسام الدين غشة مكان غيلان الشعلالي من اجل احداث الفارق على الاطراف ثم اقحام الغامبي كيبا سوي بدلا عن يان ساس كمهاجم صريح ثان داخل الصندوق الا ان هذه المساعي لم تغير شيئا في ظل تواصل مسلسل اهدار الفرص بواسطة رودريغو رودريغاز ومحمد امين توغاي اللذين لم يتوفقا في تاطير كراتهم الراسية في الدقائق 74 و87 و89 لينتهي الفصل الاول من الحوار بتعادل أبيض ويتاجل حسم بطاقة العبور الى المربع الذهبي لموقعة الاياب بعد اسبوع في أبيدجان.

التصريحات

في ما يلي التصريحات في اعقاب مباراة الترجي الرياضي واسيك ميموزا الايفواري التي انتهت بالتعادل السلبي اليوم السبت على ملعب حمادي العقربي برادس لحساب ذهاب الدور ربع النهائي لرابطة ابطال افريقيا لكرة القدم :

ميغيل كاردوزو مدرب الترجي الرياضي:
"نجحنا في السيطرة على مجريات اللعب طوال المباراة وقد اثبتت الاحصائيات افضليتنا سواء على مستوى نسبة امتلاك الكرة وعدد التمريرات والتسديدات نحو المرمى لكن لسوء الحظ لم تكن النجاعة الهجومية في الموعد. اظهرنا نضجا تكتيكيا رغم الفشل الهجومي، انا متفائل في قدرتنا على تحقيق التاهل الى الدور نصف النهائي وسنحاول البناء على النقاط الايجابية خلال مباراة الاياب. واجهنا منافسا صعب المراس وكنا نتوقع مثل هذه المواجهة العسيرة. كل مباريات ذهاب الدور ربع النهائي انتهت على تعادلات بيضاء باستثناء فوز الاهلي على سيمبا التنزاني. حارس اسيك اطنب في اضاعة الوقت وهو ما اثر سلبا على وتيرة اللعب ونسقه وللاسف ان حكم اللقاء لم يكن حازما وتساهل مع كل اشكال اهدار الوقت. قمنا بكل شيء سواء على مستوى الاختيارات التكتيكية او التغييرات لكن الحظ ادار ظهره لنا لتنتهي المباراة بتعادل سلبي وترحيل مسالة التاهل الى مقابلة الاياب التي سنستعد لها على افضل وجه لكسب رهان العودة بورقة التاهل من ابيدجان بالذات".

جوليان شوفاليي مدرب اسيك ميموزا:
"خضنا مباراة صعبة ونجحنا في انهاء اللقاء على نتيجة التعادل بفضل مجهودات اللاعبين في مواجهة كانت معقدة للغاية امام منافس قوي يمتلك تقاليدا عريقة في المنافسات الافريقية. كنا متميزين في الناحية الدفاعية واغلقنا جميع المنافذ المؤدية الى مرمانا ما مكننا من المحافظة على عذارة شباكنا رغم نجاح الترجي في السيطرة والاستحواذ على الكرة. ادركنا التالقم مع تطورات المباراة والتغييرات التي اجراها الترجي الرياضي. نتيجة التعادل تجعل كل الفرضيات قائمة في مباراة الاياب. لكل مباراة حقيقتها ولابد من التحضير الجيد للقاء الاياب. سنحاول البناء على النقاط الايجابية التي كسبناها في مباراة اليوم ويتحتم علينا ان نكون جاهزين لحجز تاشيرة العبور الى المربع الذهبي على ارضية ميداننا وامام جماهيرنا".

ياسين مرياح مدافع الترجي الرياضي:
"فرضنا سيطرة مطلقة على المقابلة غير ان الحظ لم يكن الى جانبنا والكرة رفضت الدخول الشباك في العديد من المناسبات. رغم نتيجة التعادل، فان الترجي فريق كبير ويبقى قادرا على التالق خارج الديار. سنسعى الى تحقيق الفوز في ابيدجان ولن يكون ذلك بالمستحيل رغم الاقرار بصعوبة المهمة خاصة من الناحية المناخية بالنظر الى عاملي الحرارة والرطوبة".