تتحدث النهضة عن لقاءات عادية متجانسة مع العلاقة المتطورة للحركة بالدولة الألمانية ومجتمعها المدني، ولا ترغب قياداتها في الذهاب الى ابعد من ذلك، بينما المشهد يحتمل اكثر من مما قيل، فنحن أمام كاتبة دولة "الجبالي" وشخصية قيادية في مستوى العبيدي وواجهة العمل النسائي في ألمانيا، التونسية ليلى زيتون ، اضافة الى خبير استراتيجي في قيمة الدكتور أيمن القاطري، في زيارة الى مكتب المستشارية بمقاطعة" Saarland"وفي لقاء مطول مع السيدة Monika Bachmann مونيكا باغمان وزيرة الصحة والعمل الاجتماعي و المرأة والأسرة، ثم في زيارة أخرى الى برلمان المقاطعة اين تم استقبال الوفد من طرف نائبة رئيس البرلمان السيدة Isolde Ries ايسلودا ريس، في حوارات قيل انها قربت وجهات النظر وخرجت بنتائج أشار لها الوفد التونسي ولم يفصح عن تفاصيلها، كل تلك التحركات وما سبقها من زيارات على غرار رئيس الحركة ووزير الخارجية الاسبق ،ومن قبله نائب رئيس الحركة ومن بعده اثنين من القيادات التاريخية..تؤكد أن علاقة متطورة بصدد الارساء، وان ايقاع الزيارات يؤكد ما سبق ونشرته مؤسسات المانية عن رغبة بلادها في بناء علاقة متطورة مع الجانب التونسي وربما مضاعفة استثماراتها خلال السنوات القليلة القادمة.


باتصالنا بالمسؤول الأول عن النهضة في المانيا الاستاذ علي العابدي اكد ان كل الزيارات تدور في كنف الخطة التي أقرتها الحركة والتي تقتضي الانفتاح على كل دول العالم كما شدد ان الحركة تسعى الى صفر مشاكل مع محيطها الخارجي، وفند العابدي الأحاديث التي ذهبت الى ان النهضة باتت تبحث عن شريك قوي لتونس يعادل او يتجاوز الشراكة مع فرنسا، مؤكدا ان العلاقة بين الحركة وفرنسا جيدة وان تطوير العلاقة مع المانيا ليس على حساب أي من الدول الأخرى.
الملفت ان الطريقة التي اعتمدها الغنوشي والفريق المرافق قبل أسابيع هي نفسها التي اعتمدها الفريق النسائي، لقاءات مكثفة مع المسؤولين الألمان زيارات الى مقرات الدولة، اجتماعات بالجالية.. هذه المرة والى جانب النشاط الرسمي مع الجانب الألماني، نشّط الوفد النسائي ندوة تحت عنوان" المراة التونسية في ألمانيا عين على الاندماج واخرى على الوطن"، كانت ندوة متميزة من حيث الحضور والمضامين.

عندما نقف على هذا الزخم، ثم نستمع الى قيادات نهضاوية في المانيا ومباشرة بعد انتهاء زيارة الوفد النسائي، تتحدث عن ترتيبات جارية لزيارة مرتقبة سيقوم بها رئيس مجلس شورى الحركة، حينها نوقف ان عبارات من قبيل " زيارات عادية..صداقة..في إطار التواصل.." كلها لم تعد مقنعة، حينها نوقن فقط ان شيء ما يحدث بين النهضة والمانيا..