قال فيه بأن تونس قد لا تكون أكبر و أقوى أو أغنى بلد في الشرق الأوسط و إفريقيا ،لكنها تمثل ضمانة كبيرة لإستمرار الديمقراطية في المنطقة ،فبينما تستعد الولايات المتحدة الأمريكية للإحتفال بعيدها الوطنية سيطرت المخاوف المتصاعدة من إندلاع نزاع مسلح مع إيران علاوة على تواصل الإضطرابات في ليبيا و اليمن و سوريا على الإهتمامات الأمريكية ،لكن في خضم هذا الوضع الحساس ،تصارع دولة لأجل الديمقراطية و هي نموذج مخالف تماما لباقي النماذج السيئة ،إنها تونس التي تعطي العالم دروسا في الصمود الديمقراطي منذ 8 سنوات بعد فرار الرئيس بن علي عقب ثورة شعبية ،و كان من المقرر عقد حوار إستراتيجي بين الولايات المتحدة و تونس في 2 جويلية غير أن ذلك قد تأجل بعد التفجيرات التي عرفتها العاصمة التونسية نهاية جوان و تعكر صحة الرئيس الباجي قايد السبسي ،غير أنه و من الممكن لواشنطن دعم الإنتقال الديمقراطي التونسي عبر تحديد موعد آخر لهذا الحوار و إعلان مايكل بومبيو وزير الخارجية لإجراءات و مبادرات ملموسة لدعم التجربة الواعدة .

---

---

غوردون غراي

و أضاف السفير الأمريكي الأسبق و أنه خلال عهدته كسفير في تونس سنة 2012،قد أكد أن إنتقال البلاد نحو نظام سياسي و إقتصادي أكثر نجاعة يعتمد على التقدم في مجالي الأمن و خلق فرص العمل ،و رغم التهديدات الإرهابية فقد حققت تونس نجاحات أمنية جذرية ، و على إدارة ترامب أن تكون جدية في تعزيز التعاون الإقتصادي الثنائي و إبرام إتفاقية تبادل تجاري حر .
و أردف المقال بأن تونس تواجه تحديات على المستوى الديمقراطي وقد نجحت في إجراء أكثر من إستحقاق إنتخابي حر و نزيه منذ 2011, ومن المنتظر إجراء إنتخابات برلمانية تليها أخرى رئاسية نهاية هذه السنة ،و على مايكل بومبيو أن يؤكد حسن نية واشنطن في دعم هذه المحطات الإنتخابية و ينبغي أيضا على الخارجية الأمريكية تحفيز تونس بالتعهد بإستقبال الرئيس التونسي المنتخب الجديد في البيت الأبيض في حركة رمزية تبعث برسالة إلى كل الدول العربية مفادها دعم الولايات المتحدة للديمقراطية في المنطقة.

و أضاف المقال بأنه و خلال زيارة السيناتور جون ماكين إلى تونس فجر الثورة قال "إذا لم تنجح الديمقراطية في تونس فلن تنجح في أي مكان " و عليه فمن الواجب على الولايات المتحدة دعم المسار الإنتقالي التونسي بدل الإنخراط في النزاعات في المنطقة .