أي دور للإعلام الديني زمن الكورونا؟

<img src=http://www.babnet.net/images/6/mosquee.jpg width=100 align=left border=0>


خالد الهرماسي

دور الإعلام في الأزمات و الحروب يعتبر أساسي و محوري حتى أنه أصبح بمثابة السلطة الرابعة في النظام العالمي الجديد ليقفز فوق الجميع و يؤثر في صناعة القرار السياسي الاقتصادي و الاجتماعي و يقتحم كل الميادين و الصناعات لعل أبرزها الثقافية و الرياضية

...

يعيش العالم اليوم على وقع تسونامي كورونا الذي جرف كل شيء أمامه وجعل القوى الكبرى الدولية تبدو كأنها النملة التي حدثنا عنها القرآن الكريم لما أمرت قومها بدخول بيوتهم حتى لا يحطمنهم سليمان عليه السلام و جنوده

كل وسائل الإعلام العالمية تجندت على مدار الساعة لتمارس دورها كسلطة أولى لا رابعة في الحرب العالمية على وباء كورونا الخطير جدًا لتتحول إلى قواعد حربية و غرف عمليات تساند مجهودات الجيش الأبيض و القوى العسكرية و الأمنية بنقل الحقيقة كما هي دون تزويق أو توظيف مع النصح و الإرشاد للمواطنين بإتباع كل القرارات و الإجراءات التي اتخذتها كبرى بلدان العالم على غرار أمريكا الصين ألمانيا إنجلترا فرنسا و كامل أوروبا لضمان سلامة المواطنين و التقليل من الخسائر في الأرواح حتى أن الكثير من الحكومات و وسائل الإعلام طلبوا من شعوبهم التضرع إلى الله و الصلاة من اجل النجاة

عندنا في تونس على أهمية المرحلة و دقتها و خطورتها لم يرتقي الإعلام إلى مستوى الحدث لأسباب معلومة نظرًا أن تركيبة المشهد الإعلامي في تونس مع الأسف الشديد تغلب عليها المصلحة الضيقة و عقلية البويز التعيس و نسبة المشاهدة ولو على حساب​ حياة أرواح الملايين مما جعل من القنوات الخاصة أقرب إلى كازينوهات قمار من وسائل إعلام و حتى القناة الوطنية العمومية التي ندفع لها من أموالنا​ لم تجد من وسيلة تساند بها مجهودات الدولة في التصدي لجائحة كورونا غير الرقص و الترويح عن النفس عبر الإشهار و التسويق لمشاهدة اللايف​ على مواقع التواصل الاجتماعي لعروض ستربتيز​ نرمين صفر و رشدي بلڤاسمي!!!

يبقى السؤال الأهم هل لنا نوع من الإعلام يمكن له لعب دور الحكم في الحرب على كورونا ؟
الجواب بالتأكيد نعم لنا إعلام يستطيع تعديل الكفة و لعب دور أساسي في معاضدة جهود الدولة في دحر هذا الخطر الداهم بقوة ألا وهو الإعلام الديني المهمش و المشيطن​ لصالح الثقافة الدخيلة على مجتمعنا التي بدورها لا تقل خطورة عن​ وباء كورونا حتى أصبح من يطالب بتخصيص دروس دينية لإرشاد و وعظ المواطنين​ باتباع السنة النبوية الشريفة في التعامل مع الأوبئة ينعت بالرجعي​ و الظلامي و من المفارقات العجيبة أننا نجد كبرى وسائل الإعلام العالمية تشيد بسنة الرسول الأكرم عليه الصلاة و السلام في كيفية التعامل مع الوباء و التوقي منه عن طريق حكمة الحجر الصحي التي أتى بها نبي الرحمة عليه الصلاة و السلام منذ اكثر من 1400 سنةً​ إلى جانب تعويله على العلم و الطب​ في حين نجد بعض النفوس المريضة لأسباب و عقد نفسية و عدم التصالح مع النفس تستكبر و تعتبر الإعلام الديني زائدة دودية يجب استئصالها و التخلص​ منها لتبقى الساحة الإعلامية حكرًا على​ ​ قلة من اللادينيين​ و من لا دين لهم​ يعبثون بالمجتمع ليصبح طوع ارادتهم يستهلك كل ما يقدم له مثل بهيمة الأنعام
و حتى نكون أمناء في نقدنا علينا كذلك تحميل المسؤولية لبعض وسائل الإعلام المختصة في الشأن الديني لنذكر على سبيل المثال إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم التي بعد أن كانت منارة الذكر الحكيم و العلوم الدينية المستنيرة و الوسطية و المعتدلة بفضل ثلة من الآباء المؤسسين على غرار الشيخ عبد الرحمان الحفيان و الدكتور كمال عمران​ رحمهما الله أصبحت اليوم حلبة صراع على المناصب و الامتيازات ليصبح المدير العام يتحصل على أجرة تفوق الوزير تصل الى 5000 دينار مع السيارة و وصولات البنزين و عدة امتيازات أخرى جعلت منه يعيش في برج عاجي لا يبالي بما يحدث حوله فقط همه الأساسي الحفاظ على المنصب و الامتيازات مع إنتهاج سياسة فرق تسد​ على حساب جودة الإنتاج و البرامج التي أصبحت لا تليق بأول مؤسسة إعلامية مختصة في الشأن الديني يحدث كل هذا التبذير رغم أن الإذاعة تحت مرسوم المصادرة و وضعيتها المالية غير واضحة في غياب خلاص الصحفيين و التقنيين و العملة هذا دون الحديث على​ التامين الاجتماعي الغير موجود أصلا وضعية إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم تعكس الحالة المتردية للإعلام الديني و غيابه عن أهم المحطات الوطنية مثلما هو الحال اليوم مع جائحة كورونا رغم ما تزخر به تونس من علماء دين مرجعيتهم المدرسة الزيتونية الأصيلة الوسطية و المستنيرة كان بإمكانهم تقديم المدد و العون في الحرب على الوباء عبر طمأنة قلوب الناس بالذكر الحكيم و الموعظة و الإرشاد حتى لا يحصل مثلما حدث اليوم في مدينة بنزرت عند دفن إحدى ضحايا وباء كورونا بسبب قلة الوعي الديني و الجهل​ الا ان أنانية و سوء التصرف و عدم إلتزام بعض من الذين​ ينتسبون زورا و بهتانا لإذاعة الزيتونة خاصةً و​ للإعلام الديني عامة​ اغلقوا منابر الحق​ لصالح​ منابر الباطل

ليبقى السؤال مفتوحاً أي دور للإعلام الديني في بلد الزيتونة و القيروان ؟



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 200747


babnet
All Radio in One    
*.*.*