ديفيد هيرست:النهضة شوكة في حلق الديكتاتوريات و تونس مهددة بإنقلاب مدعوم من دول الخليج ...هل سيسمح العالم بذلك؟
باب نات -
طارق عمراني - في مقال تحليلي مطوّل نشر عل موقع ميدل ايست اي البريطاني تحت عنوان
?Tunisia is under threat from a Gulf-backed coup. Will the world let it happen
?Tunisia is under threat from a Gulf-backed coup. Will the world let it happenتحدث رئيس تحرير الموقع المذكور و المحلل السياسي المشهور ديفيد هيرست عن الأزمة السياسية التي تعرفها تونس منذ اشهر حيث قارن هيرست بين العلاقة التي تجمع راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية من جهة و الباجي قايد السبسي الرئيس القديم و الذي وصفه المحلل البريطاني بالذئب القديم من جهة و بين علاقة مارتين ماكغينيس رئيس الاركان السابق للجيش الجمهوري الايرلندي وإيان بيزلي الزعيم الراحل للحزب الوحدوي الديمقراطي اللذان فرقتهما الحرب و جمعتهما السياسة السلمية و اشار هيرست ال اختلاف الحالتين حيث ان الغنوشي يؤمن بالإسلام و الديمقراطية و الثورة و الآخر هو السبسي المثبت الكلاسيكي من النظام القديم و حزبه إئتلاف هجين من الرأسماليين و اليساريين و العلملنيين الذين تجمعوا لغاية و احدة و هي إقصاء الإسلاميين من السلطة و من المشهد السياسي ككل ، غير أنه و لمدة 4 سنوات و بمقتض لقاء باريس سنة 2013 تمكن الاسلاميون من الحصول عل الدستور و تمكن السبسي من الحصول عل السلطة و بالتالي رفض الإغراءات الإماراتية لإجهاض المسار الديمقراطي في تونس حت انه أشاد بفصل النهضة للدعوي عن السياسي و إعتباره حزبا حداثيا تحت مسم "الإسلام الديمقراطي" الأمر الذي سمع بتعايش الحزبين في إطار التوافق غير أن الرغبات الجادة من الرئيس التسعيني لتوريث نجله السلطة كانت نقطة خلافية تسببت في إنهاء هذا التوافق الذي حقق لتونس استقرارا نسبيا سياسيا و اقتصاديا مع التقدم في مجال مكافحة الارهاب.
و اعتبر المحلل السياسي البريطاني ان دعم السبسي لنجله حافظ قايد السبسي بشكل قوي دفع النهضة ال البحث عن حليف جديد وهو رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي كان طرفا في الصراع داخل حركة نداء تونس و تمكن من التمرد و استمالة جزء محترم من نواب الحزب المذكور في البرلمان و تكوين كتلة نيابية قوية الامر الذي دفع برئيس الجمهورية للعب كل اوراقه ومنها الإستعانة بالتحالف اليساري الجبهة الشعبية واعادة الزخم لقضية الاغتيالات السياسية و الإدعاء بوجود غرفة سوداء في وزارة الداخلية تدين حركة النهضة من خلال وثائق عن تكوينها لتنظيم سري وقف وراء اغتيال الشهيدين البراهمي و بلعيد و بالتالي المطالبة بحل الحزب الاسلامي في تونس عل غرار الاخوان المسلمين في مصر.
و اشار هيرست بأن الإنتخابات البلدية التي اجريت في وقت سابق من هذا العام جعلت النهضة تتصدر المشهد و تتفوق عل حركة نداء تونس و هو ما اكده احدث استطلاع للرأي حيث اظهر ان الحركة الاسلامية تتقدم ب36% من مجموع الاصوات متقدما عل حزب رئيس الجمهورية الذي تحصل عل 29%
وبالتالي فوجود حركة اسلامية ذات مهارة سياسية مؤكدة في تونس يمثل شوكة في خاصرة الديكتاتوريات في الخليج و مصر و هو ما يفسر سعيهم الحثيث لوأد التجربة التونسية الهشة قبل فوات الأوان.
و اعتبر هيرست أن السبسي قد رفض قبل سنوات هذه الاغراءات لكن ذلك غير مؤكد في هذه الفترة حيث زاره الملياردير المصري نجيب ساويرس في شهر نوفمبر في قصر قرطاج بوعود استثمارية ضخمة و هو ما أثار غضب النشطاء بإعتبار ساويرس الاب الروحي للإنقلاب في مصر،و اعقبت هذه الزيارة أخر لولي العهد السعودي محمد بن سلمان المعزول دوليا ،ليلي ذلك قبول اوراق اعتماد سفير إماراتي معروف بماضيه الأسود في كردستان العراق وهو راشد محمد المنصوري الذي اقنع مسعود برزاني الزعيم الكردي بالذهاب ال استفتاء للإنفصال عن العراق بتمويل اماراتي مفضوح
و ختم ديفيد هيرست مقاله بالإشارة انه و من المتوقع وقوع اضطرابات جديدة في تونس و ربما المزيد من الإغتيالات السياسية فالتوقعات الجادة بفوز حركة النهضة بالإنتخابات التشريعية في 2019 ستحفز المعسكر الخليجي عل محاولة تغيير النتيجة بأي ثمن ليتساءل ديفيد هيرست "هل سيجلس العالم صامتا مرة أخر و هو يشاهد طغاة الخليج يدمرون التجربة التونسية أم لديهم رأي آخر؟







Comments
9 de 9 commentaires pour l'article 172943