خميس كسيلة الظاهرة الصوتية

عادل السمعلي
من المؤكد أن الحياة السياسية في تونس تعيش حالات مرضية من التأزم والاضطراب على مستوى أحزاب الترويكا وعلى مستوى أحزاب المعارضة على حد سواء و ستبقى هذه الحالة مستمرة لمدة معتبرة نرجو أن لا تطول كثيرا وهذه من الأشياء المتوقعة و المفهومة بعد طول تصحر وجفاف سياسي في المشهد التونسي إذ يمكن لنا التأكيد أن الحياة السياسية الحقيقية في تونس ابتدأت بتاريخ 14 جانفي 2011 تاريخ الانفلات من قيود النظام الديكتاتوري مما يجعل هذه البدايات المتعثرة لها ما يبررها.
من المؤكد أن الحياة السياسية في تونس تعيش حالات مرضية من التأزم والاضطراب على مستوى أحزاب الترويكا وعلى مستوى أحزاب المعارضة على حد سواء و ستبقى هذه الحالة مستمرة لمدة معتبرة نرجو أن لا تطول كثيرا وهذه من الأشياء المتوقعة و المفهومة بعد طول تصحر وجفاف سياسي في المشهد التونسي إذ يمكن لنا التأكيد أن الحياة السياسية الحقيقية في تونس ابتدأت بتاريخ 14 جانفي 2011 تاريخ الانفلات من قيود النظام الديكتاتوري مما يجعل هذه البدايات المتعثرة لها ما يبررها.
إلا أن الاشياء التي لا أجد لها تحليلا و لا فهما و لا تبريرا هو محاولة بعض التيارات السياسية التي ليس لها منخرطين ولا أنصار ولا متعاطفين أن تحتل المشهد الاعلامي التونسي تنظيرا وتحليلا و صراخا وتهديدا يصل درجة الفحش و البذاءة ولا تتواني عن التحدث باسم الشعب الذي هو في أغلبه لم يسمع بهذه التيارات إلا من خلال الاعلام إن جزء كبير من المشهد السياسي التونسي لا يعدو أن يكون ظواهر صوتية وتلفزية ووجودها مرتبط ارتباطا قويا بمدد البث الاذاعي والتلفزي.

ومن الظواهر الصوتية في المشهد التونسي ما بعد الثورة نجد السياسي والحقوقي واليساري التجمعي خميس كسيله وهو أحد رفاق النضال والمقربين من وزير بن علي السابق محمد الشرفي صاحب نظرية تجفيف المنابع وهي النظرية الذي ابتكرها اليسار الانتهازي وطبقها نظام بن علي أوائل التسعينات ليستتب له الأمر فملأ على إثر تطبيقها السجون والمعتقلات والمنافي وأفسد الذوق العام ودمر برامج التعليم الثانوي والعالي لنجد نفسنا بعد ذلك أمام مشهد تونسي بدون طعم ولا رائحة .
مسيرة خميس كسيله تدرجت من أقصى اليسار المتطرف إلى التجمع الدستوري الديمقراطي ثم من التجمع الدستوري إلى المنفى بفرنسا حيث حكم عليه غيابيا في قضية أخلاقية وبعد رجوعه لتونس بعد الثورة ينضم لحزب التكتل من أجل الحريات حيث شق صفوفه وأحدث به بلبلة توجت بانشقاقات داخله قبل أن يتنقل لحزب نداء تونس ويرجع لمهده الأول من بقايا حزب الدستور ويتموقع داخل الجناح اليساري المتشدد داخل هذا الحزب .
لقد تم انتخاب خميس كسيله، الممثل الرسمي للتجمع أمينا عاما للرابطة التونسية لحقوق الإنسان خلال المؤتمر الخامس الذي انعقد أواخر الثمانينات ولكن ما لبث أن أدين هذا الأخير في قضية تحرش جنسي فحكم عليه غيابي بعد الإجراءات التخفيفية، ب10 سنوات سجن مما نتج عنه إقصاؤه من التجمع الدستوري الديمقراطي و استقراره بفرنسا وإن كان البعض يؤكد أن هذه التهمة ملفقة وكيدية إلا أن تاريخ الرجل لا يخلو من إثارة الشك و الجدل فقد سبق أن تم إعفاءه من وظيفته قبل ذلك كموظف في الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية بعد خمسة عشر عاما، وتم اعفاؤه من العمل في 6 فيفري 1996 لتهمة مشابهة تتعلق بمحاولة التعدي الجنسي على موظفة بالشركة .
لقد صرح خميس كسيله منذ مدة أن اليوم الذي سيمرر فيه قانون تحصين الثورة سيكون يوما أسود في تاريخ تونس وهذا التصريح لا يمكن أن يفهم إلا في إطار تاريخ كسيله مع حزب التجمع من سنة 1989 إلى سنة 1996 حيث كان قياديا في رابطة حقوق الانسان ممثلا لحزب التجمع المنحل قبل أن يتورط في قضية تم فصله على إثرها من الحزب فألتحق بالمنفى بفرنسا.
إن مسيرة خميس كسيله الظاهرة الصوتية الذي أصبح يتكلم هذه الايام وكأنه رئيس دولة أو وزير أول فهو يهدد ويزمجر ويعطي الاوامر والتعليمات عن طريق الاذاعات والتلفزات وكأنه الحاكم بأمره تستحق الدراسة والتأمل من طرف علماء الاجتماع ومختصين علم النفس لأن هذه الظاهرة تستبطن شخصية سياسية جديرة بالدراسة والفهم والتحليل...
Comments
9 de 9 commentaires pour l'article 70706