يوسف الشاهد ...البحث عن ''صناعة الزعامة'' (قراءة في السياسة التواصلية ل''الشاب المغامر'')

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5bae2fd94e40f0.98322754_oghmkpnqjlfie.jpg width=100 align=left border=0>


طارق عمراني



"رئيس الحكومة يوسف الشاهد يصدر أمرا ملزما للسفراء الأجانب في تونس بعدم تحركهم في تونس خارج سفاراتهم إلا بإعلام وزارة الداخلية التونسية و الحصول على إذن مسبق .كما أمر الشاهد الوزراء و المسؤولين بعدم مقابلة أي سفير أو مسؤول أجنبي إلا بعد الحصول على إذن رسمي من رئيس الحكومة"




كان هذا الخبر الاشاعة من اكثر الاخبار التي تداولتها صفحات الفايسبوك منذ أشهر بعد ان نشرتها احدی الصفحات الممولة اشهاريا التي تروّج لرئيس الحكومة و التي تغدق بشكل سخي علی خدمة التمويل الاشهاري علی شبكة الفايسبوك حتی تصل منشوراتها الی اكبر طيف ممكن من المتابعين و هو ما يؤكد ان هذه العملية ممنهجة و مدروسة بإحكام و علی علاقة مباشرة بالفريق الاتصالي لرئيس الحكومة و هي طريقة تواصلية ذكية تقطع مع الاشكال الكلاسيكية التي تتوخاها شخصيات سياسية اخری مثل المهدي جمعة او محسن مرزوق ..

هذه الصفحات الموازية تعمل علی ترويج الاخبار الكاذبة او ال fake news دون ان تتحمل وزرها الصفحة الرسمية لرئيس الحكومة التي تقتصر علی تغطية نشاط السيد يوسف الشاهد بشكل رسمي و الايهام من حين لآخر من خلال بلاغات انها الصفحة الرسمية الوحيدة لرئيس الحكومة دون ان تقوم بتتبع الصفحات الاخری التي تنتحل نفس الصفة قضائيا .

هذه الاشاعة ليست الاولی و لن تكون الاخيرة حيث تداولت اذاعات خاصة معروفة يوم امس الخميس 27 سبتمبر 2018 خبرا مصدره قصر الحكومة بالقصبة يفيد بأن رئيس الحكومة يوسف الشاهد قد رفض مقابلة وزير الداخلية الايطالي ماتيو سيلفيني بسبب تصريحاته الاخيرة المعادية لتونس في علاقة بالهجرة غير الشرعية..

هذه الاشاعة التي لم تكن عفوية لتصوير السيد رئيس الحكومة بشكل كاريزماتي مدافع عن السيادة هي بلا شك علی علاقة بوضع لوحة للقائد القرطاجني حنّبعل وهو في طريقه لغزو روما خلف وزير الداخلية هشام الفوراتي ونظيره الايطالي خلال الندوة الصحفية التي انعقدت امس الخميس والتي اثارت جدلا واسعا ..

نفس الصفحات الداعمة لرئيس الحكومة ركزّت علی خبر ازالة الاسلاك الشائكة و القوات العسكرية من امام السفارة الفرنسية بالعاصمة التونسية في 17 سبتمبر 2018 و تصويره علی أنها انجاز من انجازات يوسف الشاهد و اعتباره قرارا سياديا و الحال انه كان قرارا امنيا بحتا سبق و ان اتخذته وزارة الداخلية في نوفمبر 2016 ..

يوسف الشاهد ايضا استفاد من المقال الصحفي لنيكولا بو رئيس تحرير موقع موند افريك في جوان الماضي و الذي تحدث عن كواليس لقاء جمع وزير الداخلية المقال لطفي براهم و مسؤول من المخابرات الاماراتية في جزيرة جربة و التحضير لخطة انقلابية علی السلطة وهو ما يفسر صمت رئيس الحكومة الذي رفض التعليق علی الموضوع و فتح باب التأويلات و تواصل الجدل الذي كان لينتهي بنفي او تأكيد من رئاسة الحكومة



الصورة
المتابع لنشاط رئيس الحكومة و حتی المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي عامة يلاحظ بشكل واضح اعتناء الفريق التواصلي ليوسف الشاهد بالصورة فهامش الخطأ يكاد يكون منعدما من حيث زاوية التصوير و انتقاء الصور المؤثرة حيث نشرت صفحة رئاسة الحكومة صورة لرئيس الحكومة مع تلميذ ضاحك في مدرسة البحر الازرق بالمرسی توحي بقرب المسؤول من الشعب و علاقة الثقة التي انبنت حيث قارن نشطاء بين صورة الشاهد و صورة بن علي مركزين علی الفرق بين التلميذ الباكي و التلميذ الضاحك ...

كذلك صورة رئيس الحكومة في غرفة العمليات و هو يتابع بقلق تطور الاوضاع في نابل يوم الفيضانات و تنقله الی عين المكان حيث وقع تصويره في شاكلة القائد الميداني الشاب مع تصريح صحفي بأنه لن يغادر نابل قبل استقرار الاوضاع و عودتها الی طبيعتها .


الحرب النفسية و تجاهل الخصم
"لا تعليق " كان هذا جواب يوسف الشاهد علی قرار تجميد عضويته في حركة نداء تونس
" ماتلهيتش اليوم قانون المالية وغدوة العودة المدرسية" كان هذا جواب رئيس الحكومة في تعليقه علی الاستجواب الذي ارسلته
الادارة التنفيذية لحركة نداء تونس
" حكومتنا تواصل الاضطلاع بمهامها الموكولة اليها حيث اطلقت اليوم مشروعا بكلفة قدرها 125 مليون دينار لتحلية مياه البحر مشيرا الى ان هذا المشروع الذي يعتمد التكنولوجيا الحديثة سيمكن من توفير الماء الصالح للشراب لحوالي خمسة ملايين مواطن تونسي"
كان هذا تعليق يوسف الشاهد في مارس الماضي اثناء زيارته لمدينة سوسة علی تصريح الامين العام للاتحاد التونسي للشغل الذي اعتبر ان حكومة الشاهد ليست الا حكومة تصريف اعمال سترحل بعد الانتخابات البلدبة


"انا اليوم في الصين …اخير الحديث عن الشأن الداخلي فور عودتي الی تونس"
بهذه الكلمات اجاب رئيس الحكومة حول تصريحات وزير الصناعة خالد قدور الذي تمت اقالته بسبب شبهة فساد استغلها الشاهد لإعاد الروح الی سياسة مقاومة الفساد التي خفتت بعد اعتقال رجل الاعمال شفيق الجراية.

هذا التجاهل و الاستخفاف بتصريحات الخصوم يدخل في اطار الحرب النفسية و سياسة تواصلية ممنهجة و هو ما يفسر غياب تعليق لرئيس الحكومة حول تصريحات رئيس الجمهورية الاخيرة علی قناة الحوار التونسي و التي دعاه فيها قايد السبسي ، بالتوجه للبرلمان لنيل الثقة .
تصرف اصبح معهودا من يوسف الشاهد الذي تجاهل سابقا مهلة حركة نداء تونس ب10 ايام لتوجهه الی البرلمان و دعوات الاستقالة المتكررة من اطراف متعددة و هي اطراف وازنة سواء كانت سياسية او اجتماعية .

سياسة تواصلية عصرية ومدروسة ساهمت بكل تأكيد في ارتفاع اسهم رئيس الحكومة الشاب الديناميكي في سوق البورصة السياسية التونسية و ستجعله اذا ما تواصلت بهذا الشكل رقما صعبا يسير بخطی ثابتة نحو الزعامة ...و لكن هل هي زعامة حقيقية ام زعامة وهمية ..؟
هذا ما ستجيبنا عنه الاشهر القليلة القادمة


Comments


10 de 10 commentaires pour l'article 168566

Mandhouj  (France)  |Dimanche 30 Septembre 2018 à 19:03           
Http://acharaa.com/ar/362765
Ceci est l'article

Sly  ()  |Dimanche 30 Septembre 2018 à 12:02           

Mandhouj  (France)  |Dimanche 30 Septembre 2018 à 11:57           
Un article qui évoque la machine de Chahed, ses hommes, les circuits, et comment sa se prépare autour de lui la relève politique en cassant certains partis.

Elmejri  (Switzerland)  |Samedi 29 Septembre 2018 à 10:12           
اتساءل دائما....ماذا أنجزت الأحزاب والنقابات المرتزقة للوطن...سوى السلبيـــــــات وتعطيل عمل كل الحكومات..

الشـــــاهد ...يعمل باخلاص وثبات وسيشهد له التاريخ فهو رجل المرحلة في الحاضر والمستقبل....⚖️ 🇹🇳 ⚖️

يا شبــــــــــــاب تونس اكنس المرتزقة والخونة و القطعية المتشائمين وشمر على سواعدك....🌍🚁🛸📡🛠💰🌍

انشاء الله على خطى رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو السياسي المثالي في خدمة شعبه ووطنه ⚖️ 🇹🇳 ⚖️

Mandhouj  (France)  |Vendredi 28 Septembre 2018 à 22:55           
النواب و الشخصيات التي حول الشاهد , لما كانوا في أحزابهم, هم الذين طالبوا بتأجيل الإنتخابات البلديۃ أم لا ؟ لماذا تلك الأحزاب لم تعد نفسها لتلك الإنتخابات ؟ و تركت النهضۃ و النداء و المستقلين يتحصلون علی أكثر من 600 مستشار بلدي ؟ هل ليس لتلك الأحزاب القدرۃ علی تقديم قاءمات في 150 داءرۃ كل حزب ؟ و هنا أستثني حزب الوطني الحر لأنه لم يشارك ّي الإنتخابات ؟ أفاق و مشروع تونس و النداء , ألم يتبنوا تلك القاءمات
المستقلۃ حتی لا يظهروا بالمهزومين أمام النهضۃ ؟

من لا يفرح لما المجتمع ينتج سياسيين جدد ؟
لكن مع الأسف أغلب القاءمات المستقلۃ لها من وراءها .. و البعض من القاءمات المستقلۃ خاصۃ رءيس الفاءمۃ و الثلاث الأواءلعلی القاءمۃ , هناك من دّعهم , و الأمر ليس بريء ..

يجب أن نفتح أعيننا .

Mandhouj  (France)  |Vendredi 28 Septembre 2018 à 21:29           
هل الشاهد له حق التأسيس لتنظيم سياسي جديد أم لا ؟

نعم له الحق و ألف حق .. لكن لا يجب أن يتخذ العمل الحكومي غطاء .. يجب أن يستقيل .. و إذا يبقی هذا يدل علی أنه ليس أي عقليۃ ديمقراطيۃ .. وهو مدفوع الأجر مثل ماكرون , الذي اليوم الكثير من وزراءه يمتعضون منه .. و بعض أفراد مجلس الشيوخ يفكرون في إقالۃ ماكرون ..

حذاري أن نترك ديمقراطياتنا الناشءۃ تدمر أمام أعيوننا و بي أيدينا التي ستنتخب أو التي لا تتوجه لصناديق الإقتراع ..

Mandhouj  (France)  |Vendredi 28 Septembre 2018 à 20:03           
عناوين الحملۃ الإنتخابيۃ 2014 للبجبوج الجميع يعرفها.

منع التغول,

إنقاذ تونس إقتصاديا و إجتماعيا,

إستكمال المسار الدستور و إعادۃ هيبۃ الدولۃ ,

محاربۃ الفساد ,

محاربۃ الإرهاب و مقاومۃ التطرف.

هذه ستكون نفس العناوين لحملۃ الشاهد .. و لحملۃ نداء تونس إن واصل الوجود و لو شكليا.

لا داعي أن نستعرض إنجازات السبسي و حزب النداء منذ 2014. الجميع يعرفها و له القدرۃ علی التقييم .

لكن أن تسرق الثورۃ و الديمقراطيۃ و الدولۃ بهكذا تأسيس لتنظيم جديد ليحتوي فشل النداء و البجبوج في إنقاذ البلاد , و بنفس الأشخاص الذين كانوا في حزب النداء ثم هم اليوم مع الشاهد , فهذه جريمۃ . و الشعب يجب أن يتصدی لهذه الجريمۃ و الكذبۃ الجديدۃ .

فحذاري تونس في خطر, ديمقراطيۃ و مصيرا.

Mandhouj  (France)  |Vendredi 28 Septembre 2018 à 19:50           
مأساۃ نداء تونس لا تهمني و لا تهم الكثير .. حزب اللوبيات كذب علی الشعب .. الباجي قاءد السبسي برول الناس فإنتخبوه . ثم كان أمامه تمكين اللوبيات الذين مولوا حزبه و حملاته الإنتخابيۃ من من عديد قوانين , تجعلهم يتمككنون من ثروۃ البلاد.. هم نعم متمكنين لكن يريدون تمرير المصالحۃ الإقتصاديۃ و الماليۃ , خاصۃ أنها تمس عشرات المليارات من الدولارات .. كلكم تعرفون الأحداث و ماذا حدث ..

اليوم نفس تلك اللوبيات و أخری جديدۃ , تريد أن تلعب نفس اللعبۃ مع يوسف الشاهد .. عديد المعطيات توضح هذا التمشي الجديد .. منها لوبيات إعلاميۃ تختم بصنع صورۃ جديدۃ للشاهد , بعد أم كان عامل في السفارۃ الأمريكيۃ لترويج ال أ ج م في السوق التونسيۃ و إلاك الفلاحۃ , و بعد أن كان الشاهد الطفل المطيع لرءيس الجمهوريۃ .. تأخير الإنتخابات البلديۃ لصنع قاءمات مستقلۃ ستكون عموده الفقري
في المدن و القری .. هناك غموض كبير حول أغلب هذه القاءمات و الجميع يعرف هذا. الكتلۃ البرلمانيۃ التحالف الوطني, التنسقيات التي تقام في الجهات و التي تتبع الكتلۃ . حتی أن حزب سليم الرياحي رأی أنه لعبوا بنوابه ليذهبوا لهذه الكتلۃ .. حول الشاهد ما يقع جد واضح, وهو تأسيس لتنظيم سياسي جديد لا يخضع لقواعد العمل الحزبي كما فُعِلَ مع ماكون. و هذا يمر عبر تدمير عديد الأحزاب القاءمۃ . النداء يدفع الثمن ,
الوطني الحر , حزب أفاق تونس , حزب الزقزوق مشروع تونس و عديد الحزيبات الأخری.. ربما حزب كمال مرجان سيتبع هذا التيار من أجل مصالح سياسيۃ .. بقي مهدي جمعۃ لم يتبع التيار لأنه لا يتفق مع الشتهد و يعتبره دُغۡفۃ ..

جمعيۃ عيش تونس تعمل في عمل كبير لصالح الشاهد و ليس وحدها .. أحد المولين هو نفسه ممول لحملۃ الرءيس ماكرون.

الكلام يطول و يجب إنقاذ تونس من هذا الإنقلاب السياسي علی الديمقراطيۃ و علی مصير البلاد.

Mandhouj  (France)  |Vendredi 28 Septembre 2018 à 18:36           
Puis la guerre contre la corruption n'est pourra être jugée pour son efficacité que par ses conséquences positives sur la vie des citoyens avec l'administration, sur les prix, les circuits économiques en général et surtout sur le contrôle des circuits de distribution.

Honnêtement, nous sommes devant un grand problème politique. Et surtout nous sommes entrain de payer deux factures. Celle de l'échec de Nida tounis à diriger le pays, et avec la guerre des clans depuis trois ans. Et la facture de cette reconstitution du paysage politique en utilisant les moyens de l'état. Honnêtement il faut débattre sérieusement sur ce sujet.

Mandhouj  (France)  |Vendredi 28 Septembre 2018 à 18:16           
Plusieurs nous l'avons dis depuis longtemps.. avec ce qui se trame autour de Chahed, c'est un montage d'une nouvelle organisation politique qui coupe court avec le modèle parti politique.. comme il a fait Emanuel Macron. Sauf que Emanuel Macron était clair et honnête avec la démocratie, il a démissionné de son poste de ministre. Aujourd'hui malgré la clarté de la démarche de Chahed et de son entourage, il demeure à la tête du gouvernement. Et
cela pose problème. Un problème politique, et un problème démocratique. Il utilise la sensibilité de la situation pour demeurer à la tête du gouvernement. Et là nous sommes devant un problème de déontologie et de la morale.

Le peuple tient à la stabilité politique, mais cette stabilité pourra être sans lui. Les banquiers et les lobbies qui financent sont dans un putsch particulier contre l'état et contre la démocratie.

C'est à la population de réagir.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female