حول جدل ''واحات جمنة'' : بامكان الأراضي الدولية توفير 200 ألف موطن شغل

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/terressss140316.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - (وات/تحرير أيمن الزمالي) - لا يقتصر ملف واحات جمنة الذي أسال كثيرا من الحبر وخلق جدلا واسعا، على البعدين القانوني والسياسي، "فبامكان الأراضي الدولية أن توفر 200 ألف موطن شغل على أقل تقدير اذا ما عرفت الدولة استغلالها بشكل جيد كما تؤكد ذلك عديد الدراسات "، حسب الخبير في المخاطر المالية مراد الحطاب.
فتعتبر تجربة واحات جمنة كما يذهب الى ذلك الحطاب، " تجربة سابقة من نوعها في تونس اقتربت من مفهوم الاقتصاد التضامني والتشاركي، استغل فيها أهالي جمنة أراض دولية وتقاسموا ووزعوا أرباحها في مشاريع تنموية في جهتهم ".
ويؤكد الحطاب على ضرورة أن تستغل الدولة هذه القضية ايجابيا ، رغم تشديده على أن "الحق المسجل لا يسقط بتقادم الزمن، أي أن الحق يعود للدولة بالنسبة لواحات جمنة المسجلة بالملك العمومي".

وتمسح الأراضي الدولية، حسب الحطاب ، 6 مليون هكتارا، موجودة تقسيماتها في كامل تراب الجمهورية، وهي تاريخيا في مجملها أراض للعروش، جماعية .




ويضيف أن الحل الأنجع لاستغلالها هو "تقسيمها الى أراض صغيرة بين 5 هكتارات و20 هكتارا بين الأهالي والمهندسين الفلاحيين في شكل شركات احياء ، يمكنها أن توفر كما تم الاشارة الى ذلك ، 200 ألف موطن شغل " .
ويحذر الحطاب من أن جهات بأكملها ستصبح مقفرة خالية من السكان كباجة والكاف بعد 50 سنة اذا ما تواصل نسق الهجرة الداخلية على ما هو عليه، واذا ما تواصل الوضع التنموي الصعب في الجهات وعدم قدرة الدولة على التنمية بها".
ويؤكد الحطاب أن جدل جمنة سيتكرر في أكثر من موقع، وقد تكون له تبعات سلبية ويخلق أزمات بالبلاد.
ويرى أن على الدولة أن تقتنع بنجاعة وفعالية الاقتصاد التضامني والتشاركي لتشريك المواطنين في تنمية جهاتهم ومناطقهم ، مع المحافظة على دولة مركزية قوية ومتحكمة في مجريات الأمور.
وعودة لجدل "واحات جمنة"، اثر تطور الأحداث يوم الأحد الفارط، واقدام جمعية حماية واحات جمنة التى تستغل هذه الواحات على بيع محصولها في بتة عمومية، فان يؤكد كلى الطرفان (الدولة وجمعية حماية واحات جمنة) على أن باب الحوار مازال مفتوحا ، وأن واحات جمنة على ملك الدولة، فان الخلاف حول ملف هذه الواحات سيعرف تطورات جديدة على مستوى القضاء.
وستلجأ كتابة الدولة لأملاك الدولة والشؤون العقارية، للقضاء مرة أخرى لحماية الملك العمومي واسترجاع ما تم افتكاكه لفائدة المجموعة الوطنية، حسب ما أكد ذلك مبروك كرشيد كاتب الدولة لدى وزبر المالية المكلف بأملاك الدولة والشؤون العقارية، في تصريح ل"وات".
وأضاف كرشيد في تعليقه غلى التطورات في هذه القضية، أنه ليس هناك مبرر لتشريع الفساد بالفساد، وأن الدولة تحاور التونسيين على قاعدة القانون وأن الالتجاء للقانون ليس تهديدا وانما هو حق ، مشددا على أن الدولة تدخلت لاسترجاع عقارها لا أكثر ولا أقل.
واعتبرت الوزارة في بيان رسمي صادر عنها ، أن ما وقع في هنشير "ستيل" والمعمر لجمنة من ولاية قبلي التابعين لملك الدولة يوم الأحد 9 أكتوبر 2016 لن يضفي شرعية على تصرف باطل في الملك العمومي وستتولى أجهزة الدولة حماية ملك المجموعة الوطنية وهو من أوكد واجباتها.
من جهته، أكد الطاهر الطاهري رئيس جمعية حماية واحات جمنة، ل"وات" أن الجمعية ستتوجه بدورها للقضاء لرفع قضيتين مدنيتين، تعنى الأولى بنفي الصفة الدولية في جزء من واحات جمنة والثانية لطلب تعويضات على خلفيات استغلال الدولة لجزء من واحات جمنة بغير حق منذ الاستقلال.
وأضاف الطاهري أن الجمعية تتحمل مسؤوليتها في اقدامها على بيع محصول واحات جمنة ، وستواصل استغلال وتعمير الواحات وأنها ستعمل على البحث عن حلول ترضي مختلف الأطراف ، قائلا "نحن مستعدون لتسوغ هذه الأرض".
ويؤكد الطاهري أن الجمعية تطالب بالمحاسبة، وهي تمتلك جميع الوثائق المعنية باستغلال الواحات منذ 2011 والتصرف في مداخيلها، مضيفا " ما على الدولة الا أن تنظر في الفرق بين ما كان عليه أمر واحات جمنة قبل 2011 وواقعها اليوم".
أما زهير المغزاوي النائب بمجلس نواب الشعب ، الذي كان حاضرا أثناء عملية البتة، فيعتبر في تصريح ل"وات" أن الموضوع ليس قانونيا فقط ولكن يتداخل فيه البعد السياسي أيضا، فالواحات ملك الدولة وقد استحوذ عليها الأهالي ومنعوها من الحرق والاتلاف وجعلوا منها "مورد رزق لعشرات من أبناء الجهة وأصبحت محرك تنمية للجهة".
وأضاف المعزاوي أن المفاوضات مازالت مستمرة حول الموضوع وأن الأقرب هو ايجاد حل سلمي يحفظ لقمة عيش أبناء جمنة وحق الدولة أيضا.
من جانبها تواصل الدولة تنفيذ قرارات الاخلاء، باخلائها لضيعتين فلاحيتين أخريين في زغوان ، وفق بلاغ صادر عن كتابة الدولة لدى وزارة المالية المكلفة بأملاك الدولة والشؤون العقارية .
ويتنزل هذا القرار، في اطار المقاربة القانونية التي تنتهجها أجهزة الدولة وفق استراتيجية واضحة بغاية استرجاع أملاك المجموعة الوطنية وحمايتها وفق نفس البلاغ.


Comments


7 de 7 commentaires pour l'article 132178

Ammar  (Tunisia)  |Mardi 11 Octobre 2016 à 18:05           
جمنة اليوم... الاقتصاد التضامني... تصرف الأهالي في واحاتهم... الدقلة في عراجينها... 1.7 مليون دينار... شعبوية واستقواء على الدولة...
جمنة أمس... الاقتصاد المافيوزي... تصرف الفساد... الدقلة في جيوب السراق مقابل 16 ألف دينار... حوكمة رشيدة وهيبة الدولة...

Mourad Jemni  (Tunisia)  |Mardi 11 Octobre 2016 à 17:52           
بعد ستة سنين باش عرفنا انا قادرين على تشغيل 200 الف وقتاش تتحرك و تفيق. رايه العجلة تدور

Med Maaloul  (Netherlands)  |Mardi 11 Octobre 2016 à 15:51           
توة كيف يوزعوا الأراضي الدولية على صغار الفلاحين و المهندسين الشبان، منين باش ياكلوا السراق الكبار اللي يطلعوا أحزاب للسلطة و يطيحوها؟
بربي سيبوهم يسرحوا خير ما يرجعلنا الإرهاب في الشعانبي...
ثم، بجاه ربي، بشكون ناوين تصلحوا؟ بالباجي مزور إنتخابات بورقيبة و إلا بهاك الشيوعي الفاشل اللي حطوه وزير فلاحة؟

Nasehlelleh  (Tunisia)  |Mardi 11 Octobre 2016 à 15:30           
المعادلة الصعبة تكمن في ما هو انفع للوطن ارض على ملك الدولة احيانا جرداء وفي احسن الحالات ذات مردودية ضعيفة ام ارض شبه مستولى عنها وهي مثمرة وذات مردودية عالية وطاقة تشغيلية وتنموية للفلاحين والجهة .هنا يجب ان تتدخل العبقرية التونسية التي طالما تفاخرنا بها امام الامم لتجد الحل التشريعي والقانوني المناسب لتحفظ للفلاحين والاهالي موردرزقهم وتنميتهم وتحفظ في الان نفسه للدولة حقوقها وهيبتها. لدينا من الخبرات في القانون والدراسات و المحاسبات ما يمكن من
التغلب على المعضلة بطريقة قانونية مرنة وشفافة. فربما تكون واحة جمنة مدخل لاستفتاء واستشارات وطنية واسعة ونموذج للاستثمار في قطاع هو ام القطاعات في بلادنا منذ القدم .فمعا لتعود تونس مجددا مطمور اروبا والعرب

Mostapha Sg  (Tunisia)  |Mardi 11 Octobre 2016 à 15:13           
لسائل ان يتساءل وكيف اعطيت الهناشبر لما يسمى بالمناضلين في عهد بورقيبة فهل الدولة بعد الثورة لا تسترجع هاته الاراضي

Mandhouj  (France)  |Mardi 11 Octobre 2016 à 14:50           
يتبع

إن الدولة ذهبت في هذا التمشي سيكون هناك إمكانية فتح قسم جامعي أو مدرسة عليا لها عديد الاختصاصات في هذا الميدان من الاقتصاد الجديد بالنسبة لتونس بكل فروعه (الفلاحية ، و كل ما يهم حول الانتاج و تربية المواشي ، الحليب ، صناعات تحويلية ، ... سيكون هناك مخابر علمية جديدة ... ثم نؤسس لمراكز تكوين في المهن الجديدة ) حتى نضمن التكوين للعامل على مدى مساره المهني ...

شخصيا أعريد لبلدي أن يدخل دورة جديدة من الإبتكار ، دورة جديدة من التنمية ، و هنا يمكن أن نفكر في منوال تنموي جديد يتحكم فيه المركز ، العامل و المجتمع المدني ... سوف نخلق هذه الديناميكية ، دون خلق بؤر فساد جديدة ... نربح في جزء كبير المعركة ضد البطالة ، العملية التنموية سوف تقترب من المدرسة و المدرسة سوف تقترب من العملية التنموية و الانتاجية بكل قطاعاتها ... هذا أكبر إقلاع نحققه ... ثم الدولة ستجد موارد مالية جديدة ، و هكذا في جزء كبير نربح حسن
توزيع الثروة ، نربح في جزء كبير القطع مع سياسات التهميش للجهات، ...

لا تضيعوا هذه الفرصة .

Mandhouj  (France)  |Mardi 11 Octobre 2016 à 14:36           
أنا مع التأسيس لمنظومة عمومية (تركباتها تكون من ممثلين للدولة ، كما لاختصاصيين في إدارة الاقتصاد التضامني ، التشاركي ، الاجتماعي ، و من المواطنين و جمعيات المجتمع المدني )، ترشد ، هذه التجارب و تمكنها من النجاح أكثر ... هذه فرصة لتفادي خلق بؤر فساد جديدة ، و ليس إستحواذ على ملك الدولة ... أما التقسيم لي 5 إلى 20 هكتار ، هذا يجب دراسته ، لأن هناك ضيعات تصل إلى أكثر من 20 هكتار و تجزأتها قد لا يسمح بالإستثمار فيها كما يجب ، خاصة حتى تكون ذا
مردودية إقتصادية ، تنموية ، و إجتماعية في خلق فرص عمل كما يجب ...

منظومة الاقتصاد التضامني ، التشاركي ، الاجتماعي ، ستكون فرصة تاريخية لتونس الدولة و المجتمع .. خاصة في إطار نظام اللامركزية ، حيث سيكون النائب المحلي (السياسي قريب ) .. و تكون هناك آليات مراقبة ديمقراطية ، إجتماعية و مؤسساتية كذلك تابعة للمحليات -البلدية ، الإقليم - و للمركز -الحكومة -.

هذا النوع من التسيير الاقتصادي يمكن أن يمس قطاعات أخرى من الانتاج الصناعي ، التحويلي، ...

يمكن الإستفادة من عدة تجارب و خلق التجربة التونسية في ما يمكن أن نسميه (حوكمة إقتصادية جديدة ، فاعلة ، منتجة ، آليات الشفافية فيها متوفرة ، و انفتاحها يمكنها أن تنمو أكثر و بسرعة فائقة ).

يجب الدولة أن يكون لها وضوح الرؤية و إستعداد لتجاوز سلبيات الماضي و اخفاقاته؛ و هنا المجتمع المدني ، الأخصائيين يمكن أن يكونوا يد عون للدولة في وضع هذه الرؤية الجديدة و المتكاملة .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female