منوبة: الباكالوريا خلف قضبان سجن المرناقية .. إصرار وتحد

وات -
نعيمة عويشاوي ـ بعد 11 عاما من الانقطاع المدرسي، وسنوات قضى أغلبها في السجن، عاد الشاب "م" ذي الثلاثين عاما إلى كرسي الامتحان مجتازا اختبارات الدورة الرئيسية من امتحان الباكالوريا بالسجن المدني بالمرناقية.
خامرت "م"، أصيل ولاية جندوبة، فكرة العودة الى الدراسة، عبر اجتياز الامتحان السنة الفارطة، لكن لم يسعفه الحظ بالنجاح.. مع ذلك لم يفقد الأمل.. وقرر إعادة الكرة مستغلا الظروف التي وفرتها له إدارة السجن المدني بالمرناقية، وفق تعبيره.
خامرت "م"، أصيل ولاية جندوبة، فكرة العودة الى الدراسة، عبر اجتياز الامتحان السنة الفارطة، لكن لم يسعفه الحظ بالنجاح.. مع ذلك لم يفقد الأمل.. وقرر إعادة الكرة مستغلا الظروف التي وفرتها له إدارة السجن المدني بالمرناقية، وفق تعبيره.
هو واحد من بين ثلاثة مترشحين سجناء بمركز الامتحان الفرعي بالسجن المدني بالمرناقية، التابع لمركز الامتحان بالمعهد الثانوي الفارابي بالمرناقية، التحق اليوم الاربعاء بقاعة الامتحان التي وفرت فيها كافة الظروف الملائمة لاجراء الاختبار، وفق تصريح المندوبة الجهوية للتربية بمنوبة، دلندة المباركي.
عوّض "م" فضاء الزنزانة القاتم بالمكتبة السجنية، التي أضاءت مراجعها وكتبها روحه القابعة في ظلمة السجن، وجعلت لوجوده معنى ولحياته طعما بنكهة الأمل، بعد أن داهمته الحياة بمآزق وابتلاءات ضاق بها ذرعا، ولم يجد سبيلا للخلاص منها سوى بالعودة لمقاعد الدراسة داخل السجن.
وقد دعمته عائلته بجلب المراجع والدروس اللازمة لينكب منذ أشهر على المراجعة واضعا النجاح نصب عينيه كهدف، سيعمل ما بوسعه على تحقيقه، وفق تعبيره..
رئيس الإدارة الفرعية لشؤون المودعين بسجن المرناقية، المستشار العام للسجون والإصلاح صنف أول، العيدي بن فرج، أكد لصحفية مكتب "وات" بمنوبة، أن مركز الامتحان بالسجن يضم ثلاثة سجناء في ثلاث شعب، وهي الاقتصاد والتصرف والرياضيات والآداب، أحدهم من سجن برج العامري تم نقله لاجراء الامتحان.
وبين أن تمكين السجناء من حقهم في التعليم واجراء الامتحانات، بات من التقاليد في السجن، حيث توفر الإدارة بالتنسيق مع الهيئة العامة للسجون والإصلاح كافة الإمكانيات، بتخصيص فضاء المكتبة للمراجعة، وتوفير المراجع والكتب اللازمة بالتنسيق مع عائلات السجناء المعنيين، فضلا عن دروس الدعم التي يتم اللجوء فيها إلى بعض رجال التعليم ممن يقضون عقوبات داخل السجن.
وأعرب بن فرج عن الأمل في أن يتمكن المترشحون المودعون من اجتياز المناظرة بنجاح، على غرار تجربة زميلهم في الموسم الدراسي المنقضي، الذي نجح في دورة التدارك، وتم توجيهه الى المركب الجامعي بمنوبة، أين يزاول دراسته هذه السنة، بعد حصوله على تخفيف العقوبة من قبل القاضي بعد تقديم مطالب في الغرض.
من ناحيته، أعرب المترشح "م" عن عزمه تحقيق النجاح وبذل الجهد من أجل هدفه، الذي اعتبره " الملاذ والمنقذ الوحيد لانتشاله من كبوة حفرها له حظه العاثر، ولتخليصه من أعباء عقوبة قضى نصف مدتها"، وما تزال 10 سنوات في رصيده..
وأمل السجين أن يصل نداؤه إلى مصالح رئاسة الجمهورية ووزارة التربية لتمكينه وكل أمثاله ممن تعلموا من تجربتهم القاسية، بعد أن حادوا عن طريق الجادة، من تخفيف أو عفو يضمن لهم المضي قدما والاندماج في المجتمع من جديد.
واعتبر أن الدراسة أو التكوين الذي يتلقاه السجين، يتطلب تواصلا وامتدادا مع المحيط الخارجي، حتى يستعيد خطواته الضائعة طيلة مدة العقوبة، ويعود عنصرا فاعلا في المجتمع.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 227720