النهضة تأكل أبناءها..

كتبه / توفيق الزعفوري
مسؤولية النهضة السياسية ،و ما أفرزته الصناديق الإنتخابية كانت أكبر من صمودها في وجه العاصفة، النهضة برغم تماسك مؤسساتها، الظاهري، تتآكل من الداخل و تفقد قيادات وازنة من الصف الأول حتى أننا نتساءل أين تسير النهضة سياسيا و تنظيميا..؟؟
مسؤولية النهضة السياسية ،و ما أفرزته الصناديق الإنتخابية كانت أكبر من صمودها في وجه العاصفة، النهضة برغم تماسك مؤسساتها، الظاهري، تتآكل من الداخل و تفقد قيادات وازنة من الصف الأول حتى أننا نتساءل أين تسير النهضة سياسيا و تنظيميا..؟؟
بدأ مسلسل الإنشقاق الناعم، الخفي، الصامت، مع خروج لطفي زيتون الذي وجد نفسه غير متناغم مع قيادات النهضة، و قريبا جدا من الخط الحداثي العلماني، خرج لطفي زيتون في صمت و دون ضجة، لكن الضجة كانت في الداخل و في الشورى ذاتها، بعد هذا التسرّب أعلن زبير الشهودي و كان مدير مكتب رئيس الحركة أنذاك، عن إستقالته و طلبه من رئيس الحركة أن يعتزل السياسة و يلزم بيته، و يبعد صهره و كل القيادات التي دلّست إرادة الناخبين و إقصاء مباشر لأصحاب الرأي المخالف، و هو معبر جدا عن كيفية التسيير داخل الحركة ، و هو نفس التصريح الذي طالما ردده الرجل رقم 2 في الحركة و نائب رئيسها عبد الفتاح مورو الذي رُمي به في محرقة الإنتخابات الرئاسية معوّلين على قاعدة انتخابية ملتزمة و صلبة فتبين أنها متآكلة و مهترئة، لتتوالى خلافات أهل البيت في كل شورى، و في كل مرة يخرج عبد اللطيف المكي غاضبا غير راضٍ عن مآل الأمور، حتى تبيّن فيما بعد أن أهل البيت تنقصهم الديمقراطية من الداخل، و ليسو متشبعين بها إلاّ أمام الكاميرا...
المرشح الرئاسي السابق عن حركة النهضة و عضو الشورى فيها حاتم بولبيار أعلن عن إستقالته منها بعد ثماني سنوات في الحركة، و كانت قد عصفت بالنهضة رياح قوية إبان إعداد القوائم الإنتخابية و ما حصل من ترتيب في الأسماء و تصعيد لرؤساء قوائم و تشطيب لأخرى، و ما نتج عنه من إستقالات في المكاتب الجهوية، لتصل النهضة في نهاية العام إلى باردو بأغلبية هزيلة لا تحكم و لا تتحكم..
آخر الرجال "المارقين" زياد العذاري الذي أحدث غضبا متناميا لدى قيادات النهضة حين أصدح برأيه في تركيبة حكومية يراها هزيلة، ضعيفة و أنه لا يمكنه أن يصوّت لها و العذاري يعتبر الإبن المدلل لرئيس الحركة و كان قد طُرح إسمه لتولي رئاسة الحكومة فوجد نفسه خارج تكتيك الشيخ و حساباته..
يطرح أصحاب الخط المتشدد أو الصقور في الحركة كمحمد بن سالم و عبد الحميد الجلاصي و عبد اللطيف المكي و سمير ديلو مقاربة جديدة في التسيير داخل شورى النهضة غير مقتنعين بقيادة باتت من الماضي، خاصة بعد إستئثار راشد الغنوشي برئاسة القائمة الإنتخابية لتونس 1 و إزاحة "المحاربين القدامى" أمثال شورو و اللوز، الذين ينازعانه الرمزية و المشروعية ،من صدارة المشهد بعناوين فضفاضة منمقة و إستجابة لضغوط الداخل و الخارج..
كل التكتيك المعقد في شورى النهضة إبان الإنتخابات كان الغرض منه الوصول لرئاسة البرلمان، حتى لو كلّف الأمر التحالف مع الفساد، صعد الشيخ إلى المنبر في النهاية، و أتى بشخص ليحكم فسقط سقوطا مدويا إرتدّت أصداؤه في مونبليزير و في تونس كلها..
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 195990