أزيح تشرشل... و بقي الغنوشي

<img src=http://www.babnet.net/images/6/ghannouchi2012.jpg width=100 align=left border=0>


توفيق بن رمضان*



الكل يعرف بطولات و نجاحات القائد و المحارب و السياسي تشرشل رئيس الحكومة البريطانية الذي تزعم الحرب العالمية الثانية ضد هتلر، و لكن مباشرة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية و إثر انتصاره على ألمانية النازية تخلى عنه الشعب البريطاني و لم ينتخبه من جديد لواصل القيادة بعد الحرب، و هذا إن دل على شيء فهو يدل على وعي الشعوب و تحضرها، فيمكن أن ينجح القائد في الحروب، و لكن في معركة البناء و التنمية و الازدهار يصبح مطلوب قائد و زعيم جديد للمرحلة الجديدة تتوفر فيه صيفات ربما لا تتوفر في الزعيم الذي قاد الحروب و انصر فيها، لأن الدولة و الشعب البريطاني أصبحوا بعد الحرب في حاجة إلى كفاءات من نوع آخر، و خبرات جديدة في المجالات اللإقتصادية و التنموية بدلا من تلك العسكرية.




و لكن في ما يخص صاحبنا الغنوشي في تونس، ها هو مواصل في قيادة حركة النهضة في كل مراحلها، من مرحلة التأسيس و المواجهة مع النظام البورقيبي، إلى مرحلة المهادنة مع بن علي و بعدها مرحلة الصدام مع نظامه، و بعده الهروب للخارج و تنعمه بامتيازات خمس نجوم في المنفى البريطاني، و إلى الآن الغنوشي يتزعم حركة النهضة و مواصل في رئاستها حتى بعد إزاحة بن على و في مرحلة حكم الترويكا و بعدها و في فترة المواجهة مع الباجي و المشاركة في الحكم معه و مرحلة حكم الشاهد و انقلابه على الباجي و ها نحن في مرحلة ما بعد الباجي و الشاهد، أي مرحلة ما بعد انتخابات 2019 و لازال السيد راشد الغنوشي متمسك بالزعامة و القيادة في الحركة الأمر الذي تسبب في عدة استقالات و آخرها استقالة عبد الحميد الجلاصي.

أما آن الأوان للغنوشي أن يتنحى عن رئاسة حركة النهضة و ترك المجال للأجيال الجديدة لتقود هاته الحركة في هاته المرحلة المختلفة اختلافا جذريا عن مرحلة التأسيس و مختلف المراحل التي عاشتها القيادات النهضاوية في بداية المواجهة مع نظام بورقيبة و مرحلتي مهادنة بن علي و مواجهته و مرحلة الهروب و السجون و المنافي.

كان من الأحرى بالنهضاويين بعد 2011 أن لا يقبلوا بالغنوشي على رأس الحركة و القيادة بل كان عليهم الحسم فيه و إزاحته من رئاسة الحركة مند بداية التسعينات بسبب الأخطاء الفادحة التي ارتكبها في القيادة و التسيير طيلة مسيرته السياسية و التي جرت بالويلات على أنصار النهضة من تعذيب و سجون و منافي و محاصرة حتى في لقمة العيش و الرزق، بل إن المصائب لحقت أيضا بغير المنتمين للحركة من الملتزمين دينيا فقد لحق التنكيل بالمتعاطفين و المشتبه فيهم بمجرد أنهم ملتزمون دينيا و مواظبون على أداء صلواتهم في المساجد، فقد كان مجرد التزام الفرد بالصلاة تعتبر تهمة يمكن تودي بصاحبها للمهالك و خاصة إذا كان من فئة الشباب.

و لقد تفاجأت و استأت في شهر مارس 2011 لما رأيت أنصار الغنوشي في المطار يستقبلونه بأنشودة أقبل البدر علينا وهي من المفروض أنشودة خاصة برسول الله صلى الله عليه و سلم و لا يجب أن تنشد إلا إحتفاءا و تكريما للرسول في المناسبات الدينية مثل المولد النبوي الشريف.

كان على أنصار النهضة الحسم في الغنوشي و عدم تمكينه من قيادة النهضة بعد 14 جانفي 2011 و في المقابل كان عليه أن يكتفي بالبقاء ضمن هياكل النهضة كزعيم رمزي، بل كان من الأحرى به أن يستقيل نهائيا من حركة النهضة و يتفرغ للفكر و الكتابة مع التنظير، و يترك النهضة لشباب الثمانينات مثل السيد عبد اللطيف المكي و عبد الحميد الجلاصي و سمير ديلو و عبد الكريم الهاروني و غيرهم من الشباب أصحاب الكفاءات من المتميزين و المتألقين.

*كاتب و سياسي إيكولوجي


Comments


11 de 11 commentaires pour l'article 205990

TOUTOU  (Tunisia)  |Samedi 27 Juin 2020 à 21:28           
واصلو في الرضوخ للغنوشي و ها هو رد السيد عبد الحميد الجلاصي
https://www.mosaiquefm.net/amp/ar/ظ…ظٹط¯ظٹ-ط´ظˆ-ط£ط®ط¨ط§ط±/698937/ط§ظ„ط¬ظ„ط§طµظٹ-ط§ظ„ظ†ظ‡ط¶ط©-طھط®ظ„طھ-ط¹ظ†-ظ…ط¨ط§ط¯ط¦ظ‡ط§-ظˆط£ط±ظپط¶-ط£ظ†-ط£ظƒظˆظ†-ط´ط§ظ‡ط¯ط§-ط¹ظ„ظ‰-ظ…ط³ط±ط­ظٹط©-ط³ظ…ط¬ط%A
9

TOUTOU  (Tunisia)  |Samedi 27 Juin 2020 à 21:26           
واصلو في الرضوخ للغنوشي و ها هو رد السيد عبد الحميد الجلاصي
https://www.mosaiquefm.net/amp/ar/ظ…ظٹط¯ظٹ-ط´ظˆ-ط£ط®ط¨ط§ط±/698937/ط§ظ„ط¬ظ„ط§طµظٹ-ط§ظ„ظ†ظ‡ط¶ط©-طھط®ظ„طھ-ط¹ظ†-ظ…ط¨ط§ط¯ط¦ظ‡ط§-ظˆط£ط±ظپط¶-ط£ظ†-ط£ظƒظˆظ†-ط´ط§ظ‡ط¯ط§-ط¹ظ„ظ‰-ظ…ط³ط±ط­ظٹط©-ط³ظ…ط¬ط%A
9

Portugal  (Portugal)  |Samedi 27 Juin 2020 à 20:01           
تناقض في التشبيه
تشرشل ازاحه الشعب بالانتخابات لانه رجل حرب
ازاحة من طرف الشعب بالانتخابات
رجل حرب لا يصلح للسلم
قطع تام مع حالة الحرب ونظام جديد
اذا اسقطنا التشبيه على تونس
فالشعب من يجب عليه اقصاء الغنوشي
موش شرذمة حاقدة لكن الانتخابات
ثمّ الدولة لم تُنَظّف جيدا من ادران الايديولوجيا بعد
هذا اذا اراد الغنوشي الترجّل
أخيرا هل انتم من النهضة؟ انتم اعداء النهضة
بالمعنى الحربي للكلمة
وهل النهضة تحكم في الشعب؟
هي تمثّل من انتخبها ضمن فسيفساء سقيمة الهندسة
والتي بأمر من اسيادكم استعملتوها لتحجيم النهضة
النهضة والشيخ الغنوشي باقون لحبس انفاسكم
لأنّكم تريدون ذلك
هل قال احد لماذا عبّو او المغزاوي او اللومي؟؟؟ مثلا

TOUTOU  (Tunisia)  |Samedi 27 Juin 2020 à 18:17           
و كالعادة ثقافة القطيع تعمل في أصحابها، لمذا تلومون على الدساترة و التجمعيين لما كانو يألهون بورقيبة و بن علي ها نحن نشاهد تعليقات فيها تهجم على الكاتب هل الغنوشي فوق النقد هل هو رسول مرسل هل تريدون بنا العودة لممارسات تأليه الأفراد هل تريدون تكميم كل نفس حر الغنوشي شريك مع بن علي بالنصف في كل الجرائم التي إرتكبت ضد الإسلاميين بسبب أخطائه السياسية و عليه أن يقدم الإعتذار للضحايا

Radius  (Tunisia)  |Samedi 27 Juin 2020 à 17:08           
كاتب و سياسي بهيموكوجية

Portugal  (Portugal)  |Samedi 27 Juin 2020 à 16:03           

Portugal  (Portugal)  |Samedi 27 Juin 2020 à 16:03           

Almokh  ()  |Samedi 27 Juin 2020 à 15:28           
Qui t'a payé pour écrire un article pareil?

Jerbi1980  (France)  |Samedi 27 Juin 2020 à 14:28           
حركة النهضة حركة تستمد فكرها السياسي من الفكر السني و رغم تخلصها من بعض أركانه التي لا يمكن أن يقبلها أحد في عصرنا الحالي إلا أنها لازالت متأثرة به فالشورى و الديمقراطية و عدم التقديس و التزلف لولاة الأمور (الزعماء) هي مبادئ مازلت على الورق و لم تنضج بعد في العقل النهضاوي السني أو قل السلفي في بعض الأحيان (السلفي بمعنى التقليدي الرافض للنقد و لا أقصد بالضرورة السلفية الخليجية).



لماذا نذهب إلى تشرشل، عندنا في التاريخ الإسلامي و الفكر السياسي الإسلامي ما يمكن الأخذ منه، فمثلاً عند الإباضية تقسم الحياة السياسية الى أربع مراحل : الدفاع (فترة الحرب من أجل الدفاع عن الدولة) - الشراء (فترة الفداء بالنفس من أجل الدولة) - الكتمان (فترة التخفي و العمل السري في ضل إنتشار الظلم و الإستبداد مع عدم القدرة على المواجهة ) - الظهور (فترة بناء الدولة و تطبيق مبادئ العدل و العمران). وكل مرحلة من هذه المراحل الأربعة لها امامها و في
التاريخ نجد أن إمام الحرب عندهم لم يكن أبدا إماما للظهور.



الغريب أن حركة النهضة، و الحركات الإسلامية المعاصرة عموماً، لها مسيرة من المعارضة و مقاومة إستبداد الأنظمة العربية مشابهة جدا لتجربة للفرق المعارضة المعتدلة (و خاصة الإباضية) للدولة الأموية ثم العباسية، لكن للأسف لم تستفيد من الفكر السياسي لهذه التجارب الإسلامية إلا قليلاً و بقية رهينة الإرث السياسي السني الحاكم الرافض لكل أنواع النقد أو إرادة تغير القيادات (تاريخيا الفكر السياسي السني لم يكن أبداً معارضاً للحكم القائم بل مبرراً له و عاملا على
بقائه رغم هاناته ). حركة النهضة حركة تستمد فكرها السياسي من الفكر السني و رغم تخلصها من بعض أركانه التي لا يمكن أن يقبلها أحد في عصرنا الحالي إلا أنها لازالت متأثرة به فالشورى و الديمقراطية و عدم التقديس و التزلف لولاة الأمور (الزعماء) هي مبادئ مازلت على الورق و لم تنضج بعد في العقل النهضاوي السني أو قل السلفي في بعض الأحيان (السلفي بمعنى التقليدي الرافض للنقد و لا أقصد بالضرورة السلفية الخليجية).



لماذا نذهب إلى تشرشل، عندنا في التاريخ الإسلامي و الفكر السياسي الإسلامي ما يمكن الأخذ منه، فمثلاً عند الإباضية تقسم الحياة السياسية الى أربع مراحل : الدفاع (فترة الحرب من أجل الدفاع عن الدولة) - الشراء (فترة الفداء بالنفس من أجل الدولة) - الكتمان (فترة التخفي و العمل السري في ضل إنتشار الظلم و الإستبداد مع عدم القدرة على المواجهة ) - الظهور (فترة بناء الدولة و تطبيق مبادئ العدل و العمران). وكل مرحلة من هذه المراحل الأربعة لها امامها و في
التاريخ نجد أن إمام الحرب عندهم لم يكن أبدا إماما للظهور.



الغريب أن حركة النهضة، و الحركات الإسلامية المعاصرة عموماً، لها مسيرة من المعارضة و مقاومة إستبداد الأنظمة العربية مشابهة جدا لتجربة للفرق المعارضة المعتدلة (و خاصة الإباضية) للدولة الأموية ثم العباسية، لكن للأسف لم تستفيد من الفكر السياسي لهذه التجارب الإسلامية إلا قليلاً و بقية رهينة الإرث السياسي السني الحاكم الرافض لكل أنواع النقد أو إرادة تغير القيادات (تاريخيا الفكر السياسي السني لم يكن أبداً معارضاً للحكم القائم بل مبرراً له و عاملا على
بقائه رغم هاناته ).

Ahmed01  (France)  |Samedi 27 Juin 2020 à 14:25           
مقارنة هزيلة يصح فيها المثل العربيّ
أنى للثرى من الثريّا

ومن الذود إلى الذود إبل ، كناية على أن المقارنة لا تقوم أصلا ومنتهية قبل أن تبدأ

BenMoussa  (Tunisia)  |Samedi 27 Juin 2020 à 13:48           
مقارنات مغلوطة لا ادؤي عن قصد او عن جهل
فرئاسة دولة والتغيير على راس الدولة سنة مقننة ومتبعة في اغلب البلاد
لكن تسيير حزب وتراسه امر آخر فلا يطلب من رئيس الحزب الانسحاب الا اذا فشل فشلا ذريعا وليس اذا سير ونجح
فكفاكم مغالطة


babnet
*.*.*
All Radio in One