القصرين: إعطاء أولوية قصوى لقطاع التين الشوكي من أجل حمايته من خطر الحشرة القرمزية (رئيس مصلحة حماية النباتات)

يعتبر قطاع التين الشوكي قطاعا استراتيجيا في ولاية القصرين، حيث يحتّل المرتبة الثانية بعد قطاع التفاح من حيث الانتاجيّة، ونظرا للأهمية التي يكتسيها، أعطت المصالح الفلاحية المركزية والجهوية الأولوية القصوى لحمايته من خطر الحشرة القرمزية التي إنتشرت في 9 ولايات وتسبّبت لغراسات هذه الثمرة في أضرار كبيرة، وفق رئيس مصلحة حماية النباتات بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين مختار العلاقي.
وبيّن العلاقي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنه الخطة الجهوية لمكافحة الحشرة القرمزية بغراسات التين الشوكي شهدت تعديلا في الفترة الأخيرة عبر إضافة عناصر جديدة تهدف الى حماية غراسات التين الشوكي (يعرف محليّا بـ"الهندي") بولايتي القصرين ونابل، ومنع تسرب الحشرة اليهما وخاصة ولاية القصرين التي تعد الأولى وطنيا من حيث مساحات الهندي والبالغة 100 ألف هكتار منها 3 آلاف هكتار هندي بيولوجي منتصبة حولها 13 شركة تحويل، ومن حيث الإنتاج المقدر بحوالي 250 ألف طن تمثل 50 بالمائة من المنتوج الوطني.
وبيّن العلاقي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنه الخطة الجهوية لمكافحة الحشرة القرمزية بغراسات التين الشوكي شهدت تعديلا في الفترة الأخيرة عبر إضافة عناصر جديدة تهدف الى حماية غراسات التين الشوكي (يعرف محليّا بـ"الهندي") بولايتي القصرين ونابل، ومنع تسرب الحشرة اليهما وخاصة ولاية القصرين التي تعد الأولى وطنيا من حيث مساحات الهندي والبالغة 100 ألف هكتار منها 3 آلاف هكتار هندي بيولوجي منتصبة حولها 13 شركة تحويل، ومن حيث الإنتاج المقدر بحوالي 250 ألف طن تمثل 50 بالمائة من المنتوج الوطني.
وأشار إلى أنّ هذا القطاع يوفّر حوالي 40 ألف موطن شغل بالجهة أغلبها يد عاملة نسائية، ويساهم بحوالي سنويا 80 مليون دينار.
وكشف أن الخطة الجهوية المعدلة لمكافحة ورصد الحشرة القرمزية تعتمد على 4 عناصر أساسية، يتمثل عنصرها الأول في المراقبة والرصد، وقد تم في هذا الإطار تكوين فرق محلية بكامل معتمديات الجهة تضم جميع المتدخلين من تجهيز، وأمن، وبلديات، وكبار الفلاحين، وكبار المنتجين، كنقاط متقدمة تتابع وترصد هذه الحشرة الخطيرة.
وذكر أن العنصر الثاني يشمل التوعية والإرشاد والتعريف بخطورة الحشرة القرمزية، وتم في إطاره تنظيم أيام إعلامية وطنية وجهوية منذ سنة 2022 على غرار يوم إعلامي بمنطقة زلفان الكبرى، فيما يتمثّل العنصر الثالث في الوقاية الزراعية وهي وقاية علاجية تعتمد أساسا على عملية تقليم كفوف "الهندي" من الأسفل على مسافة 30 و50 سنتمترا بهدف تسهيل عملية المداواة الى جانب المقاومة البيولوجية وهو العنصر الرابع من الخطة وتمّ في إطاره التنسيق مع مؤسسات البحث العلمي وإقتناء طفيل يتغذى على الحشرة القرمزية لاطلاقه في المناطق الموبوءة والتقليص من حدة أضرار الحشرة.
وأشار العلاقي، بالمناسبة، إلى أن المصالح المعنية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين ضبطت استعدادتها تحسّبا لانتقال الحشرة القرمزية لغراسات التين الشوكي بالجهة، وإقتنت كمية من الأدوية وآلات الحرق (200 وحدة يتم استعمالها عند الإصابة)، مع القيام بطلب عروض عن طريق المقاولات في عملية التقليم وتخفيف كفوف التين الشوكي في قسط أول يشمل حوض منطقة زلفان على مساحة تبلغ حوالي 3 آلاف هكتار باعتمادات جملية تقدر بمليوني دينار.
ووجّه المتحدث دعوته، بالمناسبة، لجميع الفلاّحين والمنتجين من أجل معاضدة مجهودات المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية واللجان الجهوية والمحلية في عملية الرصد، والاعلام الفوري عند رصد الحشرة لضمان التدخل السريع والناجع للقضاء على البؤرة الأولى ومنع تسربها للغراسات السليمة.
وتعنى لجنة فنية وطنية تضم فرق بحث علمي بمتابعة الحشرة القرمزية وتهتم بثلاث نقاط، أوّلها إيجاد أصناف مقاومة الحشرة القرمزية، وتم حاليا تسجيل نتائج ميدانية متقدمة لـ10 أصناف من التين الشوكي والتأكد الى حدّ الآن من 3 أصناف رئيسية مقاومة للحشرة سيتم إكثارها بدواوين الأراضي الدولية وبعض المؤسسات الراجعة بالنظر لوزارة الفلاحة، مع تزويد الفلاحين بهذه الأصناف المقاومة طبيعيا للحشرة،.
وتتمثّل النقطة الثانية في البحث في مجال المقاومة البيولوجية عبر الحشرات النافعة، وهي تجربة تم إعتمادها في المغرب (إكثار الحشرة واطلاقها في المناطق الموبوءة)، أما النقطة الثالثة فترتكز على العمل على إيجاد مبيد جهازي قادر على اختراق قشرة الحشرة، علما وأن الحشرة القرمزية تسببت في إتلاف 90 بالمائة من مساحات التين الشوكي بدولة المغرب سنة 2016 وتم استرجاع حوالي 70 بالمائة حاليا بالإعتماد على أصناف مقاومة للحشرة.
والتأمت الخميس المنقضي جلسة عمل بمقر ولاية القصرين حول الخطة الجهوية لمكافحة الحشرة القرمزية في غراسات التين الشوكي بحضور كافة الأطراف المعنية، وتم خلالها اتخاذ جملة من الاجراءات والتدابير الوقائية في صورة تسرّب الحشرة القرمزية لغراسات التين الشوكي بالجهة من أبرزها العمل على منع تسرب الحشرة للمناطق السليمة، وتشريك المنتجين والشركات والهياكل الناشطة في عمليات الرصد والمراقبة والمكافحة، وحثّ المنتجين على تغيير النمط الزراعي بالتقليم وتكوين كروم الهندي على ساق واحدة لتسهيل عملية الرصد والمراقبة، والتدخل والقيام بالمسح الصحي ومراقبة الغراسات، إلى جانب القيام بعمليات المكافحة الزراعية، وتحديد نقاط البؤر والمداواة والحرق وجمع الفواضل المحروقة وردمها، وتحجير نقل الكفوف والثمار من والى المناطق المصابة(نقاط البؤر)، وتحجير نقل الحيوانات من المناطق المصابة الى المناطق السليمة، وتعقيم كل المعدات المستعملة في التدخلات المبرمجة، و ارجاء الغراسات الجديدة الى حين توفر أصناف مقاومة للحشرة، إضافة إلى تشديد المراقبة الأمنية على المعابر الحدودية ومداخل الولاية خاصة بالمناطق المجاورة للمناطق الموبوءة.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 284950