بن علي إعترف بأنهم غلطوه وتوعدهم بالمحاسبة... فمتى يُقر التجمعيون بأخطائهم؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5fff6f3569d060.71507027_kglnipqojhfem.jpg width=100 align=left border=0>


كريم السليتي (*)

إعترف الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في خطابه الأخير الشهير قبل عشر سنوات بوجود فساد في نظامه وكما إعترف بأن المسؤولين التجمعيين غلطوه وأنهم سيحاسبون. لكن الغريب في الأمر أن يأتي اليوم بعض ضعاف الذاكرة والعقل والمغفلين ليتحسروا على تلك الأيام.

نريد أن نُذكر هؤلاء أن الشعب ثار على بن علي وعلى الدساترة التجمعيين بسبب الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية وانتشار الفساد والطبقية والفقر والبطالة والتهميش والظلم والقمع الأمني وانعدام العدل والحرية تماما.




قد يكون من المعقول أن تتذكر شبابك فتتحسر على صغر سنك وعلى قوتك وعنفوانك وصحتك، لكن لا تتحسر أبدا على حياة في ظل نظام قمعي ساد فيه الظلم والتشدد الأمني والجبائي والبيروقراطي.

صحيح بعد الثورة كثرت الفوضى والارتجال في القرارات وهذا طبيعي لأن الشعب كان يعيش في كبت رهيب، فلا تتوقع أنه لما تتاح له الحرية فجأة سيستغلها بنظام وحكمة ولذلك من الطبيعي أن تحدث هناك بعض الهزات، لكن في كل الأحوال لا يجب أن يحجب ذلك عنا قيمة الحرية.

ولا يجب علينا أن ننسى أنه في عهد بن علي كانت هناك مصائب وكوارث وسرقات وإختلاسات وسوء تصرف وفساد رهيب ليس أقلها تهريب مليارات الدولارات للخارج، لكن أغلب التونسيين لا يسمعون بذلك لإنعدام حرية التعبير والصحافة ولعدم وجود وسائل التواصل الاجتماعي كما هي عليه اليوم. كما أن نظام بن علي كان شديد الحرص على التغطية على تلك القضايا والأحداث والكوارث أو التهوين من خطورتها إذا بلغت إلى العامة.

أما اليوم فتونس شفافة تماما فأي حدث حتى ولو كان بسيطا يتم تناقله بشكل لافت على مواقع التواصل ، ولا يجب أن ننسى أن من يحنون لعهد الاستبداد والفساد يحاولون التهويل من أحداث ما بعد الثورة لتخويف الناس من الحرية والتسويق للعودة لمربع حكم الشخص الواحد والحزب الواحد والاعلام الواحد والرأي الواحد والفساد الواحد.

يكفينا فخرا بعد الثورة استقلال القضاء ، وفتح أبواب الإدارة والمناصب العليا لجميع فئات الشعب بعد أن كانت حكرا على التجمعيين وعلى أبناء جهات جغرافية بعينها.

هذا الكلام يبقى موجها لمن يقدر معنى الحرية ويحترم الحق في الاختلاف أما العبيد الذين كل همهم الأكل والشرب والتكاثر فهذا الحديث غير موجه لهم وهنيئا لهم أحاسيس الحسرة والألم على فقدان نظام الاستبداد والقمع والتعذيب.

* كاتب وباحث تونسي


Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 218652

Essoltan  (France)  |Jeudi 14 Janvier 2021 à 21:09           
KIFIAA !!!
Ben Ali n'est plus , Leila n'est plus ...
Débarrassez-nous de cette parachutée ezzaghrata " wa edounia tasbah zay el foll " .

Extra  (Tunisia)  |Jeudi 14 Janvier 2021 à 12:32           
Révolution de HILARYYYYYYY ou de BAROUITA

BenMoussa  (Tunisia)  |Jeudi 14 Janvier 2021 à 11:33           
أولا الف شكر للكاتب على التذكير بهذه الحقائق التي تحاول اغلب وسائل الاعلام طمسها منتهجة مقولة اكذب، اكذب حتى يصدقك الناس
ثانيا المتباكون على العهد البائد والمتذمرون من الثورة هم ممن عاشوا الرفاهة تحت الدكتاتوريات من سلطة مطلقة الى اموال منهوبة ووساطات على كل المستويات فقدوا جلها ويعتقدون ان كل الشعب عاش مثلهم او بالاحرى انهم هم الشعب والبقية رعاع لا يلتفت لهم

Mandhouj  (France)  |Jeudi 14 Janvier 2021 à 09:30           
الحمد لله على الحرية ... أما الذين يريدون العودة لعهد الإستبداد ، فلا عزاء .. العبيد يبقوا عبيد و الحر لا يعود للقفص ... الكلام يطول و الجميع يعرف أن البناء صعب و طويل .. و تونس الجديدة ، حريات، ديمقراطية، تكافىء فرص ، عدالة إجتماعية ، تنمية ، مهمة الأحرار .

هنيأ لشعبنا بثورته المجيدة .
14 جانفي 2011
بن علي هرب

RESA67  (France)  |Jeudi 14 Janvier 2021 à 05:58           
Les premières libertés sont...

RESA67  (France)  |Jeudi 14 Janvier 2021 à 05:57           
Les premières des libertés cher monsieur est de manger à sa faim, de bien s’éduquer et de se soigner. Vous semblez vivre dans une autre planète pour ne pas vous rendre compte que nous avons régressé dans tous ces domaines. Alors arrêtez de manipuler les lecteurs et de défendre l’indéfendable


babnet
*.*.*
All Radio in One