قابس: مشروع الواحة المائية مشروع نموذجي بيئي ثقافي ترفيهي بحاجة الى الدعم للمحافظة عليه

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/gabes_chenini_oasis_.jpg width=100 align=left border=0>


أميمة العرفاوي - يعتبر مشروع الواحة المائية من أجل حوكمة بيئية بالشريط الساحلي بقابس، مشروعا نموذجيا يعنى بالوضع البيئي والثقافي والترفيهى في الآن ذاته، الا انه اصبح اليوم مهددا بالضياع بسبب اهماله في السنوات الأخيرة، مما يستوجب إحاطة ودعما من قبل السلط المعنية للمحافظة عليه.

انطلق المشروع سنة 2016 ودخل حيز الاستغلال خلال ديسمبر 2018، وقد أنجز في إطار مشروع الحوكمة البيئية من أجل الحد من تأثيرات التلوث الصناعي في قابس بدعم من الاتحاد الأوروبي وبتنفيذ من "خبراء فرنسا" بقيمة إعتمادات جملية قدرت ب423 ألف أورو (250 ألف أورو من قبل الاتحاد الأوروبي).





ويضم المشروع ، وفق ما افاد به رئيس جمعية "مواطنة وتنمية مستدامة بقابس" عبد الباسط الحمروني "وات"، عدة شركاء جهويين ووطنيين من بينهم الديوان الوطني للتطهير وبلديتي قابس وغنوش و المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية و الإدارة الجهوية للتجهيز و الغرفة التجارية للجنوب الشرقي وجامعة قابس، وتتمثل عناصره في إعادة بعث الثروة السمكية والمحافظة عليها بخليج قابس وخاصة بموقع بحر غنوش وذلك بتصنيع وإغراق 110 رصيفا اصطناعيا في البحر في مواقع محددة في عمق يتراوح بين 8 و 13 مترا (عمق يمنع فيه الصيد الجائر"الصيد بالكركارة") بطريقة تقليدية من قبل بحارة المنطقة.

واشار الحمروني الى ان عمليات الإغراق تعطلت لمدة سنة بعد رفض إدارة ميناء الصيد البحري للعملية نتيجة ضغوطات خاصة من بحارة يصطادون بطريقة غير قانونية، وتم بعد 4 سنوات استكمال المشروع ليستفيد منه أكثر من 200 بحار من منطقة غنوش حيث ساهمت الأرصفة في تكون ثروة سمكية هامة.

كما يشمل المشروع التدخل في وادي قابس بالتعاون مع الديوان الوطني للتطهير ومصالح التجهيز لتنظيفه وربطه بالبحر خلال سنتي 2017 و 2018 بعد أن كان في وضع كارثي (سكب مياه الصرف الصحي وتكاثر القصب و انبعاث الروائح الكريهة و الحشرات)، غير أن إدارة التجهيز وديوان التطهير" لم يواصلوا العمل إلى حد اليوم وعاد الوادي إلى حالته الطبيعية الكارثية" على حد تعبيره .

ومن بين عناصر المشروع أيضا، بعث موقع بيئي نموذجي في وادي قابس يحتوي على محطة لرسكلة مياه الصرف الصحي بطريقة ايكولوجية بيئية بواسطة الطاقة المتجددة، وهو ما يمكن من استغلال المياه غير التقليدية التى تساهم في مجابهة شح المياه، وتعد المياه غير التقليدية من الحلول التي تستوجب تضافر جميع الهياكل المتدخلة، وفق الحمروني.

وبين أن المحطة المنجزة توفر 65 مترا مكعب في اليوم كانتاج مياه معالجة تستغل في ما بعد في شبكة الري "قطرة قطرة" للعديد من الأشجار المغروسة بضفاف الوادي، وقد تمت المحافظة على المشروع لمدة سنتين من قبل ائتلاف جمعياتى الا أن مصالح البلدية وجمعية قابس "تنكروا له" في ما بعد رغم تحصلهم على جائزة دولية سنة 2019 بفضل هذه المحطة وتكريمهم وطنيا وجهويا

وذكر الرحموني في سياق متصل أنه تم انجاز مسرح بيئي، وهو الوحيد في الجنوب التونسي، طاقة استيعابه 150 شخصا فضلا عن وحدة إنتاج طاقة من الرياح، معطلة حاليا

وطالب الرحموني بأن يكون المسؤولون القائمون على المشروع والذين وعدوا بحلحلة الإشكاليات العالقة والمحافظة على المشروع، عمليين، واقترح تقديم دعم مادي استعجالي لمحطة المعالجة وتدخل إدارة المياه العمرانية للقيام بربط نهائي لوادي قابس بالبحر ومنه تجنب التلوث وإعادة استقطاب الطيور المهاجرة

من جهته، اكد رئيس جمعية "المحافظة على المناطق الرطبة بالجنوب التونسي"، نوفل حمودة ل"وات" اهمية المشروع النموذجي في الحفاظ على التنوع البيلوجي المتواجد في وادي قابس الذي يستقطب عدة أنواع من الأسماك و الطيور المهاجرة من بينها الحذف المرمري"بطة" و السلاحف البحرية والوحليات"الطيور الصغيرة " والنحام الوردي

يذكر أن جمعية "مواطنة وتنمية مستدامة بقابس" تأسست في أواخر شهر نوفمبر 2012 وهي تعنى بالتنمية المستدامة بالمناطق الهشة اقتصاديا و بيئيا و اجتماعيا (واحات ومناطق جبلية و المناطق الرطبة والقاحلة( الى جانب تنمية ثقافة المواطنة لدى الناشئة وتبادل التجارب و الانخراط في الهياكل ذات الأهداف المشتركة لتحسين الوضع البيئي و التنموي .


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 256101


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female