---

---

تطلق سيارة الاسعاف منبّهها المدوّي ، الذي تعود اهالي مدينة طبربة على دويّه الصارخ في الاشهر الاخيرة ،بين مخاوف البعض منهم من هذا الفيروس ،واستهتار الاغلبية بالضرب باجراءات التباعد وارتداء الكمامة ،عرض الحائط فلم يؤثر ذلك الزعيق المزعج في نفوسهم ،ولم يحرك مشهد الجنائزالكورونية المار يوميا امام اعينهم، ساكنا .

يتنفس رئيس قسم الاستعجالي الطبيب رشيد الحميدي الصعداء، بعد شغور سريرين في قسم الانعاش الذي يتسع لثمانية اسرة، اضافة الى 10 اسرة بقسم الكوفيد الذي لم تنخفض نسبة استغلالها خلا شهري ماي وجوان ،وعانى الاطار الطبي صعوبة في نقل المرضى ذوي الاصابات الخطيرة الى اقسام الانعاش بالمستشفيات الجامعية او بالمركز الميداني بقبة المنزه ..

يشرف بنفسه، على وضع مريضين كانا ينتظران ببهو غرفة الكوفيد بقسم الاستعجالي، مقدما لهما الدعم النفسي ، في عمل بات مرهقا له ولبقية الاطار الطبي وشبه الطبي العامل معه بالقسم، مع تواصل توافد المرضى على القسم بسبب مشاكل في التنفس ،والاكتظاظ الذي يحصل مع تسجيل كل موجة عدوى..
اصبحت غرفة الخدمات الاستعجالية المخصصة لاستقبال مرضى الكوفيد واسعافهم بالاكسجين، غرفة ايواء اضافية ، قد يمكث بها المرضى اكثر من يوم، لانتظار نقلهم الى مستشفيات جامعية، وقد شهد القسم في الاشهر الاخيرة توافدا كبيرا من المصابين بالكورونا من معتمديات برج العامري ووالبطان والجديدة وطبربة مرجع نظر المستشفى المحلي..

فلم تنخفض نسبة إستغلال أسرة الاكسجين خلال شهري افريل وماي وبداية جوان بمعتمدية طبربة بسبب تسجيلها لاعلى نسب الاصابة بالفيروس /100 حالة لكل 100 ألف ساكن ليصل عدد المصابين الى 363 حالة خلالال النصف الاول من الشهر الحالي ، على مستوى ولاية منوبة ، وثاني اكبر معتمدية من حيث عدد الحالات النشيطة ب 331 حالة اصابة/.
هذه المؤشرات التي كشفها كاتب عام النقابة الاساسية لاعوان الصحة بمستشفى طبربة عبد الرحيم بن غزيل، والتي تعكس الوضع الصحي الصعب، لم تنعكس على درجة الوعي لدى الاهالي، وعلى المشهد العام بالمنطقة حيث يتواصل الاستهتار بالبروتوكولات الصحية رافعا نداء للمتساكنين بضرورة الوعي بخطورة الوباء الذي فتك ب75 مواطنا من الجهة منذ بداية انتشاره، وداعيا اياهم الى الاقبال على التسجيل بمنظومة التلقيح ..
بين قسمي الطب العام وقسم الكوفيد يسرع الطبيب الحميدي، الخطى متفقدا مرضاه ومعاينا وضعهم الصحي ، مؤكدا انهاك الاطار الطبي وشبه الطبي في الاشهر الاخيرة، بسبب ارتفاع حالات الاصابة بفيروس كورونا، وتزايد التوافد على خدمات القسم والاكتظاظ الملحوظ الذي يشهده.

ويحمل المسؤولية للمواطن في ما وصل اليه الحال، ةذلك نتيجة عدم التقيد بالبروتوكولات الصحية وعدم الوعي بخطورة الوباء، حيث تتواصل التظاهرات والتجمعات والحفلات العائلية ،مشيرا الى تواجد امّ في حالة صحية متعكرة داخل القسم مع ابنتيها في نفس الوقت.
ويوجّه الحميدي بتفاعل كبير نداء الى اهالي طبربة ،داعيا اياهم الى اخذ الحيطة والتوقي بارتداء الكمامات والتباعد الجسدي وتجنب كل من شانه تعريضهم الى خطر العدوى، فضلا عن الاقبال على التسجيل بمنظومة التلاقيح ، باعتبارها الحل الانجع حاليا لتفادي العدوى وما تخلفه من تعكرات قد تنته بالموت.
يشهد القسم المذكور نقصا في الاطار الطبي ، ويتطلب تعويض ثلاث اطارات لهم ملفات صحية، وفق تاكيد كاتب عام النقابة الاساسية عبد الرحمان بن غزيل ، بما قد يساعد على تحسين الخدمات الصحية المقدمة، وخاصة في هذا الظرف الوبائي الاستثنائي.
من جهته اكد مدير المستشفى نادر الورتاني ، تمتع المستشفى المحلي بطبربة مؤخرا بعدد من التجهيزات والاليات التي ساعدت على استيعاب العدد الكبير من مرضى الكوفيد ، وفي تحسين الخدمات المقدمة لهم.
فقد تم تركيز صهريج قار للاكسجين بدعم من وزارة الصحة ،مما خلق توازنا في توفير الاكسجين الطبي باقسام المستشفى، كما وفر المجلس الجهوي بالولاية جملة تجهيزات بقية 370 الف دينار ،وهو ما ساعد على توفير كافة المستلزمات وتحسين الخدمات الطبية وخاصة في هذا الظرف الصحي الخاص هذا مع دعم خاص من المجتمع المدني بطبربة الذي وفر عدد من المكيفات والتجهيزات.
يشار ان معتمدية طبربة التي تضم اكثر من 27
الفا و 611 ساكنا، قد بلغت نسبة تلقيح ب90 بالمائة مقارنة بعدد الدعوات، حيث بلغ عدد المنتفعين بالجرعة الاولى 4965 مواطنا ومواطنة منذ بداية حملة التلقيح ، اضافة الى 2715 منتفعا بالجرعة الثانية وذلك بعد تلقي 2984 مواطنا ومواطنة دعوات للتلقيح الى حدود امس السبت ،وفق تاكيد المديرة الجهوية للصحة بمنوبة هاجر الميساوي لوات.