وزير العدل: الفساد ظاهرة تهدد سيادة الدول وتدمر إقتصادها الوطني

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/ghazijribiiii.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - قال وزير العدل غازي الجريبي، لدى افتتاحه اليوم الإثنين بالعاصمة، الأيام الأولى الفرنسية التونسية حول مكافحة الفساد، التي ينظمها المعهد الفرنسي بتونس، "إن الفساد ظاهرة تضعف الدول وتهدد سيادتها، كما تدمر إقتصادها الوطني وتهدد بناءها الديمقراطي".

وأضاف الوزير، أن "هذه الظاهرة العابرة للحدود والتي لا تستثني أي بلد من بلدان العالم، تهدد كذلك الإستقرار الإجتماعي وأمن البلاد"، مذكرا بأن تونس منخرطة كليا في الجهود المبذولة في مجال مقاومة الفساد وقد وضعت استراتيجية وطنية في الغرض.

وأوضح في هذا الصدد، أن هذه الإستراتيجية تقوم على مراجعة النصوص التشريعية ذات الصلة، وضمان ملاءمتها وانسجامها مع مضامين الدستور التونسي الصادر في 2014 ومع الإتفاقيات الدولية، فضلا عن تعزيز آليات الوقاية والمنظومة الرقابية.



وأكد أن مقاومة الفساد بصفة ناجعة، تتطلب تعزيز دور هيئات التعديل المستقلة، وإدخال إصلاحات عميقة على الإدارة التونسية، وتطوير الإدارة الإلكترونية، والإسراع بالنظر في الملفات، واختصار الآجال وضمان استقلالية القضاء، ودعم تكوين القضاة.

كما أبرز أهمية دور وسائل الإعلام في مقاومة الفساد، مع وجوب تفادي الثلب وبث المعلومات المغلوطة وانتهاك حرمة الحياة الخاصة للأشخاص، معتبرا أن مقاومة هذه الظاهرة مسألة تهم الجميع، وداعيا الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والقضاة والإدارة التونسية وكل الأطراف، الى الإنخراط في هذا الجهد الوطني.

من جهته أكد سفير فرنسا بتونس، أوليفيي بوافر دارفور، إلتزام بلاده بمساندة تونس ودعمها في جهودها الرامية إلى مقاومة ظاهرة الفساد، ولاسيما من خلال تبادل التجارب والخبرات في هذا المجال، مشيرا إلى أن "الفساد ظاهرة كونية تعرقل النشاط الإقتصادي، من خلال تحول جزء من الإستثمار لفائدة مصالح خاصة، بما يضر بالصالح العام".
ولاحظ السفير أن من مخلفات استشراء الفساد، "هجرة رؤوس الأموال والموارد البشرية إلى بلدان أخرى، بحثا عن مناخ أكثر استقرارا وأمانا".

من ناحيته، صرح شوقي الطبيب رئيس الهيئة الوطنية لمقاومة الفساد، بأن الفساد يكلف تونس 4 نقاط نمو، وخسارة كبيرة على مستوى مداخيل الدولة بسبب الإقتصاد الموازي، مبينا أن هذه المسألة "تعتبر في مقدمة التحديات التي تواجهها البلاد، لا سيما وان الشعب التونسي ما انفك يطالب من خلال المجتمع المدني ووسائل الإعلام بإجراءات ونتائج ملموسة والكف عن الخطابات والوعود".
ولاحظ الطبيب، أنه رغم إقرار خطة وطنية لمكافحة الفساد والحوكمة الرشيدة في ديسمبر 2016 ، وإدراجها ضمن بنود "وثيقة إتفاقية قرطاج"، إلا أنه ما زال هناك الكثير من الإجراءات التي يجب إتخاذها، من ذلك إرساء هيكل مستقل يتمتع بصلاحيات حقيقية وبآليات ناجعة للإضطلاع بدوره في هذا الإتجه على أفضل وجه.

أما المحامية الفرنسية والنائبة بالبرلمان الأوروبي إيفا جولي، فقد أبرزت في مداخلتها تحت عنوان "مكافحة الفساد: الدور الأساسي للضغط الشعبي"، أهمية الإرادة الشعبية والمسؤولية الموكولة للمجتمع المدني في مكافحة هذه الظاهرة، قائلة في هذا الصدد " وحده الرأي العام الوطني قادر على تحقيق تقدم في هذا الإتجاه"، مبينة "أن الإفلات من العقاب يعمق الإحساس بإنعدام العدالة الذي يعد محرك الضغط الشعبي"، وفق تقديرها.
وإعتبرت أن مقاومة ظاهرة الإفلات من العقاب، تمر بالضرورة عبر المراقبة التي يمارسها المجتمع المدني، وإلزامية تطبيق مبدأ الشفافية والتصريح على المكاسب بالنسبة الى المنتخبين وسامي المسؤولين بالمؤسسات العمومية والقضاة، مؤكدة ضرورة فتح تحقيقات وإعلام الرأي العام بنتائجها.
وأبرز القاضي بالسفارة الفرنسية بتونس كريستيان فاناتيي، أهمية هذه التظاهرة "الأيام الأولى الفرنسية التونسية حول مكافحة الفساد" في دعم العلاقات الثنائية بين البلدين، قائلا في هذا الصدد "إنها مرحلة أولى في إنتظار تجديدها سنويا إلى غاية إقتلاع الفساد من جذوره".
وسيناقش المشاركون في هذه التظاهرة من تونس وفرنسا على مدى يومين، العديد من القضايا ذات العلاقة بالفساد، على غرار التوقي من هذه الظاهرة في التجمعات المحلية والمؤسسات، والحد من الفساد عبر إرساء مؤسسة قضائية ، بالإضافة الى مسائل أخرى تهم التصرف والحجز ومصادرة الممتلكات المتحصل عليها نتيجة الفساد، ودور الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والمجتمع المدني في مقاومته.
تجدر الإشارة، إلى ان النقاشات التي دارت خلال هذه التظاهرة تم بثها مباشرة بكليات الحقوق بكل من تونس (المنار) وأريانة وصفاقس وسوسة.
إت/ سبل


Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 142713

Mandhouj  (France)  |Lundi 15 Mai 2017 à 20:37           
الهيئة العليا للإنتخابات، خطاب الرئيس ، حملة مانيش مسامح ، قضية الأسعار ، ... اليوم الحيني للتونسي تتحكم فيه قرارات اليوم ، مستقبل التونسي تتحكم فيه قرارات اليوم ...


الشعب يريد معرفة حقيقة ما يحدث داخل الهيئة العليا للإنتخابات.. مع المضي في تفعيل ورقة رئيس الجمهورية ، خارج هيئة وطنية تضم كل الأطراف المعنية بإستكمال مسار العدالة الانتقالية المصالحة الوطنية ، مع ما نسمع من محاولات غير لائقة بالصراع الديمقراطي النزيه ، لتشليك الانتخابات البلدية ، لتكون تمثيل للقوى الحاكمة اليوم ، مع مع ... يمكن أن يعتبر الملاحظ للحياة السياسية التونسية أن هناك إنقلاب فعلي على المؤسسات و الهيئات الدستورية لتخدم مصلحة قوة معينة .
الغوغاء الاعلامية ارادت أن توحي بأن الشعب ينتظر شيئا ما من خطاب الرئيس الأخير .. الجميع علقوا أقلامهم أسبوع كامل .. حتى في الأخير يأتي على فم رئيس الجمهورية قرار سيادي كان يمكن أن يتخذ دون كل ذلك الهيلمان (توظيف أموال الدولة في الاجتماعات ، الصور ، ... البروتوكول ).. حراسة المنشآت الاقتصادية و الحيوية ، إذا كان هناك تهديد إرهابي يمكن أن يأتي الجيش يدعم عمل القوات الأخرى الحاملة للسلاح، و ذلك في إطار لعب دوره في الدفاع عن الوطن.. على كل حال هذا
موضوع أخذ الكثير من النقاش .. الرئيس له أن يتخذ قرار سيادي لكن ليس له أن يحدد طريقة التفعيل .. المهم هو عدم إقحام الجيش في التعامل مع معتصمين سلميين .. ترك المنشآت تستخرج النفط أو الغاز (تعمل ) هو مهمة السياسي ، عبر النقاش ، الحوار ، الشفافية ، تفعيل لجان المراقبة الديمقراطية و الاجتماعية؛ و الأمن سوف لا يتعب في حماية المنشآت ... نحن نريد للحكومة أن تتخذ كل الاجرآت و آليات المدنية و السياسية لحلحلة الأمور .. كيف فعلت الحكومة للتقليص من أسعار بعض
المواد في الأسبوعين الفارطين ؟ كيف ستفعل الحكومة للسيطرة أكثر على السوق و على الترويج ؟ ليس بالجيش ... ما نجحت فيه الحكومة في السيطرة نوعا ما على الأسعار (أسعار بعض المواد الغذائية ) في الفترة الأخيرة ، لم تنجح فيه بتدخل الجيش . هكذا حماية المنشأت الحيوية و عملها ... حسب رأي الأساس هو نعم أم لا للدخول في عملية متكاملة لإستكمال المسارات العالقة ؟ هذه الارادة السياسة إذا تتوفر ستكون في صالح كل الوطن .. المسار الدستوري (هيئات و محكمة دستورية). حتى
تكون لنا الدولة القوية مسار العدالة الانقالية المصالحة الوطنية دون إنقلاب على مصالح الشعب ، مسار الذهاب للنظام الامركزي و القيام بإنتخابات بلدية و جهوية ديمقراطية و شفافة ، مسار إستكمال قيم الدستور و تشريع القوانين اللازمة لحماية حرية الضمير ، طاقات التجديد و الابداع ، ... قانون المساواة الذي دونه سيبقى الدستور مقبر في ورقه . دون هذا لا يمكن خلق مناخ ملائم للإستثمار ، لا يمكن فتح مسار التنمية . منظومات و هيئات الشفافية، آليات المراقبة الدستورية و
الاجتماعية عبر النقابات و المنظمات الاجتماعية، و جمعيات المجتمع المدني ، هو حماية لسائس قبل كل شيء .. هذا الشيء يجب أن يفهمه الحاكم اليوم و غدا، حاكم اليوم و الذي سيحكم غدا .. هكذا يمكن مقاومة الفساد ، مقاومة الموازي ، إرجاع الثيقة بين المواطن و الدولة ، بين المواطن و السياسة .. بعد أسبوع من المشاهدة المباشرة لحياة الناس في كثير من المدن و القرى ، و نقاشات في المقاهي و غيرها ، مع الكثير ممن لا ينتمون للأحزاب ، مع كثير من أبناء القواعد الحزبية
لكثير من الأحزاب ، ... إزدتت قناعة بهكذا طريق حل لما تعانيه تونس .. يجب أن يدخل الجميع في حوار جدي و أن ننتهي عن المصالح الذاتية و الحزبية الضيقة.. هل يمكن للأحزاب إحداث هذا الانتقال العقلي و الذهني ؟ اتمنى أن يكون الجواب بنعم .. اتمنى لبلادنا السلامة .


babnet
*.*.*
All Radio in One