لماذا قتلوك يا أبي؟ - ابن شهيد أكودة الوكيل - سامي مرابط

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5f54ce899762d7.15681817_ipnjhmqkolfge.jpg width=100 align=left border=0>


الطاهر العبيدي



...

قتلوك يا أبي وحرموني منك..

قتلوك يا أبي وقتلوا طفولتي معك..

قتلوك غيلة يا أبي وأنت مرابطا في ميدان الشرف، وكنت درعا لهذا الوطن..

قتلوك يا أبي غدرا وأنت تحمي الديار تحت شمس متوترة، غاضبة، متجهمة، منفعلة ملتهبة مختبأ في بدلة تصيب بالإنهاك والعرق..

قتلوك يا أبي وتركوا لنا الوجعية والتعب..

قتلوك ظلما يا أبي وكنت تؤمّن حراسة تراب الوطن..

طعنوك يا أبي في عزّ شبابك وما بقي لنا سوى اليتم والحرمان والوجع ولألم..

اغتالوك يا أبي وتهاطلت علينا برقيات التعزية وإعلام الإثارة والنهش والشغب..

قتلوك مرة يا أبي وسيقتلك مسئولي بلدي مئات المرات حين توارى التراب والكفن فلا شوارع باسمك تخلد شهيد البلد، ولا رعاية اجتماعية تخفف من وطأة الاحتياج وتكفكف الجوع والألم، تماما كما عومل زملائك من قبل، ممّن كانوا شهداء وسمادا لهذه الأرض..

قتلوك يا أبي وما قتلوك فأنت الشهيد الحي،

أنت وغيرك من حماة البلد، عنوان مشعّ على جبين الأرض والعرض..

ذبحوك يا أبي وأبدا لن يذبحوا فيك وفينا عشق هذا البلد..



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 210631


babnet
All Radio in One    
*.*.*