
محمد الحمّار
عندما كنتُ أكتب في في جريدة Tunis Hebdo في ثمانينات القرن الماضي كنت أضرب المثل بأسلوب الأستاذ الطاهر الفازع في الكتابة بلغة فولتير. ثم بعد سنين عديدة استمعت له في برنامج "كليمة حلُوّة" على إذاعة اكسبراس آف آم واستمتعتُ بأسلوبه في الحديث باللهجة العامية التونسية. لكن ها هو اليوم يكشف القناع عن الدواعي وراء استخدامه للدارجة. هنا تنسحب حصة إعجابي بالكاتب لتترك المجال لبعض النقد عسى أن تستوي عجلات الإبداع، لا فقط لدى الأستاذ الجليل بل عند كل مبدعٍ تونسي وعلى الأخص مَن هُم من فئة الشباب.
في حديث أجراه معه مُعد برنامج "الماتينال" على إذاعة شمس آف آم (الجمعة 10 مارس ابتداء من س 8 و20د صباحا) يصرح الطاهر الفازع أنّ الدارجة التونسية لغة وليست لهجة زاعما أنّ هذه خلاصة بحثٍ قام به في المسألة ومثيرا نقاطا عدة سوف أتولى التعليق على أهمِّها في ما يلي:
- يقدّم الطاهر الفازع موضوعه بـ"علماء اللغة يقولو أنها (الدارجة التونسية) لغة، جْماعة العربية يقولو أنها لهجة...علما أنو اللهجة تِسْبِق اللغة)": أفهمُ أنّ الكاتب، ضمنيا، يعتبر علماء اللغة ليسوا من علماء العرب وينفي صبغة العلم عن النخب العربية فيُسميهم "جْماعة العربية". إذا اتبعنا هذا المنطق سنفهم أن العالِم غير المتمكن من الإثنين معا (دارجة وفصحى)، حين يَدرس الدارجة بلا رجوع الى الفصحى (كما فعلَ من سمّاهم علماء اللغة) سوف يستنتج أنها لغة بينما لو هو بحَث فيها بالمقارنة مع الفصحى (كما بفعل "جْماعة العربية") فسيتيَقن أنها سليلة الفصحى. بالإضافة إلى ذلك، حين نتذكر أنّ الدارجة التونسية، ككل الدارجات، آخذة من اللهجات العربية القديمة التي وُلدت قبل العربية الفصحى وأنها لم تنزل على التونسيين مثل نزول الوحي، سنَعِي أنها سابقة للفصحى. ثم ليس لأنها بَعد ذلك أخذَت كلاما وقواعد من الشلحة ومفردات من التركية والإيطالية والفرنسية سنرفض صبغة سبَقها على الفصحى.
- يُشدد الطاهر الفازع على التوجه الحالي للكتابة والنشر بالدارجة في تونس وفي بلدان عربية أخرى. على عكس الأستاذ الذي يرى هذا انتصارا للدارجة على حساب الفصحى، أرى أنه دليل على أنّ للفصحى وجود لا يتزحزح، بناء على أنها ركيزة الدارجة. أي لو لم تكن الدارجة مُحاطة برعاية الفصحى لها، لَما لقَت المنشورات بالدارجة رواجا ولَما كان سي الطاهر وغيره (وأنا منهم) حتى لِيُفَكروا في الإنتاج بالدارجة. فبمجرد أن يختار المرء عنوة مخاطبة الناس بالدارجة فقد اعترف ضمنيا بأنها دارجة بالمقارنة مع أصلها (الفصحى). ثم إنّ الرواج الواسع الذي تعرفه بعض الكتب المحرَّرة بالعامية (مثل كتب درة الفازع) لا يعود إلى استحالة الفصحى على منافسة العامية في الكتابة بقدر ما يعود من جهة إلى عدم اعتراف الناطق باللسان العربي بالعلاقة الوطيدة بين المدونتين ومنه إلى عدم التفكير في تطوير التعبير بالفصحى في ما يخص المواضيع الحديثة والمستحدثة، ومن جهة ثانية إلى نوعية المحتوى في تلك الكتب والتي تتميز بالتعبير عن اللامقول والمخفي والشاذ والمُحرم في حياة مجتمع مكبوت. بالتالي لو كان الطاهر الفازع وأمثاله قادرين على تطوير التعبير بالفصحى عمّا يريدون التعبير عنه لَما اتخذوا مثل تلك المواقف الناكرة لدور ومكانة وجميل الفصحى. وكما يقول المثل الشعبي الذي لا أخاله يخفى على الأستاذ الطاهر الفازع، "اللي ما يَخلِطش عَالرّيّة، يقول مَنْتَنْهَا هِيَ". في المقابل قد نالت رواية الأستاذ شكري المبخوت "الطلياني"الجائزة العربية المتميزة ("البوكر" لسنة 2015) لأنه فعَل بالفصحى ما عجز الطاهر الفازع عن فعله بها: عبّر بها عن الذات الإنسانية الخفية، الشعورية واللاشعورية، للتونسي، بشكلٍ يجعل القارئ العربي، سواء كان تونسيا أو سعوديا أو صوماليا، يتفاعل مع أحداث الرواية وكأنها مصورة بتقنيات HD و K و 3D.
- أمّا عن حُكم الأستاذ الفازع بأنّ "الدارجة التونسية مُتجهة للمالطي تَوة" أقول إنّ المالطية لغة لأنها لديها لغة مرجعية وهي المالطية القديمة قبل دخول الإيطالية الصقلية واللهجة التونسية فيها بينما الدارجة التونسية لهجةٌ لأنها ليست هي المرجع وإنما العربية الفصحى هي مرجعها (الأبجدية، المعجم الأصلي، الضمائر الخ)
- يدعو الكاتب معدَّ البرنامج أن "إي تْحِبْ على روحك إنتِ" ناصحا بأن لا فائدة من التعلق بالعربية بناء على أنّ الواقع قد تغيّر بما معناه أنّ "الشبكات الاجتماعية" واستعمال الحروف اللاتينية في كتابة العربية وغلبة الصورة على الحرف والكلمة هي التي تسببت في تدهور الملكة اللغوية عند شباب المدارس والجامعات، ما يستوجب الاستغاثة بالدارجة، غير دارٍ بأنّ السبب الأول في ذلك الانحلال اللغوي هو عدم الوَصل بين الدارجة والفصحى. كما أنه قد يخفى عليه أيضا أنه يجوز للمرء أن يعتمد الدارجة في التدريس والشرح والتفسير لكن لا بعقلية الاستسلام للأمر الواقع، بما فيه الهروب من الفصحى إلى درجة محاولة استبدال الدارجة بها، إنما بعقلية عِلمية تعتمد تسهيل المد والجزر بين المدونتين مع اعتماد قواعد الفصحى كمرجعية ولغاية تحقيق التوازن السيكولوجي عند المتعلم أو مستخدم المواقع الاجتماعية.
- أخطرُ ما جاء في خطاب سي الطاهر أنه تكلم باسم التونسيين وزعم أنّ التونسي قد يعبر عن انتمائه إلى هوية أخرى غير التونسية العربية الإسلامية. هنا أريد أن أسأل السيد الفازع "هل أنك لا تعترف بعروبة اللهجة التونسية لأنّ فيها كلمات من المعجم البربري والإيطالي والتركي والفرنسي؟" إذا كان الأمر كذلك فكأنك تقول إنّ الفرنسية، لأنّ فيها من المفردات ما هو عربي وغولي Gaulois وروماني واغريقي وانجليزي وإيطالي فهي ليست فرنسية!!! وكأنك تنكر على الفرنسيين هويتهم الفرنسية لإثبات أنها غولية Gauloise !!!
وإلا كأني بك تقول إنّ الانجليزية، لأنها تحتوي على ما تيسّر من المعجم الفرنسي (بسبب الغزو النورمندي) و من المعجم السلتي Celtic والروماني والإغريقي والعربي، ليست انجليزية!!!
وكأني بك تعتبر الهوية البريطانية إشاعة بناء على قناعتك بأنّ سكان الجزر البريطانية سلتيون (أو "كلت") Celts أو غيليون Gaels!!!
أخيرا وليس آخرا، فلنتواضع ولَو بعض الشيء تجاه اللسان العربي من أجل أن تقريب المسافة بين الدارجة، أُمّنا، والفصحى، جَدّتنا، وحتى لن يتمادى بعضنا في السباحة ضد التيار بأن يفصلوا بين الولد /البنت(الشعوب الناطقة بالعربية) وبين الجدة ( الفصحى)، وهكذا يكونوا لا قدر الله قد أبعدوا وفصلوا، من حيث لا يشعرون، وعلى عكس ما يتمنَّونه، بين الشعوب الناطقة بالعربية وبين دارجاتها، لأنّه حين تفقد الدارجة ركيزتها الفصيحة تكون النتيجة انتحارية: تموت الفصحى وبعد بضعة أجيال تموت الدارجة بدورها. حينئذ تموت ثقافتنا ونصير عل نعت المثل الدارج "ڨرِيمِلّة، لا دين لا مِلة". وقتئذ، هل سينفع أيّ بحث للقيامة من مقبرة الثقافة؟ !
-----------------
* هذا النص نقلٌ لمدونة فايسبوكية باللهجة العامية نشرتُها على حسابي بتاريخ 10 مارس 2023. وقد حرصتُ على تحريرها بالعامية من جهة لأني أعتبر هذه اللهجة أكثر إيصالا للمعلومة وللمشاعر حين يكون المتلقي تونسيا، ومن جهة ثانية لأبيّن للكاتب الذي أوجه له النقد أن كتابتي بالعامية لا تمنعني لا من الكتابة بالفصحى لا من اعتبار العامية لهجة وليست لغة. أما نقلي للمدونة إلى العربية الفصحى فقد كان بدوافع تقنية تخص الخط التحريري للصحف التونسية وكذلك بدافع قناعتي أنه لا يمكن التخلي عن الفصحى بأي حال من الأحوال.
عندما كنتُ أكتب في في جريدة Tunis Hebdo في ثمانينات القرن الماضي كنت أضرب المثل بأسلوب الأستاذ الطاهر الفازع في الكتابة بلغة فولتير. ثم بعد سنين عديدة استمعت له في برنامج "كليمة حلُوّة" على إذاعة اكسبراس آف آم واستمتعتُ بأسلوبه في الحديث باللهجة العامية التونسية. لكن ها هو اليوم يكشف القناع عن الدواعي وراء استخدامه للدارجة. هنا تنسحب حصة إعجابي بالكاتب لتترك المجال لبعض النقد عسى أن تستوي عجلات الإبداع، لا فقط لدى الأستاذ الجليل بل عند كل مبدعٍ تونسي وعلى الأخص مَن هُم من فئة الشباب.
في حديث أجراه معه مُعد برنامج "الماتينال" على إذاعة شمس آف آم (الجمعة 10 مارس ابتداء من س 8 و20د صباحا) يصرح الطاهر الفازع أنّ الدارجة التونسية لغة وليست لهجة زاعما أنّ هذه خلاصة بحثٍ قام به في المسألة ومثيرا نقاطا عدة سوف أتولى التعليق على أهمِّها في ما يلي:
- يقدّم الطاهر الفازع موضوعه بـ"علماء اللغة يقولو أنها (الدارجة التونسية) لغة، جْماعة العربية يقولو أنها لهجة...علما أنو اللهجة تِسْبِق اللغة)": أفهمُ أنّ الكاتب، ضمنيا، يعتبر علماء اللغة ليسوا من علماء العرب وينفي صبغة العلم عن النخب العربية فيُسميهم "جْماعة العربية". إذا اتبعنا هذا المنطق سنفهم أن العالِم غير المتمكن من الإثنين معا (دارجة وفصحى)، حين يَدرس الدارجة بلا رجوع الى الفصحى (كما فعلَ من سمّاهم علماء اللغة) سوف يستنتج أنها لغة بينما لو هو بحَث فيها بالمقارنة مع الفصحى (كما بفعل "جْماعة العربية") فسيتيَقن أنها سليلة الفصحى. بالإضافة إلى ذلك، حين نتذكر أنّ الدارجة التونسية، ككل الدارجات، آخذة من اللهجات العربية القديمة التي وُلدت قبل العربية الفصحى وأنها لم تنزل على التونسيين مثل نزول الوحي، سنَعِي أنها سابقة للفصحى. ثم ليس لأنها بَعد ذلك أخذَت كلاما وقواعد من الشلحة ومفردات من التركية والإيطالية والفرنسية سنرفض صبغة سبَقها على الفصحى.
- يُشدد الطاهر الفازع على التوجه الحالي للكتابة والنشر بالدارجة في تونس وفي بلدان عربية أخرى. على عكس الأستاذ الذي يرى هذا انتصارا للدارجة على حساب الفصحى، أرى أنه دليل على أنّ للفصحى وجود لا يتزحزح، بناء على أنها ركيزة الدارجة. أي لو لم تكن الدارجة مُحاطة برعاية الفصحى لها، لَما لقَت المنشورات بالدارجة رواجا ولَما كان سي الطاهر وغيره (وأنا منهم) حتى لِيُفَكروا في الإنتاج بالدارجة. فبمجرد أن يختار المرء عنوة مخاطبة الناس بالدارجة فقد اعترف ضمنيا بأنها دارجة بالمقارنة مع أصلها (الفصحى). ثم إنّ الرواج الواسع الذي تعرفه بعض الكتب المحرَّرة بالعامية (مثل كتب درة الفازع) لا يعود إلى استحالة الفصحى على منافسة العامية في الكتابة بقدر ما يعود من جهة إلى عدم اعتراف الناطق باللسان العربي بالعلاقة الوطيدة بين المدونتين ومنه إلى عدم التفكير في تطوير التعبير بالفصحى في ما يخص المواضيع الحديثة والمستحدثة، ومن جهة ثانية إلى نوعية المحتوى في تلك الكتب والتي تتميز بالتعبير عن اللامقول والمخفي والشاذ والمُحرم في حياة مجتمع مكبوت. بالتالي لو كان الطاهر الفازع وأمثاله قادرين على تطوير التعبير بالفصحى عمّا يريدون التعبير عنه لَما اتخذوا مثل تلك المواقف الناكرة لدور ومكانة وجميل الفصحى. وكما يقول المثل الشعبي الذي لا أخاله يخفى على الأستاذ الطاهر الفازع، "اللي ما يَخلِطش عَالرّيّة، يقول مَنْتَنْهَا هِيَ". في المقابل قد نالت رواية الأستاذ شكري المبخوت "الطلياني"الجائزة العربية المتميزة ("البوكر" لسنة 2015) لأنه فعَل بالفصحى ما عجز الطاهر الفازع عن فعله بها: عبّر بها عن الذات الإنسانية الخفية، الشعورية واللاشعورية، للتونسي، بشكلٍ يجعل القارئ العربي، سواء كان تونسيا أو سعوديا أو صوماليا، يتفاعل مع أحداث الرواية وكأنها مصورة بتقنيات HD و K و 3D.
- أمّا عن حُكم الأستاذ الفازع بأنّ "الدارجة التونسية مُتجهة للمالطي تَوة" أقول إنّ المالطية لغة لأنها لديها لغة مرجعية وهي المالطية القديمة قبل دخول الإيطالية الصقلية واللهجة التونسية فيها بينما الدارجة التونسية لهجةٌ لأنها ليست هي المرجع وإنما العربية الفصحى هي مرجعها (الأبجدية، المعجم الأصلي، الضمائر الخ)
- يدعو الكاتب معدَّ البرنامج أن "إي تْحِبْ على روحك إنتِ" ناصحا بأن لا فائدة من التعلق بالعربية بناء على أنّ الواقع قد تغيّر بما معناه أنّ "الشبكات الاجتماعية" واستعمال الحروف اللاتينية في كتابة العربية وغلبة الصورة على الحرف والكلمة هي التي تسببت في تدهور الملكة اللغوية عند شباب المدارس والجامعات، ما يستوجب الاستغاثة بالدارجة، غير دارٍ بأنّ السبب الأول في ذلك الانحلال اللغوي هو عدم الوَصل بين الدارجة والفصحى. كما أنه قد يخفى عليه أيضا أنه يجوز للمرء أن يعتمد الدارجة في التدريس والشرح والتفسير لكن لا بعقلية الاستسلام للأمر الواقع، بما فيه الهروب من الفصحى إلى درجة محاولة استبدال الدارجة بها، إنما بعقلية عِلمية تعتمد تسهيل المد والجزر بين المدونتين مع اعتماد قواعد الفصحى كمرجعية ولغاية تحقيق التوازن السيكولوجي عند المتعلم أو مستخدم المواقع الاجتماعية.
- أخطرُ ما جاء في خطاب سي الطاهر أنه تكلم باسم التونسيين وزعم أنّ التونسي قد يعبر عن انتمائه إلى هوية أخرى غير التونسية العربية الإسلامية. هنا أريد أن أسأل السيد الفازع "هل أنك لا تعترف بعروبة اللهجة التونسية لأنّ فيها كلمات من المعجم البربري والإيطالي والتركي والفرنسي؟" إذا كان الأمر كذلك فكأنك تقول إنّ الفرنسية، لأنّ فيها من المفردات ما هو عربي وغولي Gaulois وروماني واغريقي وانجليزي وإيطالي فهي ليست فرنسية!!! وكأنك تنكر على الفرنسيين هويتهم الفرنسية لإثبات أنها غولية Gauloise !!!
وإلا كأني بك تقول إنّ الانجليزية، لأنها تحتوي على ما تيسّر من المعجم الفرنسي (بسبب الغزو النورمندي) و من المعجم السلتي Celtic والروماني والإغريقي والعربي، ليست انجليزية!!!
وكأني بك تعتبر الهوية البريطانية إشاعة بناء على قناعتك بأنّ سكان الجزر البريطانية سلتيون (أو "كلت") Celts أو غيليون Gaels!!!
أخيرا وليس آخرا، فلنتواضع ولَو بعض الشيء تجاه اللسان العربي من أجل أن تقريب المسافة بين الدارجة، أُمّنا، والفصحى، جَدّتنا، وحتى لن يتمادى بعضنا في السباحة ضد التيار بأن يفصلوا بين الولد /البنت(الشعوب الناطقة بالعربية) وبين الجدة ( الفصحى)، وهكذا يكونوا لا قدر الله قد أبعدوا وفصلوا، من حيث لا يشعرون، وعلى عكس ما يتمنَّونه، بين الشعوب الناطقة بالعربية وبين دارجاتها، لأنّه حين تفقد الدارجة ركيزتها الفصيحة تكون النتيجة انتحارية: تموت الفصحى وبعد بضعة أجيال تموت الدارجة بدورها. حينئذ تموت ثقافتنا ونصير عل نعت المثل الدارج "ڨرِيمِلّة، لا دين لا مِلة". وقتئذ، هل سينفع أيّ بحث للقيامة من مقبرة الثقافة؟ !
-----------------
* هذا النص نقلٌ لمدونة فايسبوكية باللهجة العامية نشرتُها على حسابي بتاريخ 10 مارس 2023. وقد حرصتُ على تحريرها بالعامية من جهة لأني أعتبر هذه اللهجة أكثر إيصالا للمعلومة وللمشاعر حين يكون المتلقي تونسيا، ومن جهة ثانية لأبيّن للكاتب الذي أوجه له النقد أن كتابتي بالعامية لا تمنعني لا من الكتابة بالفصحى لا من اعتبار العامية لهجة وليست لغة. أما نقلي للمدونة إلى العربية الفصحى فقد كان بدوافع تقنية تخص الخط التحريري للصحف التونسية وكذلك بدافع قناعتي أنه لا يمكن التخلي عن الفصحى بأي حال من الأحوال.
Commentaires
0 de 0 commentaires pour l'article 263188