سيف وماكرون... أبيدجان تفضح القوادة والڤومية !

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5dffde6c5c0db1.89778853_oipfhmjlkegnq.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

كان ذلك يوم الثلاثاء 10 سبتمبر 2019 بمناسبة فعاليات الحملة الانتخابية وتحديدا من باب الجديد بمدينة القيروان، حينها اختار المحامي والمرشح الرئاسي سيف الدين مخلوف أن يتوجه من مدينة القيروان ذات الرمزية التاريخية الروحية الى باريس الى الإليزيه إلى رمز الدولة الأول ايمانويل ماكرون، من خلال كل تلك الرموز طالب الشاب التونسي فرنسا بالاعتذار عن حقبة الاستعمار لبلادنا، وذلك أبسط حقوق تونس وشهداء تونس وعذابات تونس وثروات تونس وأرض تونس التي تم تلويثها خلال أربعينات وخمسينات القرن الماضي بشتى الإشعاعات والنفايات، وتلك ابسط واجبات فرنسا وجيش فرنسا ووحدات فرنسا ويد فرنسا الحمراء واقدامها السوداء.

...

فضيلة كبرى أن يبادر المرشح الرئاسي بمثل هذا الطلب، لكن إعلام فرنسا ونخب فرنسا وحاشية فرنسا المتونسة هاجت وماجت واعتبرت ما اقترفه المحامي الشاب بمثابة الرذيلة!!! يا الله كيف لمن ينافس على قرطاج ويقود واحد من أهم الكيانات السياسية في البلاد أن يطالب فرنسا بالاعتذار! كانت تلك سابقة مرعبة بالنسبة للنخب المبهورة بفرنسا الى حد التأليه، تلك فئة لديها رهبة روحية من فرنسا كرهبة الصوفي المتخمر من شيخه حين يزمجر، إن بعض الصبايحية مازالوا الى اليوم يعقدون النية في فرنسا ولديهم قناعة ان باريس من أولياء الله الصالحين ولديها كرامات!

تحت وقع الاعلام والنخب المائعة استسلمت كل الساحة أو جلها الى الاستنقاص من سيف مخلوف واعتبرت دعوته الى "ربهم" الاشقر بمثابة التهور والتنطع والمراهقة التي لا تستقيم مع منصب الرئاسة بأوصافه البورقيبية وما تعنيه من جينات فرنسية موروثة ومزروعة. تمت ادانة سيف وغمز فيه من غمز وسفهه السفهاء واستنقصه كل ناقص مهين، وربما اتعظ البعض ممن حدثتهم انفسهم بطلب الاعتذار من فرنسا، وصرفوا النظر عن ذلك بعد أن هالهم ما تعرض له رجل الكرامة.

بعد ما يناهز الشهرين من موقعة القيروان، تأتي الأخبار من مالي حيث وخلال كلمته اليوم 22 ديسمبر 2019 اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ الاستعمار كان "خطأ جسيما ارتكبته الجمهورية"، وأضاف ماكرون على هامش مؤتمر صحفي مشترك نشّطه مع رئيس ساحل العاج الحسن وتارا في ابيدجان "غالبا ما يُنظر إلى فرنسا اليوم" على أنّ لديها "نظرة هيمنة ومظاهر خادعة لاستعمار كان خطأ جسيما، خطأ ارتكبته الجمهورية"، كما قال الرئيس الفرنسي" أنتمي إلى جيل هو ليس بجيل الاستعمار، القارة الأفريقية هي قارة شابة، ثلاثة أرباع أبناء بلدكم لم يعرفوا الاستعمار قط.. في بعض الأحيان يلوم الشباب فرنسا على المشاكل والصعوبات التي قد يواجهونها والتي لا يمكن لفرنسا أن تفعل شيئا بشأنها...آمل أن توافق أفريقيا الفتيّة على أن تبني مع فرنسا جديدة شراكة صداقة مثمرة أكثر بكثير".

قبل زيارة ماكرون كانت العديد من المنظمات الافريقية تحركت للضغط من أجل انتزاع الاعتذار من الزائر الفرنسي على ما اقترفته بلاده من جرائم في حق الإنسانية وخاصة في حق افريقيا، ضغط إبراهيم سنجاري وروجي تسواشي وسليمان سي سفاني من أجل انتزاع الاعتذار وايدهم نخبهم فرضخ ماكرون، بينما ضغط سيف فوقفت في وجهه النخبة المنحدرة من نسل المعمرين!!! يبدو ان الڨومية اختفوا من ساحل العاج وربما من ربوع القارة السمراء، في المقابل تبدو ڨومية تونس في عنفوانها، تضخ بكامل قدراتها وكأننا اليوم يوم 20 مارس 1956، ذلك الصباح كانوا يتجمعون.. يرسمون خطة الخزي التي ستتواصل لأكثر من 60 سنة.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 194834

Mnasser57  (Austria)  |Lundi 23 Decembre 2019 à 12h 21m |           
وهاهم مازالوا يزمجرون ويشيرون بالولاء الى من استعمر بلادنا فهؤلاء في الحقيقة ربما ابناء من كانوا قومية وصبايحية او جيناتهم تتكلم عوضا عنهم(نقطة فوق القاف)

Volcano  (Tunisia)  |Lundi 23 Decembre 2019 à 07h 23m |           
في الصميم شكرا لك و ليتهم يتعضون


babnet
All Radio in One    
*.*.*