بداية, فلا دخل للاتحاد لا من قريب و لا من بعيد في توقف انتاج الفسفاط او في اعتصام الكامور على سبيل الذكر لا الحصر, بل بالعكس فقد تطوع الاتحاد في كل مرة للتوسط بين حكومة فاقدة للمصداقية و بين المحتجين من اجل عودة الانتاج و العمل و قد نجح في ذلك و له كل الشكر .

اقرأ أيضا: المشير عبد الفتاح الطبّوبي..

اما اضرابات الوظيفة العمومية ,فتلك حقوق دستورية و قانونية و يتعلق معظمها بمماطلة الحكومات في تفعيل اتفاقيات كانت وافقت و امضت عليها ,علاوة على تسوية وضعيات هشة و مضطهدة لا جدال فيها .

و بالنسبة لتدخله في الشان السياسي, فبالله عليكم يا اهل السياسة ,لماذا تلتجؤون للاتحاد عند انغلاق السبل و استفحال الازمات و تنادون بحوارات وطنية و قرطاج 1 و 2 ,ثم عند الانفراج تعودون لنفس الاسطوانة المشروخة المعادية لدور الاتحاد النقابي و الوطني على حد السواء ! في نفس الاتجاه الا تؤثر الخيارات الاقتصادية الفاشلة على وضعية المؤسسات الاقتصادية و بالتالي على وضعية العامل و الاجير ! ام تريدون من الاتحاد ان يبقى صامتا متفرجا على التفويت في المؤسسات الوطنية و على الانهيار المتسارع لجل المؤشرات الاقتصادية من دون ان يحرك ساكنا !

كذلك فمن السذاجة اعتبار عزوف المستثمر المحلي قبل الاجنبي راجع بالاساس للاضرابات القانونية المنضوية تحت مسؤولية الاتحاد ! فالمسالة اعمق و اشمل و تهم الاستقرار السياسي و الاجتماعي و استقلال القضاء و الامن الجمهوري و البيروقراطية الادارية و الزبونية و المحسوبية و درجة تفعيل و تطبيق القوانين على الجميع من دون استثناء و الحوكمة الرشيدة و الشفافية و محاربة الفساد قولا و فعلا و ليس مجرد اطلاق للشعارات ...و في كل الحالات فان المستثمر مهما كان ,يفضل ان تكون مطالب عماله مؤطرة من مؤسسة نقابية يمكن التحاور و التفاوض معها عوض الفوضى او الانفلات او الفراغ .

كونوا متاكدين ايها الفاشلون, ان الاتحاد تلك القلعة الشامخة و العريقة لن يتردد ابدا, و كما فعل عند بداية مامورية الحكومة الحالية ,في مساندة كل من يحارب التهريب و التهرب الجبائي و الفساد بكل انواعه و الكفيل بحمايتنا من الارتهان للمؤسسات و الجهات المانحة الدولية و املاءاتها المذلة وفي المحافظة على السيادة و استقلال القرار الوطني من دون مساومة و لا التباس و بكل شراسة و صراحة و اندفاع .

لست متحدثا باسم الاتحاد و لكني اسعى لاكون متابعا موضوعيا لما يحدث في البلاد و الذي اصبح جليا وواضحا لكل العباد و يبقى الاتحاد صمام الامان ضد كل انحراف او توهان.


ناشط سياسي مستقل