لقد أحدثت تونس نجحات أمنية بارزة في حربها على الارهاب ، لكن توجه البعض لبؤر التوتر لا يزال مستمر ، محاولات من أفراد أو مجموعات لهز الأمن العام ، هي تهديدات لا تزال قائمة ... نتمنى أن تحدث تونس نجاحات في حربها على الارهاب ، على الفساد ، ليس أمنية فقط ، و إنما على مستوى ربح معركة الأفكار، ربح معركة أهداف الثورة .

الحرب على الارهاب و التوجهات المتطرفة ، هي حرب فكرية أيضا .. أمام فشل النخبة في ربح هذه المعركة ، و أمام فشل النظام السياسي في إقامة عقد إجتماعي كامل و متكامل ، يربح المعركة ضد التهميش و ضد التخلف ، خاصة الاجتماعي و الاقتصادي ، تبقى هناك فراغات كثيرة في المجتمع ، يتسلسل منها فكر التطرف و تتسلل منها الخيارات الفردية القاتلة (الانزواء على النفس، الهجرة السرية، الذهاب لبؤر توتر، الحلول الموازية عبر الاقتصاد الغير منظم ، الانتحار ، التجارة بالنفس
،…).
المجتمع يعاني، و النخبة لست أدري ماذا تفعل …؟
تبقى المسؤولية المباشرة للفرد ، لمحيطه القريب ، كما للدولة، لذلك أن الجهد للتصدي لهكذا خيارات ، مشترك أو لا يكون . المشكل المطروح هو في عودة المجموعات التي شاركت في هكذا قتال ، لتونس … كما يطرح المشكل أيضا في عودة المهاجرين السريين في حالة طردهم من دول أوروبا كيف ستحتضنهم الدولة ، حتى لا يلجؤا من جديد لحلول فردية من هذا النوع أو ذاك ؟
حقيقة نحن نعيش ألم . و اتمنى أن تكون الأحزاب السياسية مشاركة في الحلول و ليس في تأزيم الوضع .